رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
عن الشعور بالذنب والندم أنها المتسببة فيما حدث رغم تراجعها إلا أن ضميرها وقلبها لا يتوقف عن لومها وتأنبيها بقسۏة واليوم ذكرتها أسمهان بذنبها الوحيد عندما هددتها بأنها ستخبره لا تخشي معرفته بقدر عدم رغبتها في استعادة تلك الذكريات القاسېة للنور من جديد
لم تنتبه لدخوله المطبخ واقترابه حتى رأته يقف بجوارها ويمد يده لأعلى يلتقط كأس فارغ ويضعه فوق الرخام ثم يتجه للمبرد حتى يخرج زجاجة ماء ويعود لها من جديد يسكب المياه داخل الكأس الفارغ ويرفع الكأس لفمه يشربه كله دفعة واحدة
وجموده المزيف يخيفها أكثر لو يتحدث ويلومها أو يسألها سترتاح لكن هذا الغموض المتسحوذ على معالمه لا يبشر بالخير أبدا ويجعلها تفشل في تخمين ما يفكر به حتى !
أخيرا رأته ينحنى عليهة بالقرب من أذنها بعدما انتهى من شرب المياه ويهمس في نبرة تحمل الإنذار الأول
لو في حاجة عايزة تقولهالي ياجلنار الأفضل تقوليها دلوقتي لإني لو عرفتها وحدي بعد كدا ردة فعلي مش هتكون لطيفة أبدا
مش لما اسامح نفسي الأول ياعدنان بعدها اقولك
أنهت عبارتها واستدارت بجسدها تهم بالانصراف لكنه قبض على رسغها يمنعها من التقدم ويهتف بغلظة في نظرات غاضبة ومدهوشة
تلألأت الدموع في عيناها لا إراديا دون أن تتفوه ببنت شفة مما تسببت في اشتعال نيران غضبه أكثر والحيرة والقلق ينهش ثناياه نهش فهتف في شبه صيحة
جلنار عملتي إيه !!!
جذبت يدها من قبضته وتمتمت بصوت مبحوح ومحمل بالبكاء
متضغطش عليا ياعدنان إنت السبب واللي وصلتني لكدا لما اكون جاهزة هقولك كل حاجة
في صباح اليوم التالي
خرجت من الحمام بعدما انتهت من حمامها الصباحي الدافيء وكانت ترتدي رداء الحمام الأبيض برنس وشعرها مبلل بالماء وبعض القطرات تتساقط منه لم تعيره اهتمام بتاتا وسارت باتجاه المرآة تقف أمامها وتنحنى لتلتقط الفرشاة ثم تبدأ بتسريح شعرها في رقة ولطف غير متنبهة لنظراته التي تأكلها بإعجاب بل لم تكن تبالي بها حتى
وضوح
بعد مرور خمس دقائق تقريبا
نهض من الفراش وتقدم نحوها بخطوات متريثة حتى وقف خلفها مباشرة يتطلع لانعكاسها في المرآة فرآها ترفع نظرها وتتطلع لإنعكاسه
بتعمل إيه !!!
لم يكن ينوي فعلها لكنه أراد أن يثير چنونها قليلا ويتسلى فغمغم بلؤم وابتسامة لعوب يتصنع حسن النية
ولا حاجة ! كنت بقفلك البرنس كويس بس بدل ما يقع
هدرت جلنار بغيظ
لا والله ! كذاب ياعدنان
ضحك بخفة وانحنى على وجهها يهمس بخبث جريء
والله محدش قالك تطلعي بيه قدامي
مالت برأسها للوراء وصاحت باستياء
براحتي إنت هتمنعني ولا هتجبرني البس إيه وملبسش إيه كمان
تميل هي للخلف
تمام وأنا كمان براحتي إنتي حرة !
تطلعت في عيناه الجريئة بغيظ وهدرت بشراسة وقوة تلمح له بأن لن يحصل عليها أبدا
نجوم السما اقربلك
ضحك وقال مستمتعا بمشاكسة
أنا وإنتي قاعدين أهو وهنتفرج على النهاية يارمانتي
انتصبت في وقفتها وتمتمت بثقة
وليه متحطش احتمال إن النهاية دي تخالف توقعاتك وتوقعاتي تماما وټصدمنا كلنا
رأت الثقة العمياء تعتليه لدرجة الغرور حيث أجاب بنظرة ثابتة عليه تحمل معاني
جمة وسط نبرته الساحرة
أنا اللي بدأت القصة وأنا اللي هكتب نهايتها بدأت بفراق وهتنتهى باجتماع
ضحكت ساخرة من ثقته لتجيبه بتحدى ونبرة ثابتة كالجبال لا تهتز
هنشوف !
ثم ابتعدت من أمامه وسارت باتجاه الحمام لكن قبل أن تدخل وقفت عند الباب والتفتت برأسها له ترمقه بحيرة وتتمتم
غريبة مش كنت امبارح متعصب ومضايق مني متوقعتش إنك تتصرف بطبيعية بالسرعة دي وتعدي الموضوع
زم شفتيه وهدر في صوت رجولي جاد
هديكي فرصة زي ما قولتي لغاية ما تيجي بنفسك وتقوليلي
طالت نظراتها إليه في صمت وابتسامة خاڤتة فوق ثغرها لم تكن تلك الابتسامة الغرامية بتاتا بل أخرى
متهكمة ومدهوشة من رده بالأخير تنهدت بعمق وفتحت باب الحمام لتدخل وتختفى عن أنظاره
فتح باب غرفته وهم بالخروج لكن سمع صوت اقدام تصعد الدرج لم تكن سوى صوت أقدامها هي فعاد بسرعة لداخل غرفته واغلق الباب ليتركه مواربا ويقف خلفه منتظر اللحظة المناسبة التي ستمر فيها من جانب غرفته
وبمجرد مرورها جذبها بذراعه للداخل واغلق الباب عليهم أطلقت