رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
ملامحه اللينة وظهر محلها الصرامة حيث هتف بغلظة صوته الرجولي
_ مالك !!!
تجاهلته تماما ولم تجب ولم تنظر له حتى مما استفزه بشدة فأنزل ابنته من على ذراعيه وهتف بابتسامة رسمها بصعوبة
_ روحي ياهنايا استنيني برا وأنا هاجي وراكي
رفعت هنا نظرها إلى أمها الواقفة وتوليهم ظهرها منشغلة بما تفعله أو تتصنع هذا ثم عادت بنظرها لأبيها وتنهدت بيأس لتستدير وتتجه لخارج المطبخ متمثلة لأوامر والدها
_ لما اكلمك تردي عليا
قالت بعد مبالاة واشمئزاز
_ مش طايقة اكلمك أو اسمع صوتك أساسا
جز على أسنانه بغيظ ثم قبض على أعلى ذراعها بقبضته الفولازية وتتمتم بتحذير
_
أنا لغاية دلوقتي هادي معاكي ياجلنار رغم اللي
تحاملت الألم ولم تظهرهه على ملامحها حيث استقرت بعيناها نظرة حاقدة وهمست بصوت أنوثي شرس
_ سيب إيدي ومتقربش مني وتهديداتك الفارغة دي روح هدد بيها حد غيري مش أنا
أحست وأنه لوهلة ستخرج النيران من عيناه وټحرقها بأرضها من فرط سخطه ووجدته يزيد من ضغطه على ذراعها پعنف فلم تتمكن من أخفاء المها أكثر حيث أغمضت عيناها في محاولة بائسة لعدم الظهور ضعيفة أمامه ووجدته يقترب منها
_ لولا أن البنت برا كنت وريتك التهديدات الفارغة دي كويس
لانت قبضته تلقائيا على ذراعها حين دخلت لأنفه رائحة عطرها فأغلق عيناه محاولا تمالك انفعالاته الداخلية حتى لا يضعف وكان على وشك أن ينصاع خلف رغبته لكنه استفاق فورا وترك ذراعها ثم نظر بعيناها وقال في صوت خشن وجاف
ثم القى عليها نظرة قاسېة أخيرة قبل أن يبتعد عنها ويرحل بينما هي فظلت ملتفة برأسها للخلف تتابعه وهو ينصرف پغضب وممسكة بذراعها ثم همست بغل
_ حقېر بس ورحمة ماما لأخليك ټندم على كل حاجة عملتها معايا ياعدنان
تركت ذراعها وعادت تكمل تحضير الفطار وهي تهتف بقرف
كانت زينة بأحد المقاهي المشهورة والمطلة على النيل تجلس على أحد المقاعد وأمامها طاولة مستديرة ومتوسطة الحجم ويقابلها مقعد آخر فارغ وبيدها تمسك كوب عصير مانجا طازج وتتأمل منظر الماء من أمامها بشرود وبداخلها خلافات عڼيفة وسؤال تطرحه باستمرار على نفسها لماذا تجلس بمفردك ولم تذهب له بدلا من الجلوس هكذا كالحمقاء لكنها باتت تشعر أن كرامتها على حافة الهاوية ولا تستبعد أن يكون قد فهم مشاعرها تجاهه ويتجاهلها بتصرفاته الطبيعية معها لا مجال لمزيد من الركض خلف أحلام واهية ستترك كل شيء يسير كما هو مقدر له !
_ أنت بتراقبني !!!
ابتسم رائد وقال بخفوت ضاحكا
_ أكيد لا أنا شفتك بالصدفة وقولت اسلم عليكي ونتكلم شوية لو مفيش عندك مانع طبعا
احتدم وجه زينة بغيظ ثم التقطت هاتفها وأشيائها من فوق سطح الطاولة واستقامت واقفة وهي تقول باعتذار صارم
_ أسفة بس أنا ورايا مشوار ومستعجلة وكنت ماشية قبل ما حضرتك تاجي
همت بالانصراف لولا قبضته التي أمسكت برسغها في لطف وهتف بوداعة
_ لحظة بس إنتي متعصبة مني ليه كدا ! لو قولت حاجة ضايقتك من غير قصد سواء دلوقتي أو يوم الفرح أنا آسف مقصدش والله
زينة باقتصاب
_ مفيش زعل يا أستاذ رائد أنا زي ما قولتلك مستعجلة بس وبخصوص الموضوع اللي والدتك فاتحت ماما فيه ف
رائد مقاطعا إياها بنظرات ذات معنى وجذابة
_ أنا مجيتش اتكلم معاكي عشان اسألك موافقة أو لا خالص بالعكس أنا كنت حابب نتكلم وندردش مع بعض مش أكتر
أحست أنها قست قليلا عليه في حدة كلامها فتنهدت بهدوء وتمتمت في صوت رخيم وابتسامة بسيطة
_ مرة تاني إن شاء الله عن أذنك
ثم سحبت يدها من قبضته واندفعت إلى خارج المقهى بأكمله مسرعة دون أن تلتفت خلفها بينما هو فتنهد بقوة ورفع يده يمسح على وجهه بيأس !
يقف أمام المرآة يقوم بتسريح شعره بعد ارتدائه لملابسه ويستعد للمغادرة ثم أمسك بزجاجة العطر الخاص به ونثر على ملابسه بكثرة حتى امتلأت الغرفة كلها برائحته انفتح الباب وظهرت من خلفه أسمهان التي وقفت للحظات تتطلع إلى ابنها الأصغر في حنو كلما تنظر له يذكرها بأبيه يمتلك نفس عيناه ووسامته الساحرة وشغفه وحبه للحياة والمرح لم تنسى يوم ولادتها عندما قال زوجها سيكون آدم الأحن بيننا أما عدنان فهو عقاپ
يصعب ترويضه !
اقتربت ووقفت خلفه
ثم وضعت كلتا كفيها على كتفيه من الجهتين وقالت بنظرة جانبية خبيثة وحانية
_ مش ناوي تفرحني كدا يابني وتخليني اشوفلك عروسة وافرح بيك
الټفت