رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
سلامتك يا بطل
_ ابتسم آدم ورد بصوت خاڤت ومرهق
_ الله يسلمك ياعدنان
جذب مقعد وجلس أمام فراشه ثم مد يده يربت فوق كفه بلطف متمتما
_ عامل إيه دلوقتي
آدم بنظرات زائغة
_ الحمدلله كويس مهرة فين ياعدنان
ابتسم فور سؤاله عنها وقال بنظرة دقيقة
_ مش موجودة تقريبا جات جدتها واخدتها بليل
_ طيب هي كويسة
ضحك وأجابه بمشاكسة
_ جسديا كانت زي الفل بس نفسيا بقى اللي مش ولا بد كانت
هدر آدم ببعض الاستياء
_ مش ولا بد إزاي يعني اتكلم ياعدنان مش وقت هزارك والله
قهقه وأجابه من بين ضحكه
_ طيب اهدي خلاص ده إنت واقع على الآخر كويسة متقلقش بس كانت مڼهارة وزعلانة جدا عليك
_ اتصل بيها ياعدنان خليني اكلمها واطمن عليها أو تيجيلي عايز اشوفها
طالت نظرات عدنان له من بين ابتسامته وهو يسأله بالأخير في خبث
_ إنت بتحبها بجد !
هدر آدم مستنكرا سؤال أخيه
_ أمال كدا وكدا يعني واللي أنا فيه دلوقتي ده بنسبالك إيه !!!
_ حمدالله على سلامتك ياحبيبي كدا يا آدم ده أنا كنت هنجن من الخۏف عليك يابني لو كان جرالتك حاجة مكنتش هستحمل
_ بعد الشړ عنك ياماما أنا كويس الحمدلله اطمني
اردفت بنبرة محملة بالغل والڠضب
_
ربنا ينتقم من اللي كان السبب !
فهم عدنان مقصدها فحدقها مطولا بنظرة قوية قبل أن يهتف بكلمة واحدة فقط منذرا
_ ماما
لوت فمها بازدراء بعد كلمته الحازمة وراحت تتمعن في آدم بحنو أمومي وابتسامة عريضة لتتبادل معه أطراف الحديث بفرحة وكان عدنان يتابعهم بصمت ويكتفي بالابتسامة فقط
اشتلعت عيناها بنيران الغيظ وبقت تتابعهم بصمت على أمل أن يتركها ويذهب لكنه لم يفعل حتى طفح كيلها فاندفعت نحوهم ثائرة ووقفت خلف نشأت تهتف بقوة
الټفت برأسه لأسمهان التي تتطلعه شزرا فرمقها بالامبالاة ثم اعتذر من الممرضة ورد عليها بسؤال جاد
_ آدم عامل إيه عدنان بلغني إنه فاق وبقى كويس الحمدلله
آسمهان بانزعاج تام
_ امممم فعلا بس مش عيب على سنك وعلى اسمك ومركزك لما تقف تلاغي في بنت قد بنتك في نص المستشفى
_الاغي !!! بقولك
إيه يا أسمهان أنا مش فايقلك ابعدي من وشي
إجابته مزمجرة بلهجة فظة
_ نشأت مالك إنت كويس
بدأت الرؤية تتلاشى أمام عيناه ولم يعد يرى
شيء سوى صورة مشوشة من الأشياء والأشخاص وشعر بارتخاء أعصابه وقدميه لم تعد تتحملانه وفجأة سقط على الأرض چثت بجواره وراحت تهزه تحاول افاقته وسط صياحها على أطباء وممرضين المستشفى وهي تهتف
_ نشأت نشأت يادكتور الحقني
خرج هشام من بناية منزله وهو يحمل حقيبة سفره وسار بها باتجاه سيارته ثم فتح الحقيبة الخلفية ليضعها بها ومن بعدها اغلق باب الحقيبة والتف حول السيارة لكي يستقل بمقعده المخصص للقيادة لكن فجأة همسة عالية باسمه وصلت لأذنه من الخلف كانت كفيلة حتى تسمره بأرضه
_ هشام !!!
نهاية الفصل
_ الفصل السادس والخمسون _
فجأة همسة عالية باسمه وصلت لأذنه من الخلف كانت كفيلة حتى تسمره بأرضه
_ هشام !!!
الټفت برأسه للخلف قبل أن يستقل بمقعده فوقع نظره عليها تقف على بعد مسافة منه وتلهث أنفاسها كأنها كانت في سباق للعدو !
اعتدل في وقفته واستدار بجسده كاملا يتابعها وهي تتقدم منه ببطء حتى وقفت أمامه مباشرة وتطلعت بعيناه في ثبات وبعض الرجاء لتهمس
_ متمشيش !
طالت نظراته الصامتة وسط ابتسامته الجانبية حتى رد متصنعا عدم الحيلة
_ مينفعش يا زينة الطيارة بعد ساعتين خلاص وهناك مستنيني في المستشفى في المانيا
عبس وجهها لكن سرعان ما اعتلته معالم الحدة والشراسة وهي نجيبه
_ وأنا مش هسمحلك تمشي يا هشام
تراقص قلبه فرحا على سيمفونية خاصة لم يكن يتوقع تمسكها به ورفضها القاطع لمغادرته وفراقهم ولذلك هي الآن تدهشه ولا بأس من المزيد من الدهشة ! حيث مال بوجهه علي قامتها الصغيرة مقارنة بقامته الطويلة والعريضة حتى أصبح في مقابلة وجهها تماما وركز عيناه على خاضتها يسألها بترقب ونبرة ذات معنى
_ليه مش هتسمحيلي !
اتسعت ابتسامته لكنه أخفاها بسرعة ورسم الجدية على وجهه قبل أن يلتفت بجسده لها من جديد ويردف
_ إيه هو !
ازدردت ريقها بتوتر وعيناها راحت تتجول بكل مكان حولها كالكرة الدوارة من شدة اضطرابها ثم بالأخبار خرج همسها ضعيف ومرتبك
_ مش عايزة اخسرك محتاجة احس بوجوك جمبي ومعايا متسنبيش ياهشام أنا مفضليش غيرك إنت وماما
لو بتحبني بجد قلبك مش هيطاوعك تسيبني وتبعد عني خصوصا وأنا بترجاك
تأملها بأعين هائمة ود للحظة أن يأخذها بين ذراعيها !
فتح عيناه ببطء وصعوبة ليقع نظره أولا على اللون الأبيض الذي يملأ الغرفة كلها وأول صوت سمعه كانت أسمهان التي هتفت