رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
وأنا ليكي يا رمانتي
حين شعرت بأنا سيتمادي فمالت برأسها للخلف وصاحت على ابنتها ضاحكة
_ ياهنا خلي بالك ياحبيبتي لتقعي
سمعت صوتها البعيد نسبيا وهي ترد بانصياع
_ حاضر يا مامي
ضحك عليها مغلوبا ثم هتف بدون مقدمات وهي يرمقها بثبات
_ اطلبي اللي تحبيه ياجلنار وأنا انفذ كفاية إنك تغمضي عينك وتتمني بس وكل أمنياتك تتحقق فورا
ثم رفعت أناملها تملس فوق لحيته الكثيفة بغرام متمتمة
_ كفاية إن أنت وبنتي جمبي وبخير ياعدنان ده كافي بنسبالي
التقط أناملها وهبط بهم إلى شفتيه يلثمهم ويتمتم بعينان تحمل الوعود الصادقة
_ وأنا جمبك ولا يمكن اسيبك ياحبيبتي
_ ألو يا آدم بيه
آدم بصوت غليظ
_ عرفت ياباشا مكان اللي خطڤ آنسة مهرة
انتفض آدم واقفا وقال بلهفة
_ فين انطق اخلص
سكن وهو يستمع له يسرد له العنوان بالتفصيل وفور انتهائه خرج مسرعا واستقل بسيارته ثم انطلق بها بسرعة البرق
وصل أخيرا بعد دقائق طويلة وترجل من السيارة ثم هرول ركضا لداخل البناية واسرع يصعد درجات السلم حتى وصل للطابق المقصود راح يطرق على الباب پعنف ويصيح من الخارج مناديا عليها ولحسن الحظ أنها سمعته فأجابت فورا بتلهف
_ مهرة إنتي فين
صاحت عليه من داخل الغرفة
_ أنا هنا يا آدم
تتبع صوتها ووصل للغرفة فحاول كسر بابها أيضا ونجح بعد برهة من الوقت بمجرد ما رأته هرولت إليه وارتمت بين ذراعيه تجهش في البكاء بقوة هاتفة
أبعدها عنه برفق وتفحص ملامحها باهتمام وقلق مردفا
_ هاخدك طبعا يامهرة إنتي كويسة الأول
_ كويسة كويسة
جذبها من ذراعها معه للخارج حتى يغادر بها لكن اعترى طريقهم فور خروجهم من الغرفة عامر وهو يمسك بيده سلاحا ويصوبه تجاه آدم هاتفا بلهجة ټهديدية
_ ابعد عنها
_ آدم ابعد ده مچنون وممكن يأذيك
تصرف بذكاء وتريث تام حيث راح يبتعد عنها ببطء حتى يقنعه باستسلامه له وهو يهتف
_ طيب طيب هبعد نزل المسډس ده
ارتخت يد عامر حين رآه يبتعد لكن آدم باغته بحركة مفاجأة وغار عليه ثم أسقطه فوق الأرض وجعل يصوب له اللكمات المتتالية پغضب وغل
_ الفصل الرابع والخمسون _
_ متخلهوش يهرب يامهرة البوليس جاي دلوقتي
صاحت وسط بكائها ويداها وجسدها الذي يرتعش كله من الخۏف
_ ما يهرب ولا
يغور في داهية إنت الأهم دلوقتي فين تلفونك هتصل بالإسعاف فورا
_ أنا بحبك يامهرة !
انتابتها حالة من الهلع والزعر فراحت تهز وجهه بقوة وتصيح بصوت مرتجف وبكاء حارق
_ آدم افتح عينك ابوس إيدك آدم متسبنيش أنا كمان بحبك والله أنا مش هسامح نفسي آدم متومتش آدم عشان خاطري رد عليا
بعد لحظات اقتحم الضباط المنزل وكان من ضمنهم صديقه الذي زعر واسرع لآدم وأول شيء فعله أنه قام بالتحقق من نبضه ومن ثم حاول إبعاد مهرة عنه هاتفا بجدية
_ ابعدي يا آنسة مهرة لو سمحتي لازم ناخده على المستشفى حالا
هتفت پبكاء حار وهي تهز رأسها بالنفي
_ لا أنا مش هسيبه هو عايش صح عايش
أجابها بإيجاز وقلق
_ عايش عايش بس لازم نلحقه
ابعدته عن أحضانها مجبرة ورأتهم وهم يحملونه ويغادرون به بعد دقائق معدودة فور وصول الإسعاف وكانت هي خلفهم تماما وأصرت على البقاء بجانبه بسيارة الإسعاف
فتحت جلنار عيناها بانزعاج على أثر رنين الهاتف الصاخب ثم مدت يدها له وهزته برفق هامسة
_ عدنان عدنان قوم شوف مين بيتصل
أصدر تأفف عاليا بخنق وتمتم بخمول دون أن يفتح عيناه
_ سيبك منه ياجلنار
ثم مد يده للهاتف وكتم صوت الاتصال لم تلح عليه وعادت تكمل نومها من جديد لكن المتصل كان مصر حيث عاد يصدح صوت الهاتف من جديد وهذه المرة أصدرت تأففا قوي واعتدلت في نومها لتقترب منه وتميل من فوقه حتى تلتقط الهاتف وفور رؤيتها للرقم المصري المجهول ضيقت عيناها باستغراب وقلق لتهزه مجددا بقوة وتهتف في جدية
_ ده رقم مصري
!! قوم ياعدنان رد شوف مين
فتح عيناه بعدما اخترقت أذناه جملتها الأولى واعتدل في نومته بسرعة ليجذب الهاتف من يدها ويجيب
_ الو
وصله صوت نشأت المريب على الجهة الأخرى من الهاتف
_ عدنان تركب الطيارة حالا وترجع إنت وجلنار وهنا
استقام جالسا بفزع وقال بصوت مترقب لرده
_ في إيه يا نشأت حد جراله حاجة !
نشأت بهدوء مزيف
_ لما تيجي هقولك اعمل زي ما بقولك بس وتعالى حالا
أبعد الغطاء عن جسده وهب واقفا ليجيبه ببعض العصبية بسبب قلقه
_ ما تتكلم يا نشأت في إيه !!
تنهد الصعداء بعدم حيلة ورد مغلوبا بأسف
_ آدم في المستشفى وحالته صعبة جدا
انتفض قلبه زعرا على أخيه وصاح
_ إيه مستشفى إيه إزاي وامتى حصل الكلام ده !!
نشأت بصوت رجولي حازم
_