رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
وشعرها مفرود بجوارها على طول الوسادة مولية ظهرها للباب تنهد بعمق واغلق الباب ثم تحرك تجاه الخزانة وشرع في تبديل ملابسه وبعد انتهائه اقترب من الفراش لينضم إليها على الجانب الآخر بينهم مسافة تتسع لفرد ثالث في المنتصف ! عقد كفيه أسفل رأسه وهو ممدا على ظهره ويتطلع في السقف بحنق وسكون تام وأذا به فجأة يسمع صوت شهقة متمردة انطلقت منها رغما عنها سكن تماما للحظات يعطيها كامل تركيزه فسمع صوت أنفاسها العڼيفة ليتأكد أن تلك الشهقة لم تكن سوى بفعل بكائها ! أخذ نفسا عميقا قبل أن يسألها بخشونة
لم تجيبه ولم تتحرك أنشا واحدا من مكانها فأطلق هو زفيرا مغلوبا واعتدل في نومته ليقترب منها ويمسك بكتفها يديرها إليه
عنوة فيقابل عيناها الغارقة بالعبارات وشفتيها المنتكزة بفعل البكاء لانت حدة نظراته وهدأت غلاظة صوته ليتمتم بعدم حيلة
ممكن افهم سبب العياط ده كله إيه !!!
ملكش دعوة وابعد عني
رأت الاحتدام والخنق يظهر في عيناه من جديد ولم يبدي أي ردة فعل كعادته بل تركها وابتعد عنها يعود لمكانه في الفراش يصنع المسافة التي بينهم مجددا !!
بقت تحملق به للحظات في صمت كأنها كانت تود أن يحاول هو التودد إليها ككل مرة حتى يهدأها ويجعلها تصفو مرة أخرى ولكن هيهات أن تسير السفن كما تهوى في كل مرة !
مكنتش عايزة أي طفل يربطني بيك تاني مكنتش عايزاك وكنت عايزة اتطلق بأي شكل وأول حاجة جات في بالي لما عرفت بالحمل ده هي إني مش هقدر اتطلق منك والشيطان قدر يلعب في دماغي ويخليني افكر في عملية الإچهاض دي ولما عقلي رجعلي قبل فوات الآوان برضوا خسړت الجنين هو مكنش ليه نصيب إن يعيش وكنت خاېفة كمان من ردة فعلك تكون إنت مش عايز يكون عندك أطفال مني تاني وتتعصب وترفض الطفل و
ششششش متكمليش كل اللي إنتي بتقوليه ده كلام فارغ أنا كنت ومازالت مش بتمنى حاجة قد إن يكونوا ولادي كلهم إنتي أمهم إنتي ادتيني اغلي حاجة في حياتي ورديتي فيا الروح لما جبتيلي هنا فكرك إني كنت هبقى مش عايز يكون عندي أولاد منك تاني !! بالعكس ده كان منايا
كنت خاېفة اكرهك اكتر لو قولتلك وردة فعلك
كانت الرفض والنفور
مسح على وجهه متأففا بأسى قبل أن يقترب منها ويستند بجبهته فوق خاصتها متمتما پألم
ليه يا جلنار ليه عملتي كدا ! ليه مصممة إننا كل ما
نتقدم خطوة ترجعينا لنقطة الصفر من جديد أنا عايز اعوضك وعايز نعيش حياة طبيعية ونبدأ بداية جديدة بس إنتي مصممة تفضلي باصة وراكي رغم إن كل حاجة اتغيرت وأولهم أنا
توعدني !!
لم يكن بحاجة ليفهم مالذي تريده أن يعدها به سيعدها بكل شيء وستكون كلمة واحدة تحمل معاني جمة بثناياه رد عليها بهمس يذيب القلوب وعاطفة
صادقة
اوعدك
ثم اتبع بجملته الخاصة في ابتسامة تنبع بالعشق والحنان
وكيف يتخلى العقاپ عن زهرته الحمراء !
زاد انهمار دموعها لكنها لفت ذراعيها حول رقبته وارتمت عليه تعانقه بقوة تتشبث بملابسه هامسة بصوت مبحوح وسط دموعها
والزهرة تريد عقابها !!
الفصل الأربعون
وصلت إلى مبنى الشركة الضخم واسرعت للداخل ثم استقلت بالمصعد الكهربائي تضغط على زر الطابق الثاني وبعد لحظات معدودة توقف المصعد وانفتح الباب خرجت وسارت بالطابق وهي تتلفت حولها بحثا عنه كانت الشركة مظلمة بأكملها وبعض الاضاءات الخفيفة فقط تضيء المكان انتابها للحظة شعور بالقلق وانقبض قلبها لكنها صاحت تنادي باسمه كنوع من بث الاطمئنان لنفسها المضطربة
رائد أنا جيت إنت فين !
تحركت وكانت بطريقها لغرفة مكتبه الخاصة كما تتذكرها دخلت وبينما كانت تبحث عن الإضاءة بالغرفة حتى تنير ذلك الظلام الذي يملأها سمعت صوت الباب ينغلق وإضاءت الغرفة بأكمله بالنور التفتت خلفها فزعا قرأته يقف أمام الباب بعد أن اغلقه ويبتسم لها ابتسامة لأول مرة تراها فوق شفتيه جعلتها تشعر بالقلق والخۏف منه !
خرج صوتها الخاڤت والذي لا يزال يحمل نبرة الاهتمام رغم رؤيتها له يقف أمامها بكامل صحته
رائد إنت كويس !
تقدم نحوها بخطوات كانت تشبه خطوات الفهد المترصد لفريسته كانت ستتراجع للخلف كردة فعل لا إرادية دليل على قلقها من حالته
العجيبة لكنها ثبتت بأرضها وتحلت بالشجاعة حتى وجدته يقف أمامها مباشرة ويهتف في عبث وبنفس