رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
توقع السوء
أدرك أن لا مجال لراحة تفكيره ونفسه القلقة سوى الذهاب والاطمئنان عليها بنفسه غير وجهة سيارته واستدار بها عائدا إلى منزله الثاني
بعد دقائق من القيادة السريعة توقف بالسيارة في المكان المخصص لها داخل المنزل وفتح الباب ثم نزل وقاد خطواته المضطربة نحو الباب الداخلي
أخرج المفاتيح من جيبه ووضعها في قفل الباب فانفتح دخل ثم أغلقه خلفه بهدوء ونزع حذائه بجانب الباب ثم سار نحو الداخل كان الهدوء يهيمن على المنزل كله والأضواء خاڤتة فقط هناك صوت بسيط ينبعث من الصالون تماما كصوت التلفاز تحرك نحوه بخطوات طبيعية وإذا به يراها جالسة على الأريكة المقابلة للتلفاز وتستند بكلتا يديها على ذراع الأريكة واضعة رأسها فوق ظهر كفيها ونائمة ووساقيها المكشوفان للركبة تفرد جزء منهم بجانبها على طول الأريكة
_ بكرهك
انزل نظره إليها يرمقها مطولا ثم يبتسم بساحرية وينحنى برأسه عليها هامسا بمشاكسة
سمعت همهمات خاڤتة بصوته الهاديء في أذنها لكنها لم تدرك أي شيء وكان النوم هو العامل الأكبر الذي يسيطر عليها الآن
وصل بها إلى الغرفة واقترب من الفراش فانحنى ووضعها برفق شديد في المنتصف ثم جذب الغطاء ورفعه على جسدها يدثرها به جيدا وكانت ردة الفعل التلقائية منها أنها ضمت الغطاء إليها أكثر في شعور طبيعي بالدفء جلس على حافة الفراش بجوارها ثم مد أنامله وأبعد خصلاتها عن وجهها الجميل يتأمل جمالها الساحري وبحركة لاشعورية منه نزلت أنامله بلمساتها إلى بشړة وجهها الناعمة يستشعر الاختلاف واستمرت لمساته في التنقل على بشرتها بعدم وعي لا يذكر متى كانت المرة الأخيرة
استقام وسار مبتعدا قليلا عن فراشها يجيب على الهاتف
_ أيوة يافريدة
وصله صوتها وهي تأن من الألم وتقول بنبرة متوجعة
_ تعالى ياعدنان بسرعة أنا تعبانة أوي آاااه
أجابها فور سماعه تأوهاتها المرتفعة
_ حاضر مسافة الطريق وأكون عندك هجيب الدكتور معايا
_ لا لا متجبش الدكتور تعالى إنت بس
_ طيب
انهى معها الاتصال واندفع مغادرا الغرفة وقبل أن يرحل توجه إلى غرفة صغيرته والقى نظرة عليها وهي نائمة في فراشها ثم دثرها بالغطاء جيدا وانصرف
ظلت ممسكة بالهاتف بعدما انهت الاتصال معه وهي تحدق أمامها بغل وتتمتم بشړ يظهر في نظراتها
ذهبت وانضمت إلى فراشها وتدثرت بالغطاء تستعد لتمثيل دور المړيضة عند وصوله حتى تكتمل كذبتها ! مرت دقائق طويلة قاربت على الساعة وهي بانتظاره وعيناها معلقة على ساعة الحائط وها هي تسمع صوت خطواته المميزة تقترب من الغرفة أخيرا فهرولت وعدلت من وضعية نومها وامسكت بمعدتها ورسمت على محياها علامات الألم والتعب وبعد ثواني انفتح الباب وظهر هو من خلفه تعمدت عدم النظر إليه واغمضت عيناها وهي متكورة بفراشها !
اقترب منها مسرعا وجلس بجوارها على الفراش ممسكا بيدها وهاتفا بقلق
_ مالك يافريدة
أجابته بخفوت
_ كنت تعبانة وكان جسمي كله متكسر ومعدتي
كانت بتآلمني أوي
مد يده إلى جبهتها يتحسس حرارة جسدها فوجدها طبيعية أردف بريبة
_ حرارتك مش عالية !
فريدة بتوضيح مضيفة القليل من البهارات على كذبتها
_ الحرارة ممكن تكون من الداخل بس أنا اخدت علاج قبل ما إنت تيجي وبقيت كويسة شوية الحمدلله
_ علاج إيه ده ! وإزاي تاخدي حاجة من نفسك يافريدة !
كانت جملته تحمل الانفعال والاستياء فردت هي عليه بهدوء
_ متقلقش ياحبيبي أنا متعودة باخده دايما لما بتعب كدا
رمقها بنظرة مطولة ثم أخرج هاتفه من جيب بنطاله وهم بالاتصال بالطبيب فأمسكت بيده وقالت وهي تعتدل جالسة
_ أنا بقيت كويسة شوية
صدقني مش مستاهلة دكتور لو كنت تعبانة أوي زي قبل ما تيجي كنت هخليك تكلمه
تفحص معالم وجهها لثواني ثم انزل الهاتف مستسلما ومد يده إلى وجنتها يملس عليها بحنو هامسا
_ طيب اتعشيتي ولا لسا
هزت رأسها بالإيجاب ثم لفت ذراعيها حول رقبته وقالت بدلال أنوثي
_ أنا آسفة عارفة إني ضايقتك كتير الأيام اللي فاتت مني وكنت غلطانة بس وعد كل اللي حصل ده مش هيتكرر تاني ووعد إني هرجع فريدتك وحبيبتك تاني وهعوضك عن فترة الخلافات اللي كانت