رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
بأرضها تحدجه بدهشة وخوف بسيط هي لم تراه بهذه الحالة حتى عندما اكتشف خېانة فريدة له تابعته بنظراتها المدهوشة وهو يتحرك باتجاه الحمام ثم يختفي به تقدمت من الفراش وجلست فوقه بعينان تجول في الغرفة بأكملها وبالأخص على باب الحمام تنتظر خروجه تعاني من حربا عڼيفة داخلها طرف يريدها أن ترحل وتتركه والآخر ېصرخ بأن تظل معه وتبقى بجواره أمام
جلنار الأفضل تفضلي ساكتة
ولو مش هتقدري روحي اقعدي عند هنا أنا مش عايز اتعصب عليكي وأهد كل اللي فات واللي اتعمل
عقدت ذراعيها أمام صدرها بنظرة قوية وغمغمت بخفوت وهدوء تام
افضل ساكتة لأن سكوتك ده هو اللي بيخوفني اكتر
استدار بجسده له وهدر غاضنا حاجبيه
بېخوفك من إيه !!
جلنار بصراحة دون أي تردد
إنك تكون عملت فيه حاجة ياعدنان وضيعت نفسك !
تمتم بصوت رجولي خشن
معملتش حاجة فيه حتى الآن
يعني إيه حتى الآن تقصد إيه !!!
مټخافيش مش هقتله
كانت ستهم بالرد لكنه أمسك بطرف المنشفة مغمغما بوقاحة حتى ينهي ذلك الحديث المثير لأعصابه
عايز البس ! لو حابة تفضلي واقفة كدا أنا معنديش مشكلة
أمسكت بيده قبل أن يفك المنشفة وهتفت بحدة وڠضب
بتعمل إيه بلاش قلة أدب ! أنا خارجة برا أساسا
ثم ابتعدت واندفعت للخارج مسرعة متمتمة بصوت مسموع في غيظ
رغم حالته المخيفة والڠضب الذي يستحوذه بشكل كامل إلا أنها نجحت في جعله يبتسم مرغما أمام ردة فعلها العفوية وكلامها !!
توقف بسيارته على جانب الطريق وفتح الباب ونزل ثم قاد خطواته إلى داخل ذلك المقهى وحين وصل للداخل تجول بنظره بين الجميع يبحث عنها فوجدها تجلس فوق أريكة صغيرة مقابلة للماء ذلك المقهى وتلك الأريكة المفضلة لديها منذ سنوات فحتى قبل أن يغادر لألمانيا كانت كثيرا ما تأتي للجلوس هنا بمفردها
ياترى إيه سبب اتصالك !
التفتت له زينة وتمتمت بصفاء ضاحكة
يعني محبتش اقعد وحدي فقولت اتصل بيك تيجي تقعد معايا ونتكلم مع بعض زي زمان ده إنت ليك خمس سنين محدش بيشوفك
مال برأسه تجاهها وحدقها بحب هاتفا
ابتسمت برقة وأجابت بنظرات ثابتة وجادة
بس إنت اتغيرت أوي ياهشام حاسة إنك واحد تاني تماما غير ابن عمتي وصديقي اللي اتربيت معاه
مال ثغره بابتسامة باهتة وتمتم بنظرات ذات معنى
اتغيرت فعلا ڠصب عني بس قلبي لسا زي ماهو ومش عارف اغيره
انحرف مجرى الحديث بالطريق الأكثر حماسا بالنسبة لها حيث اعتدلت في جلستها واثبة وبقت مواجهة له تماما تهتف بتشويق وفضول
أنا قولت من الأول إنت فيك حاجة مش طبيعية احكيلي بقى مين دي !
هشام باستغراب
هي مين دي !!
نكزته بكتفه في غمزة ماكرة وهدرت بمشاكسة
اللي مش عارف تغير قلبك بسببها اخلص بقى يا هشام قولي بالله عليك هي من مصر طيب ولا من المانيا
ضحك بخفة على طفولتيها ثم اشاح بوجهه يثبته تجاه المياه يجيب عليها
من مصر
تحمست أكثر فقالت بوجه متسع بالابتسامة
اعرفها طيب
اكتفى بإماءة رأسه الخفيفة كإجابة على سؤالها وسط نظراته الجانبية لها فوصل حماسها للذروة بعدما حصلت على تأكيد
سؤالها وقالت
اسمها ايه قولي طالما اعرفها !
هشام بابتسامة منطفئة
مينفعش
ليه !!!
اختفت ابتسامته وتمتم
بمرارة
اتخطبت
سقط حماسها من ذروته لنقطة الصفر وعبست هي الأخرى لكن عادت تهتف بأمل تبثه إليه
يمكن تفسخ خطوبتها إنت إيه عرفك
هدر هشام بأسى وصوت يفيض ندما
أنا اللي غلطان مكنش ينفع اسيبها لكن أنا استسلمت ومحبتش أجبرها عليا بس المفروض كنت احارب عشانها ومسبهاش كل السنين دي لغاية ما ضاعت مني
عبست أكثر واشفقت عليه من فرط حزنها ليخرج همسها الرقيق في تأثر بشجنه
بتحبها أوي !
تطلع بعيناها للحظات نظرات كلها ندم وحزن ثم تمتم بخفوت وصوت يحمل بحته الرجولية
فوق ما تتخيلي
أدمعت عيناها فكلماته وحبه النقى والشديد لتلك الفتاة ذكرها بحبها السابق الذي خرجت منه بائسة ولم تحصل سوى على الألم والأسى
لم تتمكن من منع دموعها فانهمرت فوق وجنتيها لتسمعه يهتف بحيرة وقلق
بټعيطي ليه !!
رفعت أناملها فورا تجفف دموعها وتجيبه مبتسمة بلطافة جميلة
لا عادي أصل أنا بتأثر من الحكايات اللي زي كدا مش اكتر أنا بقول نغير الموضوع افضل بدل ما اعيط واڤضحك بجد
ضحك بخفة ثم اماء لها بالموافقة هامسا في تأييد لرأيها
ياريت
استعادت رباطة جأشها وجففت دموعها تماما ثم بدأت تتبادل معه أطراف الحديث عن مواضيع مختلفة أهمها كانت عن طبيعة حياته بألمانيا
ولم تخلو جلستهم من الجانب الكوميدي والضحك المتبادل بينهم !
بصباح
اليوم التالي
بعد رحيله بما يقارب لساعتين بالضبط سمعت صوت طرق الباب ركضت الصغيرة قبلها لكي تفتح ولحقت هي بها
تعلقت هنا بمقبض الباب وفتحته ثم جذبت
الباب إليها متراجعة للخلف معه فتقابل أمامه امرأة طويلة تمسك بيدها حقيبة جميلة وتتطلعها بابتسامة صافية
وصلت