الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية وصمه ۏجع بقلم سهام العدل (كاملة)

انت في الصفحة 96 من 135 صفحات

موقع أيام نيوز


ذلك الحبل چثة هامدة خالية من الحياة فاستسلم لسانه وقال بحدة لا هي اللي اختارت واڼتحرت دخلت عليها لقيتها مشنوقة ف أوضة نومنا اللي شهدت أجمل لحظات بينا وكأنها قررت تمشي بس سابت ذكراها حواليا طول الوقت تطاردني
شهقت مصډومة فرفعت يدها تغطي بها فمها من أثر الصدمة ولكن عندما نظرت لملامحه المتصلبة والعرق الذي تصبب من جبينه رغم برودة الجو فعلمت صعوبة ما يعانيه والتمست له العذر فليس هين عليه ماعاشه هدأت قليلا لأجله فمسحت دموعها وقالت بهدوء تخفف عنه برضه ربنا أراد أن يقبض روحها ف الوقت ده ومكتوب لها الميعاد ده يمكن هي أذنبت بس ده أمر الله ونفذ وأنت لازم تدعيلها بالرحمة والمغفرة وأنت كمان لازم تنسى عشان تقدر تعيش مرتاح أنا مش بقولك إنساها لأنك مش هتقدر لأن اللي بيسكن القلب مستحيل يتنسي بس حاول تنسى اللي هي عملته وتسامحها عليه الله وحده أعلم هي كانت بتعاني من إيه وقتها 

نظر لها وقال بإندفاع مهما الإنسان عاني ف حياته مش من حقه يفرط ف روحه اللي ربنا أعطهاله أمانة لحين إستردادها ده اسمه كفر وضعف مش من حد إن يحرم نفسه من الحياة لمجرد مصېبة حلت عليه أو مشكلة وقع فيها مش من حقه ېحرق قلب اللي بيحبوه عليه لمجرد لحظة ضعف واستسلام لشيطانه
ردت عليه أنا معاك ف اللي قولتله بس اللي فات خلاص مقدر ومكتوب وأمر الله ونفذ ليه تعيش نفسك ف كل الحزن ده الحزن بيهد البني آدم بيخليه يفقد أي طعم للحياة 
لانت ملامحه وارتسم عليها الحزن مرة أخرى وقال بنبرة مکسورة للأسف مش قادر على قد ماحبيتها على قد ما زعلت منها إنها سابتني وأنا ف أمس إحتياجي لها زعلان على فراقها وموجوع منها أنها مفكرتش فيا وفي ولادها وفي مصيرهم من بعدها حپستني في دوامة بتدور بيا من شوقي لها ومن ۏجعي منها على اللي عملته
لأول مرة تراه بهذا الضعف والانكسار لم تتحمل ذلك وانهالت دموعها مرة أخرى عليه وتمنت لو تنهض تأخذ وتخفف عنه كل ذلك العڈاب الذي يعيشه لم تتوقع أنه يعاني كل هذا فقد ظنت فقط أنه حزين على ۏفاة زوجته كأي زوج محب ولكنها اكتشفت أن همه بثقل الجبال فكيف يتحمل أن يرى زوجته وحبيبته شانقة نفسها وحرمت نفسها من الحياة للأبد مجرد التخيل نفض جسدها فكيف به وهو بالطبع يطارده ذلك المشهد كل يوم.
نهض وتركها وأغلق عليه غرفة مكتبه فنهضت هي الأخرى وأعدت له فنجانا من القهوة كما يحبها وذهبت إليه تطرق الباب ثم تفتحه ودخلت عليه وجدته يجلس شاردا مسلطا نظره على صورتها التي تملأ الحائط أمامه فانتبه لدخولها فأشاح بنظره عن الصورة وجاهد أيضا ألا ينظر لغصون فهو يشعر بالخجل فهو لأول مرة يتجرد من قوته ويظهر ضعفه أمام أحد هو لا يعلم ما الذي جعله يفتح قلبه ويحكي لها عما يؤلمه وهو الذي جاهدا أن يخفى كل ذلك للجميع ولكن الذي يعلمه أنه غير نادم على ذلك.
وضعت القهوة أمامه على المكتب وقالت بإبتسامة عملتلك فنجان قهوة أتمنى يعجبك
رد عليها وهو يلتقط أحد الكتب التي أمامه على المكتب وينظر فيه متحججا به متشكر يا غصون
وقفت لثواني وعندما لم يرفع بصره لها علمت أنه بحاجة للبقاء بمفرده فاستدارت تغادر الغرفة إلا أنه استوقفها قائلا غصون
التفتت له وردت بخفوت نعم 
مسح على شعره من فرط التوتر والإرهاق الذي يعاني منهما ثم قال مش محتاجة إني أقولك إن أي كلام بينا ميخرجش لحد
ردت بحماس لا مستحيل اطمن يادكتور ياسر كأنك كنت بتتكلم مع نفسك
زفر بقوة ثم قال قولتلك بلاش دكتور دي ياغصون
هزت رأسها وقالت حاضر 
استكمل قائلا مش عايز يزيد ويزن يكبروا ويعرفوا يوم إن أمهم اڼتحرت لأن وقت 
اقتربت مرة أخرى من مكتبه وقاطعته قائلة أنا مش هسمح إنهم في يوم يعرفوا حاجة تأذيهم أنا عايشة في الدنيا دي عشانهم مش عايزاك تشيل هم لهم كل اللي عايزاه إنك تكون كويس وبس
نظر لها بإعجاب كل لحظة تكبر في نظره كل كلمة وكل فعل تثبت له أنها ليس لها مثيل ابتسم لها
 

95  96  97 

انت في الصفحة 96 من 135 صفحات