رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
في صدره ثم اردفت بصوت محتقن وبمضض
_ امممم قولتيلي إنها جوا مش كدا !
لم تجيب ليلى وفقط تابعت تعبيرات وجهها المريبة وانتظرت الفعل الذي لن يفاجأها كثيرا حيث بالفعل وجدتها تندفع تجاه باب غرفته وتفتحه دون أي استآذن وخلفها الصغيرة هنا التي بدت وكأنها تساند أمها !
وجدته يجلس على مقعده وأمامه مكتبه تجلس هي على مقعد آخر وبالنتيف بينهم فوق سطح المكتب عدة أوراق يتابعون من خلالها العمل بتركيز تام وواضح
رفع عدنان رأسه عن الأوراق وسقطت أنظاره أولا على جلنار وقبل أن يدرك الموقف أن حتى ينهدس من وجوده المفاجيء والغريب كانت ابنته تركض نحوه مسرعة بحماس فجعلته يستقبلها بفرحة وحنو ويحملها فوق قدميه منشغلا بها وناسيا أمر زوجته
_ طيب أنا همشي ياعدنان بيه
أجابها دون أن يعطيها كامل اهتمام
أو حتى بنظر لها
_ طيب يامروة نبقى نكمل كلامنا والشغل بعدين
لملمت
أوراقها واستدارت لتقابل جلنار وترسل لها ابتسامة خاڤتة قبل أن تبتعد نحو الباب وتغادر الغرفة وسط نظرات جلنار الڼارية لها وهي تتابعها خطوة بخطوة حتى رحلت ولم تزيح بنظرها عن الباب حتى بعد مغادرته لدرجة أنها لم تسمع همسته وهو يسأله
انتبهت والتفتت برأسها له بعد همسته الثانية التي كانت عالية
_ جلنار !!!
_ أنا كويسة الحمدلله هنا بس صممت تجيلك لما عدينا من قدام الشركة واحنا راجعين من الحضانة
ترك ابنته وانزلها من فوق قدميه ليتقدم من جلنار ويهتف في صلابة وحدة بسيطة
_ جلنار إنتي لازم ترتاحي شوفتي الدكتور قال إيه امبارح ملوش لزمة خروجك ودخولك على الفاضي والمليان الفترة دي ارتاحي في البيت
_ أنا عارفة كويس وأكيد مش هعمل حاجة تأذيني وټأذي ابني متقلقيش واطمن
_ أنا مش قلقان من حاجة غير من عنادك ده
تأففت بنفاذ صبر وغيرت مجرى الحديث فورا بعد تذكرها لتسأله باهتمام وضيق
ظهر العبوس والخنق على ملامحه فور ذكرها لأمه وهز رأسه بالنفي متمتما
_ لا ادينا بنحاول نوصل لأي حاجة قبل معاد الجلسة
كانت ستمد يدها لتمسك بكفه وتحتضنه في محاولة للتخفيف عنه لكنها تراجعت على اللحظة الأخيرة واكتفت بعبارتها النابعة من صميمها ونظرتها المسبقة والحزينة عليه
توجه وجلس على الأريكة ثم أردف بصوت مبحوح وعاجز
_ أحيانا بقول دي نتيجة افعالها واللي عملته وكان لازم تدفع التمن وأهو التمن بس برجع وبقول هتفضل أمي مهما عملت ومهما حصل ومش قادر اسيبها ولا أتقبل إنها ټتسجن واحنا موجودين
اقتربت وجلست بجواره ثم همست برزانة وحكمة في خفوت
_ زي ما أنا واثقة إنك هتقدر تطلعها منها صدقني ياعدنان كمان وأثقة إنها اتعلمت الدرس وندمت على افعالها
طالعها مطولا بيأس وعدم حيلة ثم تمتم كالغريق الذي تعلق بطوق أمل
_ تفتكري !!!
هزت رأسها بالإيجاب في ابتسامة دافئة بينما هو فظل يتأملها بشوق وحسرة وغرام حتى لمعت عيناه بالدموع وقال في بحة رجولية مميزة ينوي اخبارها باحتياجه لها
ورغبته في عودتها له وأنه اشتاق لها أكثر من أي شيء
_ جلنار أنا م
قبل أن ينهي عبارته قطع كلامه طرق الباب ودخول ليلى التي قالت برسمية
_ عدنان بيه استاذ سالم محمود المحامي وصل
انتصب في جلسته ورد بخشونة دون أن يلتفت لها
_ خليه يدخل يا ليلى
فور مغادرة ليلى استقامت جلنار واقفة وقالت بهدوء
_ أنا همشي يلا ياهنا
عدنان بنبرة خاڤتة ومرهقة
_ سيبي هنا هتفضل معايا النهارده أنا وعدتها امبارح وإنتي متمشيش استنيني في مكتبك هخلص مع المحامي واجيلك عشان اوصلك البيت
جلنار ببساطة وبعض الصلابة
_ مفيش داعي شكرا أنا هروح وحدي
عدنان بحزم ظهر في نبرته أخيرا
_ جلنار بلاش عناد أنا مش هسيبك تروحي وحدك وإنتي حامل وتعبانة اسمعي الكلام واستنيني في مكتبك لغاية ما اخلص
كادت أن تجادل معه أكثر وترفض لكنها آثرت الصمت والاستسلام بالأخير لتأخذ ابنتها وتغادر بها إلى غرفة مكتبها حتى يتمكن هو من التحدث مع المحامي براحة أكثر
مع إشراقة شمس يوم جديد وبعد قضاء ليلة طويلة مع ابنته في المنزل بين مشاكستها له وتصميمها على تحضير الطعام معا انسته القليل من همومه وأحزانه وانشغل عقله وتفكيره بها هي فقط حتى أنه راح يضحك ويمزج معها كعادته ثم بالأخير حيث دقت ساعة اليوم ليسرد لها قصة ما قبل النوم كما اعتادت وأنامل يديه تعبث بخصلات شعرها برقة ثم لحقها هو بعد دقائق ونام أيضا
فتح عيناه