رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
ينزع يده من قبضتها
_ في إيه يامهرة هروح اسلم وابارك لزينة وهشام !
ردت وهي تهب بالوقوف معه
_ هاجي معاك
آدم برفض قاطع وهو يشير لها بالبقاء مكانها
_ لا خليكي مكانك متجيش أنا هسلم عليهم وارجعلك
عبس وجهها بعد رفضه وعدم رغبته في ذهابها معه الذي لا تفهم سببه وحين التفتت لأسمهان رأتها تطالعها مبتسمة بدفء كأنها تواسيها وتخبرها أن لا تحزن
_هو مرضيش ياخدني ليه !!
حاولت أسمهان التهرب من سؤالها خشية من أن تخبرها بالأمر وتتسبب في مشكلة بينهم وقالت باسمة بخفوت
_ يمكن محبش يتعبك يامهرة متزعليش نفسك يابنتي
مهرة بذكاء فطري ونظرة دقيقة
_ إنتي عارفة حاجة يا أسمهان هانم
_ لا هعرف إيه بس ياحبيبتي
_ بصي لما يجي آدم هو هيفهمك كل حاجة أفضل
مهرة بخنق وضيق
_ آدم مش هيتكلم
أسمهان بثقة تامة
_ هيحكيلك متقلقيش أنا واثقة
عادت تلقي بنظرها عليه لتتابعه وهو يهنيء العروسين ببشاشة ووسط متابعتها للمشهد رأت زينة تنظر لها فجأة وتبتسم بود فلم يكن منها شيء سوى تبادل الابتسامة لها أيضا !
_ هنون مالك ياحبيبتي بټعيطي ليه !
ابتعدت عنه وزمت شفتيها بحزن ترفض اقترابه منها وتهمس
_ أنا زعلانة منك يابابي
اتسعت عيناه بدهشة ونقل نظره بين نشأت وبدرية فرأهم يضحكون بصمت بعد جملتها وراح يصدح صوت نشأت وهو يقول نعاتبا
بدرية بضحكة خفية
_ بتدلع على ببابها يا نشأت بيه حقها !
نشأت باسما بدفء وهو يقترب منها ويطلع قبلة دافئة فوق شعرها
_ بتفكريني بأمك كانت زيك كدا عنيدة جدا ومازالت عنيدة ورقيقة وحساسة أوي زيك بظبط كدا ياهنون
_ نسيبكم بقى احنا على انفراد ربنا يعينك يا بابا
ابتسم عدنان رغما عنه وتابعهم بعيناه وهم يرحلون ثم استدار برأسه تجاه صغيرته وطال
هنايا
اكتفت بهز رأسها بالنفي دون أن تجيب أن تلتفت له فتسمعه يكمل بصوت عابس وحزين
_ بس كدا أنا مش هعرف أنام النهارده خالص وهفضل أفكر وأنا زعلان ومضايق أنا زعلت هنايا في إيه وكمان مقدرش اسيبك وانتي زعلانة مني كدا يابابي !
مطت شفتيها للأمام بضيق ولان عنادها
على أثر كلماته الحانية فردت عليه بصوت طفولي خاڤت ومبحوح
_ إنت زعقلتي ومرضتش تخليني العب مع صحابي في فرح طنط زينة ورجعتنا البيت
زفر بخنق من نفسه ثم تمتم معتذرا
_ أنا آسف ياحبيبتي صدقيني مقصدش أبدا والله واوعدك مش هيتكرر تاني
رفعت كتفيها لأعلى كإشارة على رفضها لإعتذاره وعدم مسامحتها له ليبتسم هو ويقول بصوت منخفض
_ طيب تحبي احكيلك أنا كنت متعصب ليه ورجعتكم البيت إنتي وماما
عم الصمت للحظات كانت تفكر فيهم حتى التفتت له فورا واماءت برأسها بالموافقة في حماس فضولي لمعرفة سبب غضبه !
مال عليها وحملها لتجلس فوق قدميه ثم هدر بسرد لها ما حدث بإيجاز وخفوت تام
_كان في ناس مش كويسة بتضايق ماما في الفرح وأنا اتعصبت جدا وعشان كدا رجعنا البيت علطول
سألته بحماس ودهشة
_ مين الناس
دي يابابي
ابتسم وغمز لها بخبث
_ ناس مش كويسة بس بابي عرف إزاي يربيهم أنهم ضايقوا مامي
هنا بعينان متسعة من فرط الحماس والذهول على ما يسرده لها والدها وعادت تسأله من جديد
_ عملت معاهم إيه يابابي ! ضربتهم
سكت وطال تطلعه إليها يحاول إيجاد الرد المناسب لسؤالها فأخذ نفسا عميقا ورد عليها بهدوء
_ يعني حاجة زي كدا !
هنا بفرحة وتشفي
_ احسن يستاهلوا عشان ميضايقوش مامي تاني
ضحك بخفة ثم دنى منها ولثم وجنتها برقة متمتما في نبرة خشنة تبنع بالآمان والحنو
_ محدش يقدر يضايقكم يابابي طول ما أنا موجود
على الجانب الآخر خارج الغرفة وأمام الباب كانت تقف جلنار وتستمع لحديثه هو وابنتهم وتبتسم بعاطفة جياشة وترفع أناملها لشفتيها تخفي بهم ابتسامتها الواسعة تشعر بقلبها يتراقص على الحان سمفونية العشق الذي يعزفها بكلماته وحبه ولمساته الخاصة لها !
داخل منزل هشام وزينة بعد انتهاء حفل الزفاف
كان هشام يجوب الطرقة إيابا وذهابا أمام الغرفة ويمسح على شعره بنفاذ صبر وهو يتأفف مر بالضبط حتى الآن خمسة وعشرون دقيقة وهي مازالت لم تخرج من الغرفة قاربت على نصف ساعة وهي تبدل ملابسها بالداخل وهو ينتظرها بالخارج يتحرق شوقا
فاض به الكيل فوجد نفسه يندفع نحو الباب يطرق عليه عدة طرقات متتالية ويهتف بخنق
_ لسا يازينة مخلصتيش
كانت