رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
تائهة كأنها تبحث عن بصيص أمل بعيناه هو
_ تفتكر هقدر يابابا
نشأت بابتسامة ساحرة وحانية
_ هتقدري ياحبيبتي طول ما إنتي بتحبيه بجد يبقى هتقدري
أخذت تحدق لأبيها لوقت طويل حتى عادت ټدفن وجهها بين ثنايا صدره من جديد لكن دون بكاء !
بتمام الساعة السابعة من مساء اليوم التالي داخل منزل رمضان الأحمدي
_ قومي قومي البسي يلا بسرعة
ضيقت مهرة عيناها باستغراب وقالت بقلق
_ في إيه إيه اللي حصل !
هرولت إليها سهيلة وجلست بجوارها تهتف في حماس
_ في عريس جاي يتقدملك دلوقتي
خرجت صيحة مذهولة وعالية من مهرة التي قالت بعدك تصديق
سهيلة بتشويق وحماس غريب وهي تقف وتجذبها أيضا لكي تنهض وتبدأ وتستعد
_معرفش امتى جه مش وقته دلوقتي المهم قومي البسي بقى وجهزي
نفسك يامهرة عشان زمانه على وصول وجدتك قالتلي اقولك تلبسي
_ جدتي إيه وهي من امتى بيكون جايلي عريس ومش بتقولي
_ احنا هنسيب الراجل اللي جي ده ونقعد نفكر ونقول امتى جه وليه جدتك مقالتلكيش اخلصي قومي بامهرة يلا
ردت پغضب ورفض تام
_اقوم إيه أنا مش موافقة ومش هطلع لعرسان
اتسعت عيني سهيلة بدهشة لكن سرعان ما أسرعت وجلست بجوارها تحاول إقناعها هاتفة بهدوء
_ابوس ايدك بلاش عند دلوقتي ياصحبتي بعدين مش موافقة ليه هو إنتي سوفتيه ومعجبكيش لما تشوفيه
_ بعد الشړ عليها بس أنا مش هطلع برضوا يا سهيلة
سهيلة بتوسل
_إنتي هتخسري ايه اطلعي وخلاص معجبكيش ارفضيه زي ما بتعملي كل مرة عشان خاطر جدتك حتى
سكنت تماما دون رد وبنفس اللحظة لم تبدي نفس الرد فوجدته الأخرى فرصة يحب أن تستغل حيث راحت تنكزها تحثها على النهوض وهي تقول
مهرة بقرف وعدم مبالاة
_ ما يوصل ولا يتنيل أنا مالي كدا كدا هرفضه
ثم استقامت واقفة واتجهت إلى خزانتها لكي تخرج شيء من ملابسها حتى ترتديها بينما في الخلف كانت سهيلة تبتسم بسعادة وخبث وقالت لها
_ البسي حاجة حلوة بس وشيك يعني احلى حاجة عندك
رمقتها مهرة بنظرة ڼارية ومغتاظة ثم
_ بقولك إيه متحطهاش في دماغي بدل ما والله العظيم اعمل نفس اللي عملته مع صابر
شهقت سهيلة پخوف وقالت مسرعة تسحب كلامها
_ لا لا خلاص أنا آسفة البسي اللي تحبيه إن شاء الله حتى تطلعي ببجامة البيت
التفتت من جديد تجاه الخزانة وأخرجت أول شيء سقطت يدها عليه من ملابسها وهي تتأفف بخنق وقرف
كانت جلنار كامنة فوق فراشها وبجوارها ابنتها التي نامت بعد محاولات عديدة منها لتهدأتها بسبب بكائها والحاحها الشديد على رؤية والدها وأنها اشتاقت له وتريد قدومه وبقائه معها !
كانت كل لحظة والأخرى تلقي نظرة عليها بجوارها وتنتهد الصعداء بعمق ثم راحت تمد يدها لبطنها تتحسسها وتلقائيا ارتسمت البسمة فوق ثغرها فور تذكرها له وأنها تحمل طفله الثاني داخلها جعلت تملس فوقها بسعادة ودفء أمومي ممتزج بحبها الدفين لوالد أطفالها
لم تتمكن من إسكات ذلك الصوت المصر بعقلها وفشلت في كبت شوقها إليه ورغبتها هي الأخرى برؤيته حيثوجدته نفسها بدون مقدمات أو تردد تمسك بهاتفها وتنوي إجراء مكالمة هاتفية له لكنها تراجعت بآخر لحظة وقررت كتابة رسالة وإرسالها له فبدأت تكتب الرسالة والتي كان مضمونها كالآتي
عدنان أول ما تفضى تعالى لأن هنا عايز تشوفك وبتقول بابي وحشني النهارده نومتها بصعوبة من كتر العياط وإصرارها إنك تيجي تشوفها وتقعد معاها
توقفت عن الكتابة ثم ضغطت على الشاشة فوق كلمة ارسال وسكنت لبرهة تحدق بالرسالة في تردد بعد إرسالها !!
خرجت مهرة من غرفتها حين أشارت لها جدته بالخروج ففعلت على مضض وهي مشمئزة وعابسة الوجه من فرط الخنق سارت بخطواتها العادية إلي الخارج وهي ليست متوقعة أبدا ما ينتظرها حيث بمجرد وصولها ورؤية العريس تجمدت بأرضها وكأنها صنم تحدقه بذهول وعدم استيعاب !!!
_ الفصل الخامس والستون _
بقت تحدقه في عدم استيعاب ونظرات بها القليل من البلاهة وتحاول اقناع عقلها أن ما تظنه ليس صحيح وأنه ربما جاء لزيارة فقط انحرفت عيناها قليلا لتقع على عدنان الجالي بجواره ويطالعها بنظراته الثاقبة كعادته !
سارت رجفة باردة في جسدها بالكامل ونبضات قلبها تسارعت ما بين سعادة وتوتر وخوف بقت مكانها متصلبة حتى سمعت صوت جدتها وهي تقول باسمة
_ تعالي يامهرة يابنتي سلمي على عريسك واقفة كدا ليه !
ضړبت الكلمات بعقلها جعلتها ترغب للحظة أن تنشق الأرض وتبلعها من فرط الخجل والارتباك فأخذت نفسا عميقا وقاومت توترها ثم
تقدمت منهم بخطا هادئة حتى وصلت أولا لعدنان فصافحته بابتسامة رقيقة وبادلها هو الابتسامة العذبة ثم تحركت