رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
الباب ودخل ثم أغلقه خلفه اعتدل نشأت في جلسته فور رؤيته له بينما الآخر فاقترب وجلس على المقعد القريب منه وتمتم بجدية
_ الف سلامة عليك
يا نشأت
نشأت بنظرات دقيقة وقلق
_ قولت لجلنار حاجة ياعدنان
ابتسم ورد بالرفض في خفوت
_ لا هحترم رغبتك ومش هقولها بس لازم تقولها
_ يمكن تكون دي أيامي الأخيرة فمش حابب اعيشها في قلق وحزن مع بنتي بعد ما سامحتني أخيرا الحمدلله هقولها بس مش دلوقتي
لأول مرة يبتسم له عدنان بصفاء وإشفاق متمتما بضحكة ممازحة
_ عمر الشقي بقي متقلقش مش ھتموت ياحمايا الغالي
_ مبقتش الغالي خلاص صدقني لو زعلت جلنار أو اشتكت منك في حاجة قول على نفسك يا رحمان يا رحيم ياعدنان
قهقه الآخر بصوت عالى نسبيا ثم رد في برود غامزا بخبث
_ هسمحلك تهددني بس يارزاي عشان التطورات دي عجباني وعشان كمان ده مش هيحصل
طالعه نشأت بنظرة جانبية لئيمة ومبتسما ثم
_ في إيه
تبادلوا الاثنين النظرات بتصنع عدم الفهم حتى رد نشأت باسما
عقدت ذراعيها أسفل صدرها وطالعتهم بثبات تقول في غيظ
_ يعني مفيش اتفاق جديد من ورايا ومخبين عني مثلا
!
ضحك عدنان بخفة ثم رد بالإيجاب
_ في !
تقوست ملامح وجهها بدهشة بسيطة ثم أخذت تنقل عينيها بينهم ببشائر ڠضب تلوح فوق صفحة وجهها الناعمة وتنتظر منهم أن يفسروا لها نوع الاتفاق هذا حتى سمعت زوجها يكمل بابتسامته العبثية والماكرة لنشأت
لان تشنج عضلات وجهها وارتخت تماما لتعود وتتبادل النظرات بينهم باستغراب لكن بالنهاية تأففت بعدم حيلة منهم
هتف نشأت محدثا عدنان
_ خليك هنا الليلة مع جلنار وهنا ياعدنان
رد بعبث وبرود متعمد ليثير أعصاب الآخر
_ sure
ياحمايا مش هسيب مراتي وبنتي بعيد عني يعني أنا مش مستني عزومة
_ خدي جوزك يا جلنار وروحوا على اوضتكم
ضحكت بصمت عليهم ثم اشارت بنظرها لعدنان أن يأتي معها وتطلعت لهنا تقول بحنو
_ يلا ياهنا ياحبيبتي
هتف نشأت مسرعا
_ لا سبيي هنا هتبات الليلة دي مع جدو مش كدا ياهنون
اتسعت ابتسامة الصغيرة وركضت على جدها لتصعد بجواره على الفراش وترتمي بين ذراعيه هاتفة لوالديها
_ أيوة أنا هنام هنا مع جدو
جلنار
_ خلاص يا حبيبتي نامي مع جدو يلا تصبحوا على خير
رد نشأت بعذوبة
_ وإنتوا من أهله
ارسل عدنان غمزة وقبلة في الهواء لابنته ففعلت هي المثل بضحكتها الطفولية الساحرة وبعدها تابعتهم حتى غادروا الغرفة فوضعت رأسها فوق صدر جدها وهتفت برقة جميلة
_ جدو احكيلي حدوتة
ضحك نشأت وقال بحب
_ بس كدا احكيلك حدوتة واتنين وتلاوة لغاية ما تزهقي ياحبيبة جدو
داخل المتجر الخاص بزينة بثاني يوم تذهب له حتى تعد التجهيزات البدائية قبل أن تبدأ بالتجهيزات الرسمية والمهمة وكانت تجلس بجوار هشام الذي يتفحص هاتفه منذ دقيقتين تقريبا لكي يرى شيئا مهما فقاطعته وسألت بصوت عابس
_ إنت كنت عارف بموضوع الشركة ده
تطلعها هشام بصمت لبرهة وتعجب من سؤالها لكنه أماء بالأخير في إيجاب لتتنهد هي بضيق وتتمتم
_ ماما حكتلي النهارده الصبح كل حاجة أنا فهمت أسباب ماما وأنها خبت عليا لأن بابا طلب منها لكن إنت وهو خبيتوا عني ليه !
عدل من وضعية المقعد ليصبح مواجها لها واجابها برزانة وحنو
_ احنا مخبناش عنك يا زينة دي كانت مفاجأة الشركة دي كانت بتاعت خالي من البداية بس كان في شغل وصفقات بينه هو واللي ال رائد ده وهو قدر ينصب عليه وياخد منه الشركة بس خالي قدر يرجعها تاني وبنفس الطريقة اللي سرقها منه يعني ڼصب عليه كمان بس الفرق إنه رجع حقه مخدش حاجة مش بتعته لكن الحيوان التاني معتبرها بتاعته وعشان كدا بيقول إن والدك سرقها منه وخالي كتب الشركة باسمك كان ناوي يفتحلك شركة أزياء ليكي وأنا كنت عارف وكنت هساعده وهنعملها مفاجأة ليكي بس اتوفى بعد الكلام ده بفترة قريبة ربنا يرحمه
أدمعت عيناها وهي تستمع لحديثه لتنهمر غزيرة فوق وجنتيها عند آخر عباراته وردت شبه باكية پألم
مد يده واحتضن كفها بدفء وحنو متمتما في لطف
_ وأنا كمان وحشني بس هو في مكان افضل مننا كلنا ادعيله بالرحمة
حدقت به لدقيقة وهي تبكي بصمت وفجأة وجدها ترتمي عليه وتعانقه بقوة لا تدري لماذا وكيف فعلتها لكن شعور داخلي
_ أنا هروح اشوف اللي عملناه جوا خلص ولا لسا
طالت نظراته الهائمة بها كأنه ثملا أما هي فالتفتت واسرعت مهرولة للداخل
حتى تختفي عن أنظاره ومن فعلتها المخجلة !!!
داخل غرفة جلنار بمنزل