رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
وندمت أنها لم تأخذ حذرها أثناء كلامها فكل الڠضب الذي تراه الآن لن يكون شيء أمام ما سيصبح عليه حين يتأكد من شكوكه
استجمعت شجاعتها من جديد وردت بثبات مزيف _
_ لا مكنتش اعرف طبعا
_ جلنار !!
صاحت به بانفعال تقول كل شيء بدون وعي _
_ قولتلك مكنتش اعرف وإلا مكنتش هقبل اخليه يقف جمبي أبدا عرفت بعد ما إنت جيت على كاليفورنيا عشان تاخدنا ورفع هو قضية عليك بعدها قطعت أي علاقة بينا ومبقتش حتى بكلمه لإني خۏفت اكون كدا بخونك وفي نفس الوقت كنت عايزاه يدرك غلطه ويطلع الموضوع من دماغه وواضح أن هو ده فعلا اللي حصل
_ عدنان حاتم مش وحش ولو كان فعلا شخص سيء كان مستحيل يحترم قراري ويبعد بهدوء كدا عني لما أنا فهمته غلطه
رمقها
_ إنت بتدافعي عنه كمان قدامي !!!
جلنار بتأكيد _
_ أيوة بدافع عنه لأنه إنت شايفه غلط
ضحك بسخرية ودمائه تغلي في عروقه ثم صړخ بها بصوت نفضها بأرضها من الفزع _
_ واحد بيبص لمراتي وقدامي المفروض اشوفه إزاي وحذاري تدافعي عنه تاني ياجلنار فاهمة ولا لا لأن المرة الجاية لو شفته قريب منك بس مش بصلك همحيه من على وش الأرض نهائي
طرأ آدم عدة طرقات خفيفة على باب غرفة أسمهان وفتح الباب بعد أن سمع صوتها يسمح للطارق بالدخول فدخل واغلق الباب خلفه ومعالم وجهه مريبة تعتليها الڠضب والخزي لم تكن بالمنزل اليوم كله بالأمس بعد أن ذهبت لشقيقتها حتى تطمئن على ابنتها وتقضي بعض
هتفت أسمهان بحيرة فور رؤيتها لملامح وجهه _
_ مالك يا آدم حصل حاجة !!
ابتسم بعدم حيلة وخنق اتسأل بكل هدوء هكذا وكأنها لم تفعل شيء !! اقترب منها بخطوات متريثة هامسا بهدوء ما قبل العاصفة _
_ ماما أنا سبق وقولتلك ملكيش دعوة بمهرة ومتدخليش في قرارتي صح ولا لا
_ مدخلش في قراراتك لما تكون صح يا آدم لكن اللي إنت بتعمله ده غلط يابني
آدم ببشائر انفجار تلوح فوق صفحة وجهه _
_ أنا مش صغير ياماما وعارف الغلط من الصح !
أسمهان پحقد ينبع في عيناها _
بدأت نبرة صوته ترتفع قليلا وهو يجيب پغضب دفين _
_ ماما من فضلك بلاش تغلطي فيها وبالأخص قدامي
أسمهان بعصبية _
_ ومغلطش فيها ليه بقى يا أستاذ آدم اخوك غلط قبلك نفس غلطتك وفي الأخر إنت شوفت النتيجة كانت إيه
صاح بانفعال ووجه محتقن _
_ متقارنيش مهرة بفريدة ومش معنى إن عدنان غلط يبقى أنا هغلط زيه !
ضحكت أسمهان باستهزاء واقتربت منه أكثر لتقف أمامه مباشرة وتقول
ساخرة _
_ ليه وهو إنت ناوي تغلط وتتجوزها زي ما عمل عدنان ولا إيه !
طالت نظرات آدم الساخطة لأمه لا يصدق أفعالها ولا تصرفاتها حتى كيف لها أن تكون بكل هذه القسۏة وانعدام الرحمة حتى على أولادها !! لم يحاول أن يتكلم ويفصح لها عن داخله بعد محاولاتهم الكثيرة هو وأخيه في إصلاحها وانتهت جميعها بلا جدوي !
اكتفى بابتسامته الخاڤتة يرد عليها ببرود ونظرة ثاقبة تماما كنظرات أخيه _
_ وليه لا !
رأى الذهول يعتلي وجهها بعد رده بالتأكيد على سؤالها الاستنكاري فاتسعت ابتسامته واستدار لينصرف ثم سمعها تصيح من الداخل پغضب هادر ووعيد _
_ مش هسمح يا آدم لا يمكن اسمح إن ده يحصل سامعني
لم يبالي بكلامها ولم يعيرها اهتمام بل اكمل طريقه لغرفته في هدوء غريب على عكس الجموح الذي كان يستحوذه للتو !!
حوالي ثلاث ساعات مرت منذ شجارهم وخروجه ليجلس بالحديقة عله يهدأ قليلا ونيران صدره تنطفيء فكلما يتخيل أنها طوال شهرين كاملين كانت بالقرب منه ومعه دائما وهو يكنلها المشاعر يلتهب بالغيرة ويرغب لو يذهب ويفصل رقبته على جسده تماما يجاهد في عدم تخيل نظراته لها كيف كانت هل كان ينتظر انفصالهم حتى يستغل الفرصة ويتقرب هو منها !! يقسم أنه لو كان أمامه الآن لم يكن ليتركه سوى وهو محمولا فوق النقالة
عاد للداخل بعد ساعات وبعد أن شعر بالهدوء بعض الشيء وكان بطريقه لغرفته بالأعلى لكنه رآها متسطحة بجسدها الناعم والرشيق فوق الأريكة الصغيرة أمام