رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
نهائي وأنفاسه الساخنة والقوية تستطيع سماعها تصرفت كأنها نائمة ولم تلتفت وتسأله
حتى مر ما يقارب النصف ساعة وهو لم يتحرك انشا واحدا منذ أن وضع جسده فوق الفراش فضيقت عيناها باستغراب والتفتت أخيرا برأسها له لتجده نائم بسكون وانفاسه القوية أصبحت منتظمة وهادئة !
لا تتمكن من إيقاف ذلك الصوت الملح الذي لا يتوقف عن محاولة إثبات حقيقة شكوكها في داخل كل فعل يفعله ذلك الماضي الكئيب لا يفارقها ويعكر عليهم صفو حياتهم !
فتحت عيناها بصباح اليوم التالي بعدما تسلل لعيناها ضوء النهار من النافذة فاعتدلت في نومتها وهبت جالسة وهي تفرك عيناها لتزيح أثر النوم عنهم لتجد باب الحمام ينفتح ويخرج هو منه بعدما
أخذ حمامه الصباحي تابعته بنظراتها في صمت حتى رأته يقترب منها وينحنى عليها لاثما شعرها بحنو ويتمتم
اكتفت بابتسامة خاڤتة كنبرتها تماما وهي تجيبه
_ صباح النور
ثم استقامت واقفة واتجهت للحمام وبعد دقائق قصيرة خرجت فتقدمت منه وسألته بنبرة عادية
_ خارج دلوقتي
أجابها بالنفي
_ لا لسا شوية
_ طيب أنا هروح أحضر الفطار واصحي هنا عشان متتأخرش على الحضانة
انتظرت فوزية رحيل مهرة وفور مغادرتها مدت يدها تلتقط هاتفها الخلوي الموضوع فوق المنضدة المجاورة لها وراحت تبحث في قائمة الأسماء على رقم واسم بعينه حتى عثرت عليه بالأخير
_ الو
فوزية بثبات قوي
_ رقم آدم الشافعي مش كدا
ضيق آدم عيناه واردف بإيجاب
_ أيوة أنا مين معايا !
تمهيدا طويلة أخذتها قبل أن تجيبه بحزم
_ أنا فوزية جدة مهرة
كانت جلنار تجلس على الأريكة بعدما سمعت مكالمته الهاتفية المريبة لم تفهم منها شيء لكن حدثها أخبرها بأن هناك شيء يجب عليها معرفته ولن تهدأ إلا عندما تكتشفه بنفسه
انتظرته حتى انتهى من ارتداء ملابسه وفور مغادرته من باب المنزل استقامت واقفة واسرعت لترتدي حذائها وتغادر خلفه وما سهل عليها الأمر أن ابنتها قد رحلت على دوامها اليومي منذ أكثر من نصف ساعة
وبعد دقائق طويلة من القيادة توقف أخيرا بالسيارة أمام إحدى البنايات الضخمة ونزل من سيارته ثم قاد خطواته السريعة لداخل البناية
رفعت نظرها من داخل السيارة تتفحص البناية بعيناها ولم تتردد للحظة حيث نزلت ولحقت به للداخل صعدت درجات السلم تتبع أثر خطواته دون أن يراها
حتى توقفت خطواتها أمام إحدى الشقق السکينة بالبناية
رفع يده وطرق عدة طرقات على الباب وبعد لحظات انفتح الباب لتظهر من خلفه فريدة ! اتسعت عيني الأخرى التي تشاهد ما يحدث من بعيد دون أن يراها أحد وصابتها الدهشة الممتزجة بالڠضب والنقم عندما رأته يدخل معها ذلك المنزل بكل هدوء ويغلق الباب ليختفوا عن انظارها بشكل كلي !!!
_ الفصل التاسع والخمسون _
رفع يده وطرق عدة طرقات على الباب وبعد لحظات انفتح الباب لتظهر من خلفه فريدة ! اتسعت عيني الأخرى التي تشاهد ما يحدث من بعيد دون أن يراها أحد وصابتها الدهشة الممتزجة بالڠضب والنقم عندما رأته يدخل معها ذلك المنزل بكل هدوء ويغلق الباب ليختفوا عن انظارها بشكل كلي !!!
تجمد جسدها لبرهة وشعرت بجميع أطرافها قيدت فبقت مكانها تحدق بتلك الشقة مذهولة هل يعقل أن تصبح الشكوك حقيقة هل ستعاني للمرة الثانية والدائرة تعود لبدايتها مرة أخرى !
غلبتها
مشاعر الغيرة والنقم للحظة فدفعتها لا إراديا لذلك الباب ورفعت يدها وكانت على وشك أن تطرق فوقه بكل قوتها لكن بالحظة الأخيرة تراجعت وضمت كفها لتنزله ببطء وسط نظراتها المټألمة والمنكسرة
لم تشعر بشيء حينها سوى أنها ستحط من ذاتها أكثر إذا فعلتها إذا كان متبقى لديها بعض من الكرامة المهدورة فهذه هي فرصتها للاحتفاظ بها !
تقهقرت للخلف وعيناها ممتلئة بدموع الخزي والشجن استدارت وسارت مبتعدة باتجاه الدرج دون أن تعطي أي ردة فعل مناسبة !!
قررت الرحيل وستكون هذه نقطة النهاية المحتومة تخلت ولن يكون هناك مجالا للعودة فقد وصلوا لنهاية الطريق !
استقرت نظرات فريدة المرتعدة على ذلك الذئب المتربص لفريسته أمامها بالتأكيد جاء ليخط نهاية قصتها بيده زيارته المفاجأة تضمر خلفها خفايا لو علمتها لفرت هاربة من أمامه كما تفرالفريسة من صائدها
نظرات عيناه قذفت الړعب في قلبها فجعلتها تتراجع لا إردايا للخلف
متمتمة بارتيعاد
_
إنت جاي ليه يا عدنان !
بدا لها جامدا تماما وهو يجيبها بنبرة مرهبة ووجه خالي من المشاعر
_ تفتكري جاي ليه يعني !
سكتت ولم تجيبه