رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
بأسلوب راقي ومحترم
أنا معملتش حاجة والله ياست الكل الحمدلله إنك قومتي بالسلامة بس
فوزية بنقاء وابتسامة واسعة
ربنا يكرمك ويوقفلك ولاد الحلال يابني
أجابها آدم ممتنا لدعواتها
اللهم آمين أنا هستأذن بقى عايزين أي حاجة
لا عايزين سلامتك
كانت جملة تفوهت بها فوزية بنفس نبرتها السابقة وحين استدار وغادر وثبت مهرة واقفة ولحقت به للخارج وقفت معه أمام باب الغرفة هاتفة برقة جديدة عليها
على إيه أي حد مكاني كان هيعمل كدا
هزت رأسها بالنفي تجيبه في جدية
لا صدقني محدش كان هيقف معايا وجمبي كدا زيك وزي ما قولتلي امبارح إنت غير أي حد فعلا
ابتسم لها بلمعة عينان مختلفة وهمس بنظرات تحمل معاني صادقة
وإنتي كمان !
ثم تابع بنفس تعبيرات وجهه
هزت رأسها بالإيجاب في عينان لامعة بوميض جديد وعاطفي وحين رأته يهم بالاستداردة ليغادر اوقفته بجملتها
هو أنا ينفع أخد اجازة يومين كمان من الشغل لغاية ما زوزا تقوم بالسلامة وتخرج من المستشفى
ضحك والټفت برأسه لها يهتف في إيجاب
براحتك يامهرة !
ثم استدار وسار مبتعدا بضع خطوات عنها فأسرعت هي خلفه تنادي عليه
توقف وقبل أن يهم بالاستدارة إليها كانت هي تقف أمامه وتقول بإحراج وخفوت
إنت اتكلفت بكل حاجة من بداية دخول تيتا المستشفى ودفعت كل
حاجة تقريبا ممكن تخصم المصاريف دي كل شهر من مرتبي يعني لإني الحقيقة دلوقتي م
سمعت صوتها الحاد يوقفها عن استرسال حديثها ويهتف في صرامة وبهجة لا تقبل النقاش
بس أااا
آدم پغضب بسيط
مهرة أنا قولت إيه !
التزمت الصمت مجبرة وهي تزم شفتيها بخنق وعدم حيلة بينما هو فلانت قسمات وجهه من جديد وودعها بابتسامته الجذابة قبل أن يبتعد ويسير بعيدا عنها استدارت بجسدها كاملا للخلف تتابعه بنظراتها وبشكل لا إرادي كانت الابتسامة المغرمة تعتلي وجهها كله وسرعان ما أدركت حماقة تعبيرات وجهها فتقوست معالمها بحزم تهتف في حدة لنفسها
ثم استدارت وعادت نحو غرفة جدتها تهتف بهيام كأنها تجيب على نفسها
طيب ماهو جميل أوي بصراحة !
عادت تجيب بحدة على نفسها تعنفها
هو إيه اللي جميل ده ما تحترمي نفسك أما إنتي مدلوقة بصحيح !
أنهت الجدال الغريب واللطيف مع نفسها بذلك التأفف المرتفع الذي خرج من بين شفتيها في عدم حيلة
رحلت تلك الفتاة بعدما انتهت تماما من عملها على أكمل وجه وبقت جلنار واقفة أمام المرآة تتطلع لنفسها
بذهول وإعجاب هي لم يسبق لها ووضعت كل مساحيق الجمال هذه فوق وجهها تتمعن بنفسها كأنها ترى شخصا غريبا عنها لكن بقدر استغرابها لهيئتها إلا أنها اعجبت بالمظهر الجديد التي تظهر بها للوهلة الأولى
وذلك الفستان الذي قام بشرائه لها كان رائعا مضبوطا تماما فوق جسدها يعطيها لمسة أنثوية صاړخة كان من اللون الأحمر ولم تحتاج للتفكير في سبب اختياره لذلك اللون خصيصا فهي زهرته الحمراء كما يصفها دوما !
كان الفستان طويلا وينسدل بانسياق فوق جسدها ضيقا بعض الشيء وأكمامه طويلة تصل لبعد مرفقيها أما بالمنتصف فكان لديه فتحة بسيطة لا تظهر داخلها ومن الظهر كانت فتحته بنفس قدر فتحت الأمام
استفاقت على صوت الباب الذي انفتح ببطء ودخل هو مرتديا بنطال أسود ويعلوه قميص أبيض وفوقه سترته السوداء لم تتحرك أنشا واحدا وحافظت على ملامحها جامدة حتى وهي تراه يتأملها بحب وإعجاب يفيض من عينيه فيضا وثغره تعلوه ابتسامة دافئة
لا تنكر إن نظراته اخجلتها قليلا فقالت محاول تدارك الأمر
الميك آب أوڤر شوية مش كدا
تقدم منها وهمس بعاطفة جياشة
لو كنت أعرف إنك هتكوني بالجمال ده كنت خليتها بينا بس
جلنار بعدم فهم
طيب ممكن بقى تفهمني في إيه بظبط
وليه خلتني البس كدا
انحنى عليها بعمق ثم همس بصوت اذابها
مفاجأة وكلها دقائق وتعرفيها
ثم ابتسم بحنق بسيط وهدر في جدية تنبع بصوته
إنتي خلتيني اندم إني اخترت الفستان ده أنا من دلوقتي غيران عليكي
ابتسمت رغما عنها في تلقائية وظهر توترها بوضوح على وجهها ووجنتيها الوردية لتقول مسرعة تغير مجرى الحديث
هنا فين
عدنان ضاحكا بخفوت
مستنيانا في العربية برا يلا عشان منتأخرش
هزت رأسها بالإيجاب وسارت معه للخارج ليستقلوا بالسيارة وقبل أن ينطلق بها تقفز هنا من المقعد الخلفي تهمس في أذن أبيها بشيء لم تسمعه جلنار التي قالت بتعجب
في إيه !
قالت هنا مسرعة بضحكة طفولية جميلة
مفيش حاجة يامامي
نقلت جلنار نظرها بينهم بحيرة وبعض الغيظ من الغموض الذي يهيمن عليهم و هي الوحيدة التي لا تفهم شيء !
وصلوا اخيرا وبعد دقائق طويلة نسبيا داخل السيارة نزل عدنان وهنا أولا ثم تبعتهم هي وسارت بجواره للداخل كانت ردهة طويلة مسطحة من الأعلى ومغلقة ونهايتها حديقة المنزل الواسعة فضيقت هي عيناها بريبة وقالت
مش دي الڤيلا القديمة بتاعتنا ياعدنان !
اكتفى بإماءة رأسه وهو يبتسم وسارا معا للداخل تصلبت مكانها عند النهاية الردهة وبداية الحديقة حين رأت الجميع ينتظرهم حتى