رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
التلفاز فتقدم نحوها وهتف بصوته الغليظ _
_ قاعدة هنا ليه !
ردت بامتعاض دون أن تنظر له _
_ هنام هنا مش عايزة انام فوق
عدنان بخنق وهدوء بات مزيفا بعد أن نجحت بجملة واحدة أن تعيد جموحه _
_ طيب قومي يا جلنار واطلعي نامي فوق
اعتدلت في نومتها والتفتت برأسها ناحيته تحدقه بغيظ وعناد هاتفة _
عض على شفاه السفلي پغضب وجز على أسنانه يحاول تمالك أعصابه قبل أن تنتفض بزعر بسيط حين وجدته يندفع نحوها بخطوات مسرعة كالۏحش الثائر انكمشت على نفسها في الأريكة لا إراديا وصاحت به منذرة _
_ إياك تقرب مني فاهم
لم يسمعها من فرط غيظه حيث انحنى عليها وحملها على ظهره ليسير بها تجاه الدرج وهي تركل بقدميها في الهواء وتضربه بغيظ على ظهره
_ إنت اټجننت !
نزلني بقولك نزلني عدنان !!!
خرج صوته المتحشرج والمريب يسكتها بكلمة واحدة _
_ اخرسي
خشيته قليلا لكن ذلك لم يكن ليمنعها من الاعتراض مجددا لولا أن خطواته كانت سريعة ووصلوا لغرفتهم في ظرف لحظات قصيرة ورأته ېصفع الباب بطرف قدمه بعد أن دخلوا واقترب من الفراش ثم القاها فوقه برفق وهتف پغضب هادر _
جلنار بعصبية _
_ لا مش فاهمة ومتكلمنيش كدا تاني كأن أنا اللي غلطانة
عدنان بانفعال _
_ لا العفو أنا اللي غلطان أنا اللي اخدت بنتي وهربت بيها وكنت قاعد مع راجل غريب لشهرين ولا أنا اللي كنت بدافع عنه من شوية
_ ايوة غلطان أنا مهربتش من فراغ إنت السبب
صړخ بها بصوت جهوري _
_ كوني إني السبب ده ميمحيش غلطك اللي إنتي مش عايزة تعترفي بيه لغاية دلوقتي
ضمت شفتيها في استياء شديد واستقامت واقفة تهم بالمغادرة لكنه قبض على ذراعها ودفعها للخلف پغضب صائحا _
_ رايحة فين أنا قولت مفيش خروج
مع صباح واشراقة شمس يوم جديد استيقظت على صوت والدتها وهي تهزها برفق هاتفة _
_
زينة اصحي يابنتي زينة
فتحت عيناها بخمول واعتدلت في نومها تجيب بصوت خاڤت _
_ نعم ياماما
_ قومي ياحبيبتي اغسلي وشك وفوقي يلا عشان هشام برا وسألني عليكي
اضطربت قليلا فور سماعها لاسمه وقالت متحججة _
_ لا معلش يا ماما أنا تعبانة وعايزة أنام قوليله نايمة
ميرفت بضيق ملحوظ وبحزم _
_ عيب يازينة هو هشام يستاهل تتجاهليه كدا يابنتي بعد اللي بيعمله معاكي ومعانا ! ده ليه يومين مش بيجي وبيكلمني في التلفون بس عشان يطمن عليكي
زينة بعبوس واحراج فحتى الآن لم تتمكن من تخطي الأحداث الأخيرة كلها وتشعر بالحرج والضيق كلما تتذكر ما حدث نظرت ميرفت بتحذير حقيقي _
_ لو مقومتيش انا هطلع واقوله إنك مش عايزة تطلعي تسلمي عليه
ردت مسرعة برفض قاطع _
_ لا لا لا خلاص أنا هقوم اغسل وشي واغير هدومي واطلع
ابتسمت ميرفت بانتصار وقالت ببشاشة _
_ طيب ياحبيبتي يلا قومي وانا هستناكي برا
علقت انظارها على أمها تتابعها وهي تسير مبتعدة حتى غادرت الغرفة تماما فأصدرت تأففا حارا مغلوبة على أمرها ووقفت من فراشها متجهة إلى الحمام مقتضبة !
بعد دقائق طويلة نسبيا خرجت من غرفتها بخطوات مرتبكة وسارت لغرفة الصالون فرأته يجلس فوق الأريكة ويمسك بيده كأس الشاي يرتشف منه ببطء وينزله مجددا ظلت واقفة تستجمع ثقتها بنفسها لكي تظهر أمامه ولسوء حظها أنها لم تتمكن من أخذ وقتها عندما لاحظها هو فانزل فورا الكأس من فمه وانتصب في جلسته يرمقها مبتسما بعينان لامعة اضطربت وسارت تجاه المقعد المقابل له دون أن تبتسم حتى !! كان وجهها لا يزال ذابلا وعيناها ذهب بريقهم الجميل ولم يعد بعد !
جلست فوق المقعد تتفادى النظر إليه ووتعبث بأظافر يديها كدليل على توترها ابتسم لها بخفوت وقال _
_ عاملة إيه يا زينة
ردت في صوت يكاد يسمع بصعوبة _
_كويسة
هشام بعبوس يظهر في نبرة صوته _
_ لسا برضوا مش عايزة تشوفيني !!
اتسعت عيناها پصدمة وانفرجت شفتيها لترفع رأسها وترمقه مذهولة قبل أن تسأله بعفوية كطبيعتها _
_ عرفت إزاي !!!
رأته يبتسم بحنو دون أن يجيب فعادت تسأل وبنفس اللحظة ترجح كيفية معرفته الأكيدة بالنسبة لها _
_ ماما قالتلك مش كدا
هز رأسه بالنفي وهمس بدفء وعاطفة _
_ لا واعتقد إنه مش هيفرق عرفت إزاي اللي هيفرق هو اللي هقوله دلوقتي
طالعته بحيرة بينما هو قفذف في ذهنه حديثه مع زوجه خاله !
هشام بتوتر بسيط
_
_ أنا الصراحة عايز اتكلم معاكي في موضوع يا مرات خالي وعارف إنه مش وقته خالص بس أنا حابب