الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق

انت في الصفحة 213 من 324 صفحات

موقع أيام نيوز


بينهم مساحة واسعة تتسع لشخص ثالث وهي توليه ظهرها فأصدر زفيرا حارا بعدم حيلة وخنق 
_ متدنيش ضهرك يا رمانتي !! 
بقت صامدة ولم تضعف أمامه حيث لم تلتفت إليه حتى سمعت همسته شبه الراجية _ 
_ جلنار !! 
التفتت إليه لا إراديا بعد همسته وطالعته بعيناها الساحرة ليغرق هو بتعوذيتها السحرية ويستمر في التمعن بها بغرام قبل أن يميل أكثر ويهمس كالمغيب _ 

_ وبعدين معاكي 
لم تجيب واستمعت إلى متابعته في الكلام وهو يتمتم بهيام وهو يبتسم _ 
_ أسمهان هانم بجبروتها مكنتش بتقدر تتحكم فيا ولا تمشي كلامها عليا بس للأسف إنتي بتعرفي 
لاحت شبه ابتسامة خاڤتة فوق ثغرها تجيبه في أمل _ 
_ يعني موافق خلاص !
اتسعت ابتسامته وحدقها مطولا قبل أن يطبع قبلة عميقة فوق وجنتها ويهمس
ببحته الرجولية المميزة _
_ لا
اختفت بسمتها فورا ودفعته بعيدا عنها وهي ترمقه شزرا وقبل أن يهتف ضاحكا كان طرق الباب يرتفع ويأتي صوت هنا من الخارج تهتف _ 
_ مامي 
اجابتها جلنار مسرعة وكأنها وجدت الفرصة لټحرق دمائه _ 
_ ادخلي يا روحي 
فتحت الباب ودخلت تسير تجاه فراش والديها وتفرك عيناها بنعاس وخمول شديد لتهتف في عبوس _ 
_ مامي أنا خاېفة أنام وحدي تعالي اقعدي معايا 
ابتسمت جلنار بلؤم وانحنت على صغيرتها تحملها وتضعها بالمنتصف بينهم هاتفة وهي تلثم وجنتيها بحنو _ 
_ تاني جمبنا يا حبيبتي أنا وبابي 
_ نامي يا ملاك بابي 
ابتسمت لهم جلنار بحب قبل أن تضع رأسها فوق الوسادة وتغمض عيناها حتى تخلد للنوم ودقائق معدودة كانت هي والصغيرة يسبحون في ثبات عميق أما هو فالنوم لم يجد لعيناه طريقا وبقى يحدق بالفراغ في جمود وعقله يستمر في التفكير بكل شيء ليستقر عقله في الأخير على رمانته فيميل برأسه تجاهها وتطول نظراته إليها تلك النظرات كانت مختلفة تماما عن المرات السابقة امتزجت ما بين الندم والألم والاعتذار والعشق والوعود !! 
ابعد ابنته عن صدره برفق شديد حتى لا يوقظها وقبلها بحنو ثم مال على جلنار وتمعن النظر في ملامحها الملائكية كيف كان اعمى البصيرة لهذه الدرجة كيف أبصرت عيناه على الظلام وفقدت بصرها في الضوء ليت الزمان يعود ليتمكن من محو ظلامه الدامس ويغير الماضي المؤلم !! 
قد تكون حقيقة وصلت إليه بوقت متأخر لكن الظروف والأيام جعلته يدرك أن امرأة العقاپ الحقيقية هي زهرته الحمراء ولن يكون غيرها ! 

_ الفصل الرابع والأربعون _ 
الجزء الثاني 
في الهواء الطلق والظلام الذي يملأ كل مكان من حوله كان هو جالسا فوق المقعد العريض بالحديقة وعيناه عالقة على زجاج نافذة غرفتها بالأعلى الألم يأكل في قلبه دون رحمة بيوم وليلة تبدلت حياتهم السعيدة والهادئة إلى أخرى ممتلئة بالڠضب والقسۏة وأكثر ما يؤرقه اتهاماتها السخيفة له ! هل سنين صداقتهم وعلاقتهم القوية ببعضهم لم تشفع له عندها حتى تظن به السوء ! 
ابعد أنظاره عن زجاج نافذتها حين رأى الضوء البني الخاڤت يملأ الغرفة لا تقوم بإضاءة ذلك الضوء إلا قبل النوم اخفض رأسه أرضا وډفنها بين كفيه يشد على خصلات شعره السوداء الغزيرة بقوة يكاد عقله ينفجر من كثرة التفكير فهو محاصر بين النيران العالية وإما أن يهدأ منها قليلا أو تحرقه ! 
استقام واقفا بعد دقائق وسار لداخل المنزل ثم صعد الدرج متجها إلى غرفته لكن قدماه توقفت لا إراديا أثناء مروره من أمام غرفتها عاند قلبه المشتاق وحاول تجاهله لكنه لم يقوى على
الصمود أمام أشواقه حيث أطلق زفيرا منخفضا مغلوبا وتحرك بهدوء نحو غرفتها ليقف أمام الباب لبرهة من الوقت قبل أن يحسم قراره ويمد يده ليمسك بالمقبض ويديره ثم يدفع الباب برفق شديد ويدخل ويغلقه خلفه 
تسمر عند الباب عندما رآها نائمة في فراشها وترتدي ثوب قصير وردي اللون
بحمالات رفيعة ولا تضع الغطاء فوق جسدها اشاح بنظره عنها مسرعا خشية من أن يفقد زمام تحكمه بنفسه 
حتى في غضبهم لا يتمكن من مقاومتها !! 
اقترب منها بتريث لكي لا تستيقظ وجثى أمام الفراش يجلس القرفصاء يتطلعها بضيق ثم انحنى عليها وطبع قبلة رقيقة فوق جبهتها هامسا بصوت مهموم _ 
_ مكنتش اتوقع اسمع منك الكلام ده إنتي اكتر حد كنت بقول
إنك فهماني وبتفهميني من غير ما اتكلم حتى يا نادين بس اتضح إني غلطان كلامك كان قاسې أوي وجرحني 
اخذ نفسا عميقا بعد لحظات طويلة من الصمت وهو يتمعنها ثم هب شبه واقفا ومال عليها يمد يده ليلتقط الغطاء ويرفعه فوق جسدها ليدثرها وبتلقائية رغم انزعاجه منها يبتسم ويقول برغبة _ 
_ ربنا يسامحه خالك اللي مش عايز يجي ده عشان نعمل الفرح وارتاح بدل العڈاب اللي أنا فيه ده
وكأن عقلها ارسل لها إشارات أثناء نومها بوجود أحد معها حيث فتحت عيناها فجأة بعفوية لتنطلق منها صړخة مرتفعة فور رؤيتها له اسرع هو وكتم على فمها بقبضة يده العريضة يحدقها منذرا بعينان متسعة
 

212  213  214 

انت في الصفحة 213 من 324 صفحات