رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن (كاملة)
فمن يفعل ذلك يفعل أي شيء آخر..
تحدث متسائلا بجدية دون الدخول في تفاصيل لا تحبها هي
المفروض إن الفرح فاضل عليه أسبوعين ناوية تأجلي
أجابته بجدية مثله تماما وهي تقول
نظرت له نظرة ذات مغزى ثم أكملت حديثها بحدة
ده غير إني مش هعمل فرحي
غير ويزيد ومروة موجودين فيه مع بعض
ازعجته بحديثها الغير منطقي أو الغير مرتب منها هل تربط اقترابه منها بعودة مروة و يزيد وما ډخله ولما يتحمل نتيجة خطأ صديقه الذي أرشده إلى الصواب ولم يفعل..
وأنا جوازي منك هيفضل مربوط برجوع مروة ويزيد.. افرضي أطلقوا ايه نفضها بقى.
أتت لتتحدث بانفعال بعد حديثه مؤكدة كلماته ولكن سريعا عادت عن ما برأسها فكيف ستتركه. لا لن يحدث ذلك مطلقا ولكن أيضا تود أن ترى أخيها وزوجته سويا كما السابق..
ابتسم بتهكم وسخرية ثم تحدث قائلا
نظرت إليه بضعف غريب تسرب إليها عندما تحدث عن تركها فأكمل هو حديثه بضعف يماثلها
عايزك تفهمي إني عمري ما هعمل زي يزيد وافهمي كمان إني حاولت معاه يقول لمروة على كل حاجه لكن هو كان خاېف يزيد مش وحش يزيد كان مضغوط وخاېف من فقدان مراته وأنا مقدرتش ارده عافية يا يسرى أنا ماليش ذنب في اللي حصل علشان تتعاملي معايا كده..
أنا شاريكي عافية ومش هسيبك.. الفرح هيتأجل زي ما أنت عايزه وأنا هكلم يزيد واخليه يرجع مراته علشان أنا كمان اتجمع مع مراتي يا.... يا مراتي
غمزها بعينيه اليسرى ثم تقدم إلى خارج الغرفة ثم إلى خارج المنزل وتركها خلفه تفكر في حديثه وتبتسم على كلماته الأخيرة التي ألقت عليها بحزم وجدية لا تحتمل النقاش..
أجابها معلقا على حديثها بفتور قائلا
استغربت حديثه ف أردفت بهدوء
بس الحب مايعرفش الكلام ده
تنهد بعمق وأغمض عينيه ثم أجابها مؤكدا حديثها
معاكي حق.. هي عامله ايه دلوقتي
أردفت وهي تتذكر حالتها التي تزداد سوءا كل يوم
ابتسمت بسخرية وسعادة بذات الوقت ثم أكملت
حتى أنها رسمته... رسمت يزيد وخبت اللوحة تحت السرير
سأل تامر باستنكار ودهشة قائلا
ايه العبط اللي هي فيه مادام بتحبه بتسيبه ليه
دي غيرت عفش الاوضه كله بحجة أنه مجرد تغير لكن أنا واثقة أنه علشان يزيد شاركها فيه
أهم حاجه خليكي معاها خصوصا في فترة الحمل الأولى دي
وافقته على ذلك ثم توجهت بالحديث معه إلى أشياء تخصهم بعيدا عن مروة و يزيد الذي يحتار الجميع في أمرهم إلى الآن..
_______________________
كما كل يوم أنهى عمله ومر على محل بيع الورود ليبتاع لها ورود برائحة الياسمين الخاصة بها وحدها ومن ثم أتى ببعض الشكولاته البنية التي أيضا تحبها ومن ثم وضع بهم مكتوب صغير الحجم وضع داخله بخط يده بعض الكلمات التي تنقل إليها مدى اشتياقه لها..
دق جرس الباب وقد كان هذا المعاد باكرا قليلا عن كل يوم يعلم أن من سيفتح الباب هي شقيقتها أو والدها سيكون والدها هذه المرة فشقيقتها يعتقد أنها ستكون بعملها..
انتظر ثوان ولم يفتح الباب ولم يأتي أي صوت من الداخل فدقه مرة أخرى لعلى هناك من يجيب عليه وقد كان...
قد كان حقا لقد ظهر من خلف الباب بعد فتحه بهدوء ملاكه الخاص معشوقته وحبيبته زوجته والدة طفله الصغير الذي تحمله داخل أحشائها كم أن الاشتياق قاټل!. لقد تسارعت دقات قلبه وكأنه دخل للتو سباق عڼيف يحتم عليه الفوز به عينيه برزت وسلطت عليها وعلى ملامح وجهها الذي افتقده بشدة أنفه حاول أن يستنشق رائحة الياسمين المعهودة منها وشفتيه!.. شفتيه ودت لو فعلت ما كانت تفعله بالسابق عندنا كانت ملكه وحده تتركه يفعل ما يريد..
ولكن هي ليست كما السابق أصبحت أنحف قليلا وجهها شاحب وأسفل عينيها هالات سوداء لأول مرة يراها بها هل هذا بسبب فراقهم أم بسبب ما فعله بها.
لكن الآن بعيدا عن كل شيء هناك شعور غريب يجتاحه حقا منذ شهر مضى لم يراها إلا بالصور وبمخيلته
يود لو يستطيع أن يحتضنها ويضع يده على بطنها يتحسس مكان تواجد طفله ولكن هيهات فهي لو تعلم أنه الطارق لم تكن تفتح الباب أبدا..
ولكن تريد أن تنال منه ويقول صوت العقل أنه خائڼ لا يستحق فرصة ثانية وهو هكذا حقا ولكن ذلك الخائڼ دائما مثله لا يريد إلا أحضانه..
لا تريد أن تبعد انظارها عنه لو بقيت هكذا إلى الأبد لن تمل ستبقى كما هي تنظر إلى ملامحه الذي اشتاقت إليها بشدة..
استمعت إلى صوته الذي خرج مبحوح وضعيف للغاية ولكنه تحدث بشجن وشوق
وحشتيني
ضغطت