رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
لعالم آخر لا وجود لبشر فيه سواهم ! اشتاق لها بشدة وذلك العناق ربما سيرضي شوقه قليلا وسيكون مؤنث في وحشة شوقه لها !!
أبعدها عنه بلطف بعد لحظات وغمغم بصمود
مزيف فلو علمت ما يرغب بفعله لخشيته !
_ بس أنا مسافر بكرا يازينة والمرة دي مش راجع تاني للأسف بس محبتش اسافر من غير ما نودع بعض عشان كدا جيتلك
_ إنت بعد كل الغياب ده كله راجع تقولي مسافر ومش هترجع مصر تاني
رد وقد انسدل ستار صموده المزيف ليقول بوجه حزين
_ رجوعي من البداية كان غلط أساسا يازينة كنت فاكر إني هرتاح لما ارجع بس تعبت أكتر !
تطلعته بدهشة وقالت
طال نظراته دون أن يجيب عليها فأكملت هي منفعلة وفي عينان غارقة بالدموع
_ هتسيبني وتمشي ! أنت مش مدرك أنا كنت إزاي الأيام اللي فاتت وأنا بحاول اوصلك ومش عارفة على أساس بتحبني !!!
لمعت عيناه ورد بمشاعر صادقة ونظرة ثاقبة كلها عشق
_ بحبك لدرجة لا يمكن تتخيليها بس الحب ده مفيش
أجابت بأسى
_ هشام أنت فهمت غلط أنا مش بحب آدم وأدركت ده بعدين ماما كان عندها حق لما قالتلي إني موهومة
واللي سمعته مني وأنا بكلم سمر مكنش حقيقي أنا كنت في وهم وفوقت وإنت السبب في كدا دلوقتي عايز تسيبني !
هشام بصوت مهموم
_ زينة إنتي مش بتحبيني ده مجرد تعود وصدقيني لما اسافر هتنسي حزنك جايز كان تأنيب ضمير بعد اللي قولته ليكي مش اكتر متوهميش نفسك بيا أنا كمان !!!
_ تأنيب ضمير !!!
غارت عليه تلكمه في صدره ساخطة وتهتف باكية بحړقة
_ هشام إنت أناني وجبان اقولك على حاجة سافر أو اهرب بمعنى أصح سافر ياهشام أنا مش همنعك
ثم ابتعدت عنه وجذبت حقيبتها وهاتفها واندفعت تسير مبتعدة عنه لكن بعد خطوتين توقفت والتفتت برأسها تهتف في صوت موجوع
ألقت عليه نظرة أخيرة كلها حزن وعتاب والجديد أنه رأى لمعة مختلفة هذه المرة لما يراها من قبل جعلته يقف متسمرا يتابعها وهي تغادر المقهي بأكمله مسرعة
استقامت مهرة واقفة حين رأت أسمهان تسير باتجاهها كالثور الهائج ونظراتها كلها غل واڼتقام وحين وصلت لها جذبتها من ذراعها وصاحت بها دون شفقة
اجهشت مهرة في يكاد حاد بعد كلماتها ليس خوفا منها ولكن قلقا وړعبا من أن يصيبه مكروه ولا يعود لهم دفعتها أسمهان بقسۏة وصړخت بها
_ غوري من هنا
رفعت مهرة يديها تمسح دموعها وتقف بقوة امام أسمهان تقول برفض
_ مش همشي مش همشي غير لما اطمن عليه واشوفه بعيني
صاحت أسمهان بعينان حمراء كالدم من فرط البكاء
_ إنتي مبتفهميش بقولك امشي متورنيش وشك هنا
هرولت ميرڤت مسرعة لهم وابعدت شقيقتها عن مهرة وهي تهتف برزانة وضيق
_ أسمهان مينفعش اللي بتعمليه ده وهي البنت ذنبها إيه بس بعدين إنتي مش شايفاها مڼهارة من العياط والخۏف عليه إزاي
ابتسمت بسخرية وهتفت پغضب وأعين ڼارية
_ وهو إنتي صدقتي شوية الدموع دي ولا التمثيل اللي بتعمله ده أنا فهماها كويس أوي وعارفة إن عينها على فلوس ابني وفلوس عيلة الشافعي ودلوقتي جاية تمثل قدامنا حزنها وزعلها على ابني واللي جراله بسببها
!
غرزت سهم بكلماتها المسمۏمة في أعمق يسارها فأخذت مهرة تتطلع إليها پألم وانكسار ليست في حالة تمكنها من الرد عليها ومجابتها تلك المرأة بالكلام كعادتها فقط اكتفت بدموعها الصادقة وهمسها المؤلم
_ أنا مش بمثل أنا بحبه بجد بس للأسف إنتي اللي متعرفيش يعني إيه حب واحدة زيك مفيش في قلبها غير الحقد والغل مش هنتظر منها تفهم حبي أو ألم قلبي
أنهت عباراتها واستدارت وسارت مبتعدة لكي تغادر بينما أسمهان فبقت متصلبة بأرضها تعلق نظرها على أثرها حتى شعرت بيد شقيقتها تجذبها ليجلسوا فوق المقعد وترتاح !!! واستمرت جملة متعرفيش يعني حب تتردد في أذنها بقسۏة
قادت خطواتها الهادئة إلى سيارته بعدما رأته يجلس بمقعده المخصص للقيادة ويرجع برأسه للخلف مغمضا عيناه
فتحت باب المقعد المجاور ودخلت لتجلس بجانبه ثم تغلق الباب وتتطلعه مطولا بحزن حتى سمعت صوته يتمتم بخفوت دون أن ينظر لها
_ أنا قولت لنشأت روحي الليلة دي إنتي وهنا واقعدي مع باباكي وماما هتروح عند خالتي وأنا هفضل هنا
زمت شفتيها بحنق ثم مدت يدها واحتضنت كفه بقوة هامسة
_ إنت كويس ياعدنان !
لم يجيبها ورد بسؤال بسيط
_ هنا فين
جلنار بنظرات دقيقة
_ نامت سبتها مع بابا فوق
_ طيب اطلعي هاتيها وروحي مع باباكي
ضغطت