الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق

انت في الصفحة 274 من 324 صفحات

موقع أيام نيوز


عليها أن تدرك أنهم ثنائي كتب له الفراق والنهاية الحزينة ! هو لن ينسى عشقه لزوجته السابقة وهي لن تتمكن من الاستمرار بمرتبة ثانية ! أخطأت حين سامحت وتراجعت عن الفراق والآن يجب أن تصلح خطأها قبل فوات الآوان 
انتشلها من شرودها صوت طرق الباب ومن بعده دخول أبيها الذي اقترب منها وجلس بجوارها يهتف في حنو 

_ مش ناوية تقوليلي إيه اللي حصل ياجلنار بينكم ! 
أردف بخفوت 
_ محصلش حاجة يابابا أنا بس أدركت إني غلطت لما كملت كان لازم افهم من البداية أننا مينفعش نكمل مع بعض تاني لأني مش هقدر انسى الماضي ولا هو هيقدر ينسى 
نشأت باستغراب ونظرات دقيقة 
_ ومرة واحدة كدا ادركتي الكلام ده
من غير سبب يعني !! 
تطلعت لأبيها في قوة وقالت بثبات مزيف 
_ إنت مش وعدتني يابابا إني لو عايزة اتطلق هتطلقني منه وأنا دلوقتي بقولك عايزة اتطلق من عدنان أنا وهو مش هينفع نكمل مع بعض هو لسا بيحب فريدة وأنا مش هقدر استحمل 
أردف نشأت بدهشة بعد جملتها الأخيرة 
_ لسا بيحب فريدة ! 
_أيوة يابابا أنا واثقة أنه لسا بيحبها مش قادرة اثق فيه أو إنه ممكن ميخذلنيش تاني خاېفة أثق فيه ويجرحني مبقيش عندي طاقة إني اضغط على كرامتي من تاني واستحمل كفاية أوي كرامتي اللي اتهدرت لسنين في الأرض مش هاجي على نفسي تاني اكتر من كدا 
احتقنت أعين نشأت الذي هتف بلهجة صارمة وجادة كلها وعيد 
_ لو كلامك طلع بجد وهو لسا بيحب مراته ومش بيحبك سعتها مش هخليكي على ذمته ليلة كمان 
هتفت بعناد وصوت مبحوح وسط عيناها التي تجمعت
بهم الدموع 
_ بابا أنا تعبت عايزة ارتاح واعيش في راحة من غير تفكير وخوف وقلق تلت سنين وأنا بټعذب من الإهمال والوحدة والحزن محتاجة اتنفس شوية صدقني قرار الطلاق نهائي المرة دي ومش هتراجع عنه
رفع يده وملس فوق شعرها بدفء وقال 
_ طيب ياحبيبتي ارتاحي انتي النهارده وبكرا نبقى نتكلم وخليكي واثقة إني هكون جمبك ومعاكي في قرارك مهما كان أنا مبقيش في حاجة تهمني غير راحتك دلوقتي
ابتسمت له بحب ومالت عليه تعانقه بقوة مردفة في رقة وحزن 
_ شكرا يا بابا !!!
فتح عدنان باب المنزل ودخل ثم قاد خطواته الهادئة إلى الدرج حتى يصعد للطابق الثاني ويتجه لغرفته السكون الغريب يغيم على المنزل رغم أن تلك هي العادة إلا أن الليلة شعر بشيء مختلف لكنه تجاهل ذلك الشعور وأكمل طريقه للأعلى 
اتجه أولا لغرفة ابنته حتى يطمئن عليها فلم يجدها بفراشها غضن حاجبيه بتعجب ثم غادرت غرفتها واتجه إلى غرفته بعدما ظن أنه سيجدها نائمة بجوار أمها في فراشهم لكنه تسمر مكانه حين دخل ولم يجد لهم أثر أيضا 
راح يبحث عنهم بأرجاء المنزل كله وهو ينده بصوته المرتفع دون أن يحصل على إجابة تسلل الړعب لقلبه من أن يكون صابهم مكروه في غيابه وراح يمسح على شعره بقوة في قلق ثم أخرج هاتفه وبدأ يجرى اتصالاته به التي انتهت كلها بعدم الرد 
اندفع مرة أخرى لغرفته وأثناء مروره من جانب الخزانة لمح الباب مفتوحا فاقترب وفتحه على آخر لتصيبه الصدمة الثانية بعد رؤيته للخزانة فارغة من ملابسها 
قذفت بذهنه ذكرى واحدة في تلك اللحظة وهي عندما عاد للمنزل بنفس المعاد منذ شهورا ووجد خزانتهم هي وابنته فارغة بهذا الشكل حينها كانت قد هربت بصغيرته وحرمته منهم لشهرين كاملين ! فيعود ويجيب على ذكرياته بالنفي فهي لن تفعلها مجددا لم تعد علاقتهم سيئة كالسابق حتى تدفعها لهجره من جديد ! 
وبينما كان منشغل بالتفكير الذي كاد رساله عقله لمح ورقة صغيرة فوق الفراش اسرع والتقطها يقرأ ما دونته فوقها وكان أنا وهنا عند بابا جملة صغيرة غامضة لم تزيده سوى حيرة وتطرح
المزيد من الأسئلة في عقله ! 
تجاهل تلك الأسئلة التي ليس لها معنى طالما علم بمكان وجودهم الذي هدأ من روع قلبه المزعور قليلا وغادر المنزل شبه ركضا ليستقل بسيارته وينطلق بها يشق طريقه إلى منزل نشأت الرازي 
وصل بعد دقائق طويلة من القيادة وتوقف بالسيارة أمام المنزل ثم نزل وتحرك للداخل بخطوات شبه سريعة وقف عند الباب وطرق طرقتيتن متتاليتين ففتحت له الخادمة بعد دقيقة لتبتسم له بتوتر بسيط بينما هو فدخل وسألها فورا 
_ جلنار فوق 
بدرية بإيجاب 
_ أيوة في أوضتها ياعدنان بيه
فور سماعه لجملتها اندفع للأعلى مسرعا ومن الدرج لغرفتها الذي وقف وطرق مرة واحدة ثم فتح الباب ودخل فوجدها جالسة فوق فراشها وبجوارها صغيرته النائمة 
هدأت أنفاسه المتلاحقة وتنفس الصعداء براحة بعدما رآهم فلوهلة ظن أنه فقدهم من جديد وكان سيفقد عقله من بشاعة التفكير
فقط ! 
انتفضت واقفة بفزع جلنار بعدما لمحته فجأة بغرفتها وخرجت همسة مدهوشة من بين شفتيها 
_ عدنان !! 
اغلق الباب ببطء حتى لا يوقظ ابنته وتحرك نحو جلنار متمتما پغضب ملحوظ 
_
 

273  274  275 

انت في الصفحة 274 من 324 صفحات