الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق

انت في الصفحة 173 من 324 صفحات

موقع أيام نيوز


عن الشعور بالذنب والندم أنها المتسببة فيما حدث رغم تراجعها إلا أن ضميرها وقلبها لا يتوقف عن لومها وتأنبيها بقسۏة واليوم ذكرتها أسمهان بذنبها الوحيد عندما هددتها بأنها ستخبره لا تخشي معرفته بقدر عدم رغبتها في استعادة تلك الذكريات القاسېة للنور من جديد 
لم تنتبه لدخوله المطبخ واقترابه حتى رأته يقف بجوارها ويمد يده لأعلى يلتقط كأس فارغ ويضعه فوق الرخام ثم يتجه للمبرد حتى يخرج زجاجة ماء ويعود لها من جديد يسكب المياه داخل الكأس الفارغ ويرفع الكأس لفمه يشربه كله دفعة واحدة 

هدوئه
وجموده المزيف يخيفها أكثر لو يتحدث ويلومها أو يسألها سترتاح لكن هذا الغموض المتسحوذ على معالمه لا يبشر بالخير أبدا ويجعلها تفشل في تخمين ما يفكر به حتى ! 
أخيرا رأته ينحنى عليهة بالقرب من أذنها بعدما انتهى من شرب المياه ويهمس في نبرة تحمل الإنذار الأول 
لو في حاجة عايزة تقولهالي ياجلنار الأفضل تقوليها دلوقتي لإني لو عرفتها وحدي بعد كدا ردة فعلي مش هتكون لطيفة أبدا
أغمضت عيناها بقوة حتى لو رغبت بالاعتراف لن تستطيع فهي لم تسامح نفسها حتى وقلبها يؤلمها بشدة حتى الآن التفتت برأسها له وغمغمت بأسى وقوة 
مش لما اسامح نفسي الأول ياعدنان بعدها اقولك
أنهت عبارتها واستدارت بجسدها تهم بالانصراف لكنه قبض على رسغها يمنعها من التقدم ويهتف بغلظة في نظرات غاضبة ومدهوشة 
تسامحي نفسك على إيه !!! 
تلألأت الدموع في عيناها لا إراديا دون أن تتفوه ببنت شفة مما تسببت في اشتعال نيران غضبه أكثر والحيرة والقلق ينهش ثناياه نهش فهتف في شبه صيحة 
جلنار عملتي إيه !!! 
جذبت يدها من قبضته وتمتمت بصوت مبحوح ومحمل بالبكاء 
متضغطش عليا ياعدنان إنت السبب واللي وصلتني لكدا لما اكون جاهزة هقولك كل حاجة
عبارتها التي أفصحت بها أنه السبب جمدته بأرضه وجعلته يقف بحيرة أشد لا يفهم شيء مالذي فعله والذي دفعها لفعل شيء دون علمه وإخفائه عنه ! تلك الخفايا التي تنكشف واحدة تلو الأخرى بات لا يتحملها هل الجميع يكيد المكائد من ورائه !!! 
في صباح اليوم التالي 
خرجت من الحمام بعدما انتهت من حمامها الصباحي الدافيء وكانت ترتدي رداء الحمام الأبيض برنس وشعرها مبلل بالماء وبعض القطرات تتساقط منه لم تعيره اهتمام بتاتا وسارت باتجاه المرآة تقف أمامها وتنحنى لتلتقط الفرشاة ثم تبدأ بتسريح شعرها في رقة ولطف غير متنبهة لنظراته التي تأكلها بإعجاب بل لم تكن تبالي بها حتى 
كان هو جالسا فوق الفراش بعد استيقاظه ومن سوء حظها أنها خرجت من الحمام قبل أن ينهض هو من الفراش فلم يتمكن من الصمود وعدم التمعن بها عيناه لم تكن تحمل الإعجاب بقدر الحب اللامع بهم في
وضوح 
بعد مرور خمس دقائق تقريبا 
نهض من الفراش وتقدم نحوها بخطوات متريثة حتى وقف خلفها مباشرة يتطلع لانعكاسها في المرآة فرآها ترفع نظرها وتتطلع لإنعكاسه
في المرآة لثانية واحدة بنظرة عابرة قبل أن تحيد بنظرها عنه مجددا بعدم اكتراث لكن انتفضت واقفة بدهشة واضطراب عندما شعرت بيديه وفورا ابتعدت واستدارت له تهتف پغضب 
بتعمل إيه !!! 
لم يكن ينوي فعلها لكنه أراد أن يثير چنونها قليلا ويتسلى فغمغم بلؤم وابتسامة لعوب يتصنع حسن النية 
ولا حاجة ! كنت بقفلك البرنس كويس بس بدل ما يقع 
هدرت جلنار بغيظ 
لا والله ! كذاب ياعدنان 
ضحك بخفة وانحنى على وجهها يهمس بخبث جريء 
والله محدش قالك تطلعي بيه قدامي 
مالت برأسها للوراء وصاحت باستياء 
براحتي إنت هتمنعني ولا هتجبرني البس إيه وملبسش إيه كمان
تميل هي للخلف 
تمام وأنا كمان براحتي إنتي حرة ! 
تطلعت في عيناه الجريئة بغيظ وهدرت بشراسة وقوة تلمح له بأن لن يحصل عليها أبدا 
نجوم السما اقربلك 
ضحك وقال مستمتعا بمشاكسة 
أنا وإنتي قاعدين أهو وهنتفرج على النهاية يارمانتي 
انتصبت في وقفتها وتمتمت بثقة 
وليه متحطش احتمال إن النهاية دي تخالف توقعاتك وتوقعاتي تماما وټصدمنا كلنا 
رأت الثقة العمياء تعتليه لدرجة الغرور حيث أجاب بنظرة ثابتة عليه تحمل معاني
جمة وسط نبرته الساحرة 
أنا اللي بدأت القصة وأنا اللي هكتب نهايتها بدأت بفراق وهتنتهى باجتماع 
ضحكت ساخرة من ثقته لتجيبه بتحدى ونبرة ثابتة كالجبال لا تهتز 
هنشوف ! 
ثم ابتعدت من أمامه وسارت باتجاه الحمام لكن قبل أن تدخل وقفت عند الباب والتفتت برأسها له ترمقه بحيرة وتتمتم 
غريبة مش كنت امبارح متعصب ومضايق مني متوقعتش إنك تتصرف بطبيعية بالسرعة دي وتعدي الموضوع 
زم شفتيه وهدر في صوت رجولي جاد 
هديكي فرصة زي ما قولتي لغاية ما تيجي بنفسك وتقوليلي
طالت نظراتها إليه في صمت وابتسامة خاڤتة فوق ثغرها لم تكن تلك الابتسامة الغرامية بتاتا بل أخرى
متهكمة ومدهوشة من رده بالأخير تنهدت بعمق وفتحت باب الحمام لتدخل وتختفى عن أنظاره 
فتح باب غرفته وهم بالخروج لكن سمع صوت اقدام تصعد الدرج لم تكن سوى صوت أقدامها هي فعاد بسرعة لداخل غرفته واغلق الباب ليتركه مواربا ويقف خلفه منتظر اللحظة المناسبة التي ستمر فيها من جانب غرفته 
وبمجرد مرورها جذبها بذراعه للداخل واغلق الباب عليهم أطلقت
 

172  173  174 

انت في الصفحة 173 من 324 صفحات