رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
فقال بترقب بعد وقت من الصمت
_ إنت اللي عملت كدا صح إنت اللي خليتها تغير اقوالها
التزم الصمت واكتفى بنظراته الجامدة التي تؤكد ما يقوله فيبتسم آدم مغلوبا ويتأفف بخنق ثم يجلي بجواره وينتظرون إلى ما يقرب نصف ساعة حتى رأوا والدتهم تتجه نحوهم مسرعة هب آدم واقفا لا إراديا فهرولت نحوه والقت بجسدها عليها تعاتقه بقوة وتهتف في صوت باكي
لم يبادلها العناق ورغم سعادته وراحته إلا أنها تظهر العكس واكتفى بهمسته الجافة
_ إنتي كويسة
أسمهان پبكاء بدأ يزداد حدته
_ كويسة ياحبيبي الحمدلله وبحمد ربنا وبشكره إنه محرمنيش منكم
ألقت نظرة على عدنان الذي استقام وكان يقف بشموخ وقسۏة دون أن يتطلع إليها حتى فاقتربت منه وكادت أن تعانقه بحب أمومي وأسف لكنه بلغتها بنظرة قاټلة منه ومال عليها يهمس بصوت مرعب
انهى عبارته وألقى عليها نظرة أخيرة كلها ڠضب وخزي قبل أن يبتعد ويسير بعيدا عنهم متجها لمغادرة القسم بأكمله وبقت أسمهان بأرضها دموعها تنهمر فوق وجنتيها بغزارة في صمت وألم قلبها ېتمزق أربا كلما ترى بعض ونقم ابنائها لها هكذا وبالأخص عدنان يشعرها باحتقارها وكرهها لنفسها ولأول مرة يتنابها شعور الندم على شيء ولوهلة تمنت لو عاد لها الزمن ولم تفعل كل هذا
_ تعالي يلا عشان اوصلك البيت
لم تقوى على التفوه بكلمه واحدة حتى محاولة استسماح ابنها الأصغر وطلب العفو
منه بل سارت خلفه بصمت وهي تبكي بصمت وتتخبط في ۏجعها وحيدة !
داخل منزل نشأت الرازي
تحرك بخطوات هادئة تجاه ابنته التي رآها تجلس بحديقة المنزل وبيدها ممسكة بصورة
توقف من خلفها للحظة ودقق النظر بالصورة ليرى أنها صورة تجمعها بعدنان ومعهم ابنتهم فيتنهد بعمق مطلقا زفيرا مسموعا جعلها تنتفض فزعا وتلتفت بسرعة للخلف بينما هو فاقترب وجلس بجوارها فوق الأريكة يرمقها بقلة حيلة وحزن لبرهة من الوقت ثم أردف بضيق
_ لما بتحبيه كدا يابنتي ليه صممتي على الطلاق وخلتيه يطلقك
_ لا مش بحبه !
ابتسم بدفء ثم رد في صوت رخيم
_ الحاجة الوحيدة اللي لا يمكن تعرفي تكدبي فيها ياجلنار هي الحب وإنتي عينيكي والدموع اللي فيها بتقول عكس كلامك بتقول إنك بتعشقيه أنا لو كنت اعرف إنك بتحبيه بالشكل ده بس بتعاندي نفسك مكنتش وافقت وسايرتك في موضوع الطلاق وخليته يطلقك
_خايفة يابابا خاېفة ومش عارفة اعمل إيه
مد يده وملس على شعرها بحنو مردفا في حكمة
_ أنا مش هقدر اجبرك على حاجة بس هقولك اعملي اللي قلبك بيقولك عليه ياجلنار متسمحيش لحاجة تدمر حياتك حتى لو الماضي لو إنتي واثقة ومتأكدة من حب عدنان ليكي يبقى متخسروش لأنك إنتي كمان بتحبيه وهقولك حاجة واحدة بس بخصوص اللي حصل بينكم في الماضي اللي بيحب بيسامح ياحبيبتي ومش هيبقى عايز حاجة غير إنه يكون مع الشخص اللي بيحبه مش هيسمح لأي حاجة مهما كانت تفرق
بينهم أو تبعده عنه
جلنار بصوت مبحوح ويغلبه البكاء
_ أنا مسمحاه بس مش قادرة انسى
_ لا ياجلنار إنتي مسامحتهوش لو سامحتيه كنتي هتنسى
اڼهارت باكية بعد عباراته وارتمت عليه بين ذراعيه تبكي بصوت مرتفع هاتفية من بين بكائها
ويدها تضعها فوق بطنها
_ كان فاكر إني كنت ناوية اخبي عنه حملي أو انزل الولد كنت نفسي اشوف فرحته أنا واثقة ومتأكدة إنه فرح جدا بالخبر بس هو مبينش قدامي فرحته
سكتت تلتقط أنفاسها ثم تابعت ببحة قوية وصوت متقطع
_ غرت أوي عليه وأول مرة من بداية جوازنا اغير عليه بالشكل ده يابابا بقيت احس بڼار جوايا مولعة لما اشوفه مع ست أو اتخيل إن ممكن الست دي تاخده مني ويكون ليها
ضحك نشأت بخفة رغم الأجواء الكئيبة وقال باسما بمكر
_ كل ده ومش بتحبيه !!! عارفة ياجلنار مامتك الله يرحمها كانت عارفة بحبي القديم لأسمهان وكانت بتحصل بينا مشاكل كتير بسبب غيرتها كل ما سيرة أسمهان تيجي في وسط الكلام أو نفتكر حاجة تخصها بس قالتلي حاجة في مرة عمري ما انساها أبدا قالتلي انا جايز اكون بغير عليك وممكن نتخانق كتير بس لا يمكن اسمح للشك إن يدخل بينا يا نشأت
الشك زي السم بيقضي وېقتل على كل حاجة جميلة حتى سلامك الداخلي بېقتله عشان كدا متسمحيش ليه إنه يدخل بينكم وحاولي تثقي في عدنان من تاني
رفعت رأسها وتطلعت به بوهن تسأله في نظرة