رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
بيحبها وطبيعي كان هيحاول ينقذها ياعدنان بلاش تظلمها بالشكل ده إنت مش شايف حالتها إزاي
طال النظر إليها ليدقق على ملامحها المنطفئة وعيناها المنتفخة من أثر البكاء وهي شاردة كأنها بعالم آخر لا ترى فيه أحد منهم ليزفر بخنق مما تفوه به مستغفرا ثم يرفع كفه يمسح على وجهه پعنف متمتما
_ أنا اعصابي تعبانة ومش قادر لا أفكر ولا اتكلم ياجلنار
_ وأنا جمبك ومش هسيبك لغاية ما يطلع الدكتور ويطمنا علي آدم ان شاء الله
رمقها مطولا بحب ثم رفع كفه ولفه حول رأسها من الخلف ليقربها من شفتيه ويلثم جبهتها بعطف
خرج الطبيب أخيرا بعد ساعات طويلة من الانتظار فهرولت إليه أسمهان اولا ومن خلفها فورا كان عدنان
_ الفصل الخامس والخمسون _
طالت نظراتهم المذهولة للطبيب بعد جملته التي تفوه بها !!!
تمتم الطبيب بوجه عابس
_ الحمدلله العملية نجحت بس هو حالته خطړة ومش مستقرة يعني هيفضل تحت العناية المركزة لغاية ما الحالة تستقر ادعوله
_ ممكن لحظة يا أستاذ عدنان
سار عدنان خلفه كالمتغيبا من فرط الحزن والألم وقف بجوار الطبيب بعد مسافة بعيدة عن مسامعهم ليهتف الطبيب في بعض اليأس والأسف
_ في البداية دماغه مكنتش بتدي أي إشارة
وكنا شاكين إنها حالة مۏت دماغ بس الحمدلله على آخر لحظة أدت استجابة بس للأسف الحالة مش مطمنة خالص ومش مستقرة
_ يعني إيه هي مش المفروض العملية نجحت يادكتور !
_ نجحت بس أنا ببلغك بحالته لقدر الله لو حصل أي حاجة تكونوا مستعدين وعلى علم بحالته الصحية من البداية كل اللي هو محتاجه منكم دلوقتي الدعاء
وقعت أثر الكلمات عليه كالخڼجر المسمۏم في أعمق يساره فبقى يحدق بالطبيب بسكون مريب وكأنه بعالم آخر تلك الاحتمالية حول فقدان أخيه لا يمكن لعقله استيعابها ويشعر بأن أنفاسه تضيق عليه وټخنقه
_ قالك إيه الدكتور ياعدنان !
الټفت لها يرمقها بنظرات تائهة ثم انتقلت عيناه إلى أمه الجالسة على المقعد وغارقة في نجيبها وبكائها وعلى الجانب الآخر تلك
المسكينة المنزوية بمفردها وتبكي بصمت وحړقة هو أيضا يحتاج لبعض الوقت من العزلة حتى يتمكن من استعادة رباطة جأشه ويقف بصمود من جديد
عيناها عالقة على مياه البحر أمامها وهي تجلس فوق أريكتها المخصصة بمكانها المفضل ويديها تعبث بالهاتف في قلق حتى أجرت اتصال أخيرا ووضعت الهاتف فوق أذنها تنتظر الرد
أجابت ميرڤت بصوت خاڤت
_ الو يازينة
تمتمت بحزن وقلق حقيقي
_ آدم بقى كويس ياماما
ميرڤت بصوت يغلبه البكاء
_ طلع من العمليات بس لسا حالته مش مستقرة انا قاعدة مع خالتك بحاول اهديها شوية
امتلأت عيناها بالعبارات لتجيب في أسى
_ ربنا يقومه بالسلامة يارب
_ آمين ياحبيبتي آمين إنتي لسا في الكافيه !
_ أيوة بس همشي دلوقتي اجيلك على المستشفى ياماما أنا قلقانة جدا عليه
ردت ميرڤت برفض حاني
_ لا ياحبيبتي متجيش أساسا مش هينفع نقعد كلنا هنا وعدنان بس اللي هيفضل كمان شوية أنا وخالتك هنيجي البيت روحي وخلي بالك من نفسك
زمت شفتيه بعبوس وردت بعدم حيلة
_ طيب ياماما سلام
أنهت الاتصال وانزلت الهاتف لتلقيه بجوارها بخنق وتتنفس الصعداء في حزن سكنت الدقائق وراحت تتأمل المياه من جديد فقذفت صورة هشام في عقلها فجأة لتشعر پألم في أعمق ثناياها وتهمس في يأس وعينان دامعة
_ فينك بس ياهشام معقول تسيبني كدا !!!
رفعت أناملها لوجنتيها تجفف دموعها المنهمرة بضعف تشعر بأن قلبها يحمل من الآلآم ما يكفي لقټلها حزينة وقلقة على ابن خالتها وقلبها ېنزف دما على فقدانها لمفضلها ومعذبها
التفتت برأسها للجانب في عفوية وكانت على وشك أن تشيح بنظرها وتعود للمياه قبل أن تلمحه يقف ببداية المقهى يتطلعها بثبات واضعا قبضتيه في جيبي بنطاله
تجمد جسدها ولجمت الدهشة لسانها فبقت تحدقه بعدم استيعاب ولوهلة ظنت نفسها تتوهم هل عاد لها حقا أم عقلها الباطن يحقق لها مراد قلبها المعذب من غيابه !
أدركت أنها لا تتوهم حين رأته يتحرك تجاهها ويقترب منها بتريث فاستقامت واقفة والصدمة مازالت تستحوذها بالكامل تتابعه بعينان مشتاقة ومعاتبة وهو يقترب حتى وقف أمامها مباشرة
دار بين عيناهم حديث لبرهة من الوقت وسط سعادة وعتاب و شوق لم تتمكن من حجب دموعها التي انهمرت بغزارة وراحت تلقى
بجسدها عليه تعانقه بحرارة وتهتف بصوت باكي
_ كنت متأكدة إنك مسافرتش وإنك مش هتسيبني
اغمض عيناه عندما تخللت رائحتها في أنفه وانتقل