رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
باب المصعد وخرج هو أولا يسير بخطوات سريعة تجاه مكتبه هرولت هي خلفه تنده عليها بتلقائية
_ آدم
توقف على أثر صوتها يسمعها تهتف باسمه لأول مرة الټفت لها برأسه فضحكت هي ببلاهة بعدما أدركت ما تفوهت به للتو وغمغمت بخفوت يحمل القليل من الإحراج
_ بيه !!
تحدثت بجدية وامتنان حقيقي مع ابتسامة صافية فوق ثغرها
رأت ابتسامته اللطيفة تظهر على وجهه أخيرا وهو يوميء برأسه لها كرد على شكرها دون أن يتحدث بادلته هي الإبتسامة حتى استدار وأكمل طريقه فاستدارت هي الأخرى واتجهت لمكان عملها
تتجول أمامه منذ الصباح بطبيعية وبرود يثير الأعصاب تتجاهله وتتصرف بأسلوب جديد مستفز وهو لا يتمكن من احتجازها حتى يضع حد لما تفعله يكتم غيظه منها بصعوبة ولا يستطيع حتى الاقتراب منها بسبب وجود هنا
المشټعلة والمتوعدة انتبه لاختفاء صغيرته فهب واقفا واتجه لغرفتها رآها تجلس فوق فراشها ومن حولها العابها تلعب بهم باندماج ابتعد من أمام غرفتها واندفع لجلنار يقبض على ذراعها ويجذبها معه للغرفة دفعها برفق للداخل ودخل خلفها ثم اغلق الباب ليسمعها تهتف باستياء وعدم فهم
تقدم نحوها بأعين ملتهبة فتقهقرت للخلف بتلقائية حتى اصطدمت بالحائط خلفها لا تنكر أن حالته الغريبة اخافتها قليلا لم تكن تتوقع إنه سيغضب هكذا وجدته يستند بكفه على الحائط بجانب رأسها وينحنى عليها يهتف أمام وجهها وحرارة غضبه تشعر بها في وجهها
_ أنا اللي المفروض اسألك إيه اللي بتعمليه ده !!!
تخرج لكنه اغلق الطريق عليها من الجهتين بعد أن رفع يده الأخرى يسندها على الحائط من الجانب الآخر بجوار رأسها ويتمتم بغيظ وڠضب
_ إنتي في أوضة وأنا في أوضة ! ده مين اللي طلع القرار ده !
جلنار بثبات وحزم
_ أنا
عدنان بصوت غليظ
_ بس أنا مش موافق
_ وأنا مخدتش رأيك مش عايزة اقعد معاك في أوضة واحدة وأكيد مش هنتظر موافقتك
صاح بها مستاءا
_ يعني غلطانة وقوية كمان !
صړخت منفعلة
_ أنا مش غلطانة وإنت عارف مامتك هي اللي خططت ومكنتش أعرف إن حاتم موجود في الأوضة
أساسا
مسح على وجهه متأففا پغضب هادر واجابها بنفاذ صبر
سنحت لها الفرصة لتتلذذ به على طريقتها حيث عقدت ذراعيها أمام صدرها وهدرت بشموخ
_ تعتذر مني
_ ليه !
كان سؤال شبه استنكاري منه فردت عليه بقوة
_ عشان اللي عملته امبارح مثلا !
_ عملت إيه !!
بروده استفزها فصاحت به مغتاظة
_ تشدني في ايدك زي الحيوانات وتزعق فيا وتبهدلني وأنا مليش ذنب إيه ده كله ومعملتش حاجة تستحق إنك تعتذر عليها !
سكت لثواني وهو يحدق بها بنظراته الثاقبة وبالأخيرة هتف باقتضاب من أسلوبها الفظ يحقق لها ما تريده
_ حقك عليا أنا اتعصبت عليكي فعلا امبارح
هزت رأسها بالرفض تخفي ابتسامتها المنتصرة وتجيب عليه بجفاء
_ تؤتؤ أنا آسف مش حقك عليا
عض شفاه السفلى بغيظ مكتوم وكور قبضة يده ثم ضربها على الحائط بجانب رأسها في خفة رغم أنه يرى نظرات التحدي والسعادة في عيناها إلا أنه غمغم كالمجبور
_ أنا آسف حلو كدا !!!
هزت رأسها بالنفي متمتمة في ثبات
_ لا اعتذارك وحدك مش كفاية
عدنان قاطبا حاجبيه باستغراب
_ امال عايزة إيه
هدرت بابتسامة صفراء تضمر خلفها المكر
_ مامتك أسمهان هانم تعتذر مني
وقبل أن ترى ردة فعله على ملامحه أو تسمع رده حتى استكملت عاقدة ذراعيها أمام صدرها
_ وحاجة تاني كمان
لم تسمع منه أي رد فقط رأت قسمات وجهه متطلعا لها ببعض الدهشة رافعا حاجبيه كأنه ينتظر منها أن تبدأ في طلبها الثاني أو أمرها بمعنى أدق فأخذت هي نفسا عميقا وتطلعت في عيناه بقوة تجيبه بثقة
_ تعتذر من حاتم
هنا بالفعل احسته كأنه قدر يغلى من الڠضب
_ اعتذر مني واعتذرت هتخلي مامتك تعتذر وعديتها لكن إنتي شكلك مينفعش معاكي الأدب
_ وفيها إيه لما تعتذر منه أنت غلطت في حقه والمفروض تعتذر
خرجت منه صړخة هادرة پغضب حقيقي هذه المرة
_ جلنار متختبريش صبري ومليون مرة اقولك متجبيش سيرته قدامي خليني هادي معاكي كدا افضل
_ عدنان ابعد عني
هز رأسه بالرفض في استمتاع فاستشاطت غيظا ورفعت قدمها تضغط على قدمه بقوة بحركة تلقائية منه لانت قوة قبضته عليها فدفعت يده وهمت بأن تغادر مسرعة لكنه لحق بها
_ بابي مامي
لابنتها فتقابلها بابتسامة متصنعة ثم تمر وتعبر من جوارها مغادرة اقتربت هنا من أبيها الذي حملها فوق ذراعيه وهمس بضيق من توقيتها الخطأ دوما في القدوم
_ دي تاني مرة ياهنايا كدا هبدأ
أشك إنك متفقة مع أمك
ردت عليه بعدم فهم وبراءة جميلة
_ مش فاهمة يا بابي
عدنان متنهدا بعدم حيلة
_ اجمل بابي من اجمل هنا في الدنيا
ارتفعت ابتسامتها لشفتيها الصغيرة ولفت ذراعيها حول عنق أبيها تعانقه بقوة فيبادلها هو العناق لاثما شعرها ووجنتيها بحب