رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن (كاملة)
اطلعى وانت تنزلى معاهم عادى كده
نظرت له بتحدى فنظر لها نظرة ڼارية وقال
لو كسرتى كلامى ونزلتى معاهم وسبتينى هطلقك ومش هسأل فيكى تانى فاهمانى
تدخلت أم فارس وقالت لها
خلاص يابنتى اطلعى مفيش داعى للمشاكل
هزت مهرة رأسها پعنف ونظرت له بتحدى أكبر وهبطت درجات السلم بثقة وهى تقول لأم فارس
يالا بينا يا ماما هنتأخر
أنت طالق
أبتسمت وكأنها لم تسمع شيئا نظرت لعمرو وأم فارس قائلة
يالا يا جماعة هنتأخر
ساد الصمت على الجميع داخل السيارة .. حتى قال الدكتور حمدى
قال كلمته ونظر لعمرو الذى كان ينظر إلى الطريق قلقا لا يعرف لماذا راوده هذا الشعور كلما اقتربت المسافة كلما اضطربت نبضات قلبه وكأنه يقترب من المۏت كلما اقتربت المسافة كلما رأى وسمع ما حدث داخل السجون ورآه بعينيه وسمعه بأذنه ونجاه الله تعإلى منه بقدرته ... بينما فى الخلف أخرجت مهرة الصورة الصغيرة من حقيبتها وقلبتها على الوجه الآخر الأبيض وأخرجت قلمها وهى تنظر إلى أم بلال وأم فارس وهما منهمكتان فى الحديث ... أخذت نفسا عميقا وكتبت بخط صغير منمق يعرفه جيدا
أمضاء
الفارس الصغير
الفصل الثامن والعشرون
عانق كل منهما والدته فى لهفة وشوق كبيرين وقبلا رأسيهما وأيديهما بدموع العيون ..كانت كل منهما تنظر إلى ولدها غير مصدقة أن الله سبحانه وتعالى قد مد فى عمرها حتى رأت ولدها حى يرزق من جديد .. كان العناق بالقلب والعيون أكبر شوقا من عناق الأجساد .. جلسوا بجوار بعضهما البعض غير مصدقين هذه اللحظة التى جاءتهم منحة من الله عزوجل فى عز أزمتهم المظلمة بين جدران السجون ... صافح الدكتور حمدى بلال وهو ينظر إليه بإعجاب شديد بينما ربت على كتف فارس مشجعا وهو يقول بتاثر
أومأ فارس برأسه ممتنا وهو يقول
متشكر أوى يا دكتور على اللى عملته معانا
ربت حمدى على يديه وهو يشد عليها قائلا
هو انا لسه عملت حاجة يا راجل ...أجل الكلام ده لما تطلعوا ان شاء الله من هنا
عبير والولاد عاملين أيه يا ماما ... كويسين
عانقت يدها يده وهى تقول بإشفاق
كويسين يابنى وزى الفل متقلقش عليهم أبدا .. وبيسلموا عليك أوى.. وعبير بتقولك رسالتك وصلتها وانت كمان وحشتها أوى ومستنياك على ڼار
شرد قليلا وهو ينظر أمامه بوجوم قائلا
وحشونى أوى
ثم أعاد النظر إليها قائلا
كلكوا وحشتونى أوى يا أمى
لمعت الدموع فى عينيها وهى تقول
عبير كانت عاوزه تيجى معانا بس انا مرضتش أجيبها معايا علشان عارفة رأيك فى الحكاية دى كويس
قبل يدها وقال بحنان
كويس يا أمى انك عملتى كده.. أنا محبش مراتى وولادى يجوا مكان زى ده ولا حد من اللى هنا عينه تقع عليها
نظر الدكتور حمدى لفارس وقال باهتمام
فى حد حقق معاكوا يا فارس
هز فارس رأسه نفيا وهو يقول
لا يا دكتور مشوفتش أى محقق خالص من ساعة ما روحت أمن الدولة لحد دلوقتى ..
ثم مال عليه قليلا وقال
مفيش غير واحد صاحبى ربنا بعته لينا هناك وهو اللى جابنا هنا
نقل الدكتور حمدى بصره بين فارس ووالدته وقال موجها حديثه لفارس
هو انت فى عداوة بينك وبين حد معين يا فارس
أعتدل فارس وهو يفكر بتركيز شديد ثم قال
أنت
عارف شغلنا يا دكتور ممكن يبقالك أعداء مش راضين عن طريقة شغلك لكن حتى
لو فى عداوة معتقدش حد يفكر يبهدلنا بالشكل ده
نظر الدكتور حمدى لوالدته نظرة ذات معنى ثم قال
غريبة
حاولت أم فارس تغير مجرى الحديث قائلة
على فكرة.. عمرو ومهرة بره وبيسلموا عليكوا أوى
نظر بلال إلى أم فارس قائلا
أيه ده بجد وعمرو جاله قلب يرجع هنا تانى
نظر له فارس وابتسما سويا فى وقت واحد ولكن فارس تغيرت ملامحه وانتبه فجأة وهو يلتفت لوالدته متفاجأ وقال