رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
تسرد له كل شيء عنها وكيف أنها مازالت حتى الآن ترفض التحدث ولا تأكل سوى بعض اللقيمات الصغيرة من الطعام حين تصر عليها أمها
كان قلبه ېتمزق لأشلاء عليها يحاول بكل الطرق الممكنة أن يخرجها من تلك الحالة ويعيدها كالسابق ليرى ابتسامتها البريئة ترتفع فوق وجهها من جديد لكنها لا تسمح له بالاقتراب منها حتى وكلما يدخل إليها إما تتصنع النوم أو تنام فوق فراشها وتوليه ظهرها وتبكي خلف أنظاره بصمت
_ كفاية يازينة ياحبيبتي اتكلمي يابنتي وخليني اسمع صوتك حالتك ده بتقطع قلبي أنا مش بعرف انام الليل من كتر حزني وقلقي عليكي احمدي ربنا إنه نجدك منه وحماكي ده ميستهلش تعملي في نفسك كدا عشانه بالعكس إنتي اقوى من إن رياح عابرة تهزك
ارتمت على صدر أمها واستمرت في البكاء العالي وجسدها ينتفض پعنف من شدة البكاء بينما ميرفت فضمتها إليها أكثر وقد تلألأت الدموع في عيناها هي الأخرى وسرعان ما انهمرت فوق وجنتيها حين سمعتها تستكمل بصوت مرتعش ومتقطع _
_
ليه يخدعني بعد ما كنت خلاص قربت احبه صدقته وصدقت إن بيحبني بجد وعايزني بس كل ده طلع كڈبة ولعبة كان بيتسلي بمشاعري ميعرفش إن قلبي مېت وكان محتاج اللي يحييه
تمتمت ميرفت بصوت ممزوج ببحة البكاء على حالة ابنتها ووحيدتها _
_ ربنا شايلك الأفضل والاحسن منه يابنتي ده اختبار من ربنا وكلنا لازم نمر بالاختبارات دي ونكون أقوياء ونحمد ربنا في الخير والشړ محدش يعلم اللي في الغيب غير ربنا وإنتي متعرفيش الأيام الجاية مخبيالك إيه عشان كدا خليكي قوية وتخطي الاختبار ده ياحبيبتي
_ هو أنا ليه حظي وحش كدا ياماما قلبي مكتوب عليه العڈاب والۏجع بقيت متأكدة إني مليش نصيب من السعادة اللي بشوفها وبتمناها كل ما اقف على رجلي واقرر اعافر الدنيا بتديني ضړبة اقوي من اللي قبلها تنزلني سابع أرض
_ ربنا مش بيدي حد فوق طاقته وانتي قوية ومش كل حاجة هتقدر تهزك واعتبري الضربات دي خبرات وفرص الدنيا بتمنحهالك عشان تتعملي منها وتقويكي اكتر وصدقيني ربنا هيعوضك ياحبيبتي
أحست بالتحسن بعد بكائها وتحدثها مع أمها وكأنها أزاحت ثقلا من فوق صدرها حتى أن كلماتها كان لها أثر سحري في الرضا والسلام النفسي لكن سرعان ما عبس وجهها من جديد حين تذكرت هشام وجففت دموعها تجيب على أمها بأسى وانسكار _
_ أنا حتى هشام مش قادرة ابص في وشه كل ما افتكر إنه شافني في الحالة دي مش بستحمل وانهار مبقيش عندي الجراءة
إني ارفع عيني في عينه ياماما
ابتسمت لها ميرفت وملست على شعرها بلطف متمتمة _
_ هشام قلقان وخاېف عليكي زي واكتر كمان يازينة ومش انا اللي كنت بقول عليه أنه أخ وصديق ليكي ده إنتي اللي كنتي بتعتبريه كدا ولولاه الله اعلم كان ممكن الحيوان ده يأذيكي ازاي
هزت رأسها مؤيدة كلام والدتها وتهمس في صوت يكاد يخرج بصعوبة _
_ عارفة ياماما عارفة
نالت الابتسامة المنطفئة والمستنكرة من ثغره أخيرا بالخارج بعدما سمع ما قالته هل كانت تتهرب منه لهذا السبب يالها من ساذجة فلو عرفت بالألم الذي كان يضرب بقلبه ويفتته لأجزاء كلما تبعده عنها وتظهر له عدم رغبتها بوجوده لكانت لعنت نفسها ألف مرة !
داخل منزل عدنان الشافعي
عاد للمنزل بالمساء مبكرا على غير العادة وكانت صغيرته لا تزال مستيقظة حتى الآن وفور رؤيتها لعودة أبيها المبكرة اخذت تقفز فرحا وسعادة ليضحك هو ويحملها ثم يليقها فوق الأريكة ويبدأ بمداعبتها ودغدغتها وسط ضحكهم ونظراته الدافئة !
بعد دقائق من المشاكسة مع ابنته اتجه إلى غرفته بالأعلى وكانت جلنار تقوم بترتيب الخزانة وتتحرك في الغرفة بكل نعومة ورقة دون أن تصدر أي صوت ولكنها انتفضت فزعا حين شعرت به خلفها والتفتت بسرعة إليه تهتف في دهشة _
_ إنت جيت بدري أوي كدا ليه !!
عدنان مداعبا _
_ إيه إنتي مش عايزاني ولا إيه يارمانة !
_ لا