الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق

انت في الصفحة 48 من 324 صفحات

موقع أيام نيوز


ملامحه ليست واضحة جيدا ثم بدأت الصورة تهتز حتى انقطت تماما 
اعاد التسجيل الأخير لأكثر من مرة وقام بالتقريب على وجه الرجل في محاولة لرؤية ملامحه المبهمة ولكن دون فائدة ! 
اغلق الحاسوب وهو يحك ذقنه الكثيفة في عينان حمراء من فرط الڠضب من جهة خروج زوجته المتكرر بشكل يثير الريبة متجاهلة تعليماته في عدم الخروج دون إذنه ومن جهة ظهور ذلك الرجل الغريب وتوقف الكاميرا فجأة كيف توقفت ! هناك شيء مبهم وغير مفهوم بهذا الأمر ولن يطول كثيرا إلى أن يعرف كل شيء وهوية ذلك الرجل وماذا يريد !

في مساء ذلك اليوم 
توقفت سيارته أمام بوابة المنزل ونزل ثم قاد خطواته إلى الداخل وكان الهدوء يملأ القصر بأكمله تحرك باتجاه الدرج وصعد درجاته في خطا قوية ثم اتجه إلى غرفته وعند وصوله وقف أمام الباب للحظة يحاول تهدئة نفسه الثائرة منذ صباح اليوم فهو يعلم جيدا أنه سيجدها مستيقظة بانتظاره 
مد يده وفتح الباب ثم دخل وأغلقه خلفه ببطء مريب وكانت هي تجلس على المقعد الخاص بها المقابل للمرآة تابعته وهو يدخل وينزع عنه سترته ليعلقها في حاملة الملابس الخشبية بينما فريدة فظلت تتابعه بعيناها الڼارية والمغتاظة فخرج صوتها ساخرا وملتهب 
_ كنت عندها أكيد ! 
يتجاهلها عمدا فإذا حرر الۏحش الذي ېصرخ في أعماقه حتى يخرج فستحدث كوارث منذ أن رأى تسجيلات الكاميرا بالصباح وهو عبارة عن جمرة من النيران الملتهبة وتنتظر الفرصة لتمسك بأى أحد 
هبت واقفة واقتربت منه تهتف پغضب 
_ أنا بكلمك ياعدنان 
رمقها بنظرة قذفت الړعب في أوصالها ثم وقف على قدميه وتقدم خطوة إليها حتى أصبح أمامها مباشرة وغمغم بنبرة تحمل الخفوت المرعب 
_ هو أنا تعليماتي شفافة وكلامي ملوش لزمة ! 
فريدة بثبات مزيف 
_ تعليمات إيه ! 
عدنان بوجه محتدم وهمس كان كافي لبث الړعب في قلبها 
_ كنتي بتطلعي بتروحي فين في غيابي يافريدة 
تحولت من وضع الھجوم إلى الدفاع وظهر على محياها الاضطراب الذي حاولت إخفائه بصعوبة وابتلعت ريقها ثم تمتمت بتوتر ملحوظ 
_ مكنتش بروح مكان ! 
بحركة عفوية رفع حاجبه مستغربا وتمتم باسما باستنكار 
_ بتكذبي عليا كمان !!!! من إمتى وإنتي بتكسري كلمتي أو بتكذبي وتخبي عني ! 
فريدة بحنق وانفعال كوسيلة لمحاولة إخفاء
توترها 
_ اخبي عنك إيه ياعدنان !! بعدين إنت سبت اللي عملته جلنار معايا الصبح ومن غير ما تحاسبها ولا تقولها أي حاجة اخدتها ومشيت وسبتني 
خرج عن إطار هدوئه وصړخ بها بصوته الرجولي الجهوري 
_ احنا دلوقتي في إيه عشان تقوليلي جلنار ! اللي إنتي أصلا غلطانة واللي قولتيه مغلطتيش فيها قد ما غلطتي فيا أنا
أصابتها وغزة بسيطة بجسدها من صرخته وهتفت بذهول وعدم تصديق 
_ إنت بتزعقلي عشانها ومهتمتش إنها رفعت إيدها عليا قدامك
تراخت عضلات وجهه وجسده ليقف في سكون يطالعها بنظرة ثاقبة وحادة تتهرب من الإجابة ومن السبب الرئيسي لأنفجار بركانه وتحاول الهائه بحاډثة الصباح بينها وبين جلنار أصبح الآن متيقنا أن بها شيء ليس طبيعي ! 
خرج صوته هادئا تماما على عكس نبرته السابقة ونظرته كانت مبهمة لكنها لا تبشر بالخير 
_ متتذاكيش عليا إنتي عارفة إن الحركات دي مبتخيلش عليا بس أنا هطنش كمان المرة دي بمزاجي وخليكي فاكرة إن دي المرة التانية والعداد شغال
ماهذه الطريقة هل يعقل أن يكون شك بأمري ! لا بالتأكيد لا فلو كان لديه ذرة شك واحدة لن يكون هادئا هكذا ! أذا فلماذا ينظر لي بطريقة مرعبة هكذا !!! أسئلة كثيرة طرحتها في ذهنها من فرط الارتباك فلم يسبق لها ورأت هذه النظرة بعيناه ولم تعد تفهم مالذي دهاه وما التحول الرهيب الذي طرأ عليه فجأة بهذا الشكل ! لكن ما يهدأ من روعها أن
رغم حالاته البركانية الجديدة لا تزال ترى وميض من حبه لها بعيناه وسط أشد لحظات غضبه منها وهو ما يمنعه عن الاستسلام لجموحه أمامها 
مد يده والتقط سترته مجددا ثم هم بالرحيل لولا قبضتها على رسغه التي اوقفته وهي تسأل 
_ رايح فين ! 
طالعها للحظات في جمود قبل أن يسحب يده من قبضتها ببطء ويبتعد متجها إلى باب الغرفة لكنها هرولت خلفه وسدت عليه الطريق هاتفة بشراسة _
_ رايحلها ! 
_ فريدة ابعدي من قدامي لأني مش ضامن ردة فعلي لو اتعصبت اكتر من كدا عليكي
صاحت بغل وعناد 
_ مش هبعد ياعدنان واضح إن اللي كنت خاېفة منه حصل بس صدقني أنا مش هسمح بده أبدا 
فهم مقصدها جيدا
وتلمحياتها حول مشاعره تجاه جلنار فمسح على وجهه متأففا وهتف بنبرة شبه مرتفعة 
_ إنتي عايزة إيه دلوقتي ابعدي 
تصلبت بأرضها بقوة وقالت في نظرات كلها حقد وغيظ 
_ عايزاك تطلقها !
_ الفصل الحادي عشر _
تصلبت بأرضها بقوة وقالت في نظرات كلها حقد وعيظ 
_ عايزاك تطلقها ! 
عقد حاجبيه باستغراب من جملتها والتزم الصمت لثواني معدودة حتى أردف ببرود 
_ مش هينفع 
فريدة بعصبية 
_ ومش هينفع ليه بقى 
_
 

47  48  49 

انت في الصفحة 48 من 324 صفحات