رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
محتاجة صديقي المقرب
هشام عابسا بقرف _
_ للأسف !!! وياترى للأسف محتاجة الصديق الغتت ده ليه
زينة بعفوية شبه ضاحكة _
_ عشان بيضحكني الصراحة
هز رأسه بتفهم وهو يلوى فمه مقتضبا ويجيبها _
_ طيب أنا بقول نرجع البيت احسن يا زينة واضح إنك الحمدلله خرجتي شوية من المود والمهرج ضحكك
_ صحيح السيرك قرب وهتاخدني ڠصب عنك وتوديني زي ما كنا متعودين واحنا صغيرين
طالت نظراته الهائمة بها في عشق فإن كان سيضيف لقائمة انتصاراته شيء فحتما سيكون نجاحه في رسم البسمة والبهجة على وجهها مرة أخرى حتى لو للحظات قصيرة
مع صباح اليوم التالي
انتهت الصغيرة هنا من ارتداء ملابسها الخاصة بدوامها اليومي في الحضانة وتجلس على السرير وبجوارها أمها التي تقوم بتسريح شعرها بالفرشاة في رفق ويستحوذ قسماتها الغيظ والاستياء من زوجها فهو منذ استيقاظهم لا يتطلع إليه ولا يجيب عليها حتى عندما تحدثه يتعمد تجاهلها بشكل مثير للأعصاب
بين كل لحظة والأخرى تلتفت الصغيرة إلى أمها وتطالعها بريبة من ڠضبها الملحوظ فوق صفحة وجهها حتى بالأخير سألتها في براءة _
_ إنتي مضايقة ليه يامامي !
توقفت يدي جلنار بالفرشاة فوق شعرها ورمقتها مطولا قبل أن تهمس بصوت منخفض وترقب لرد صغيرتها _
_ هو بابي مقالكيش حاجة يا هنون
_ حاجة ازاي يعني !!
جلنار بيأس وخنق _
_ خلاص ياحبيبتي متشغليش بالك خلينا نخلص يلا عشان متتأخريش على الحضانة
امتثلت لكلمات والدتها وبقت ساكنة أمامها تتركها تكمل تسريح شعرها وصنع تسريحتها الخاصة الجميلة حتى انتهت واستقامت واقفة تجذب حقيبة ظهرها
_ افتكرت
جلنار باستغراب _
_ في إيه !!
أشارت لوالدتها بالاقتراب تطلب منها الانحناء عليها ففعلت جلنار ومالت عليها بحيرة لتقترب هنا من أذن أمها وتهمس بخبث وهي تضحك بخجل طفولي _
_ بابي قالي إنه بيحبك أوي
_ بس قالي بيحبني أنا اكتر
فغرت جلنار فمها پصدمة من رد ابنتها وباللحظة التالية كانت تضحك بقوة وتلكزها برقة في ذراعها وسط ضحكهم الذي وصل لأذنه بالأسفل ولم تكن سوى لحظات حتى رأى صغيرته تركض فوق الدرج وخلفها جلنار تنزل على مهلها برقة مبتسمة فاستقام واقفا وحين وجد ابنته تركض نحوه فانحنى ينتظرها حتى تصل إليها ليحملها فوق ذراعيه باسما لفت هنا ذراعيها حول رقبة والدها هاتفة بضحكة طفولية مرحة _
_ بابي إنت مش قولتلي إنت بتحب مامي وبتحبني اكتر
اعتلت الدهشة ملامح عدنان الذي نقل نظره بين ابنته وزوجته بتردد ثم انحنى على أذن صغيرته وهمس بغيظ وهو يضحك _
_ أنا قولتلك روحي قوليها بابي بيحبك مش بيحبني أنا اكتر كدا برضوا ياهنايا بتبيعي بابي
كتمت على فمها بكفها الصغير تكتم ضحكتها اللئيمة بينما هو فابتعد قليلا ولثم وجنة
صغيرته مجيبا بصدق _
_ طبعا بحبك ياحبيبتي
نزلت الصغيرة من فوق ذراعين أبيها بعد أن أشار لها بأن تسبقه على السيارة في الخارج فاسرعت نحو أمها وعانقتها بقوة هاتفة في حب نقي _
_ باي يا مامي بحبك
جلنار بسعادة وحنو جارف _
_ وأنا كمان بحبك ياروحي
ابتعدت عن أمها واندفعت لخارج المنزل تقصد سيارة أبيها لكي تنتظره بها كما أخبرها وبينما كان سيهم باللحاق بها أوقفته جلنار التي سألت بنظرات قوية _
_ أنا هروح الشركة النهارده مش هتاخدني معاك ولا إيه
عدنان بجمود مشاعر ولامبالاة _
_ أنا مستعجل البسي وتعالي ورايا
التهبت نظراتها له ورمقته شزرا بغيظ وعينان تطلق شرارات حاړقة أما هو فرحل بكل برود أعصاب وعدم اهتمام !!!
خرجت مهرة من الحمام بعد أن انتهت من حمامها الدافيء واثناء وقوفها أمام المرآة لتقوم بتسريح شعرها صك سمعها صوت رنين هاتفها الملقي فوق الفراش فابتعدت عن المرآة واقتربت من الفراش لتلتقط الهاتف وتحدق باسم المتصل بعدم حيلة ثم تجيب عليه في حزم _
_ نعم !
آدم بلهجة آمرة وحازمة _
_ أنا رايح الشركة دلوقتي ومستنيكي بالعربية في الشارع الخلفي اللي بوصلك عنده دايما البسي وانزلي يلا عشان نروح مع بعض
شهقت مهرة پصدمة عند قوله أنه ينتظرها بالسيارة لكن سرعان ما هتفت پغضب _
_ وأنا سبت الشغل يا آدم بيه وسبتلك ورقة استقالتي يعني مش هرجع تاني
رد ببرود ونبرة صلبة _
_ أول حاجة بلاش آدم بيه دي وقدامك عشر دقايق بالظبط