رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
وجهها بمهارة لتجيبه بتأكيد
_ أيوة زعلانة يهون عليها تسيب مامي وحدها في البيت كدا !
ردت هنا على أمها بوجه حزين لعبوس والدتها
_ خلاص مش تزعلي هنجبلك شيكولاته احنا وجايين
_ هتجبيلي قد إيه !
فتحت ذراعيها على أخرهم وقالت برقة
_ كتييييير أوي قد كدا مش صح يابابي
_ صح ياروح بابي تحبي نجبلك حاجة تاني ياماما واحنا جايين
_ لا
كفاية الشيكولاته
تفوهت به جلنار وهي شبه ضاحكة حتى قالت بتذكر وجدية
_ أكلتوا ولا لسا
ردت هنا مسرعة وحماس
_ لسا طنط ليلى راحت تجيب الأكل
هتفت جلنار باهتمام وحزم
_ خلاص ياجلنار أنا عارف كل ده أكيد متقلقيش كل حاجة زي الفل الحمدلله يلا سلام هقفل عشان ورايا كام حاجة عايز اخلصها
ثم وجه الهاتف على وجه صغيرته وهتف
_ يلا قولي باي لماما
دوى صوت رنين باب المنزل فور انتهائها من حديثها مع ابنتها وزوجها في الهاتف ضيقت عيناها باستغراب وظنته في باديء الأمر أنه حامد
فاتجهت نحو الباب وفتحت في وجه معالمه عادية تماما حتى رأت أبيها أمامها فتحولت لنظرات الدهشة الممتزجة بالاستياء
_ عاملة إيه يابنتي
جلنار بجفاء وصرامة
_ جاي ليه !! ياترى هتسلمني لمين المرة دي كمان !!
_ أنا عملت كدا لمصلحتك ياجلنار
صاحت به منفعلة
_ مصلحتي في إني أبعد عن عدنان وأطلق منه لكن إنت مش
شايف كدا عشان
طبعا مصلحتك إنت إني أفضل متجوزاه
هم بالاقتراب منها وهو يتمتم بتأثر وضيق
تقهقهرت للخلف حتى لا يلمسها ويقترب منها وقالت ضاحكة بسخرية
_ عايزني !! هو فعلا عايزني بس مش بيحبني عايزني عشان السبب اللي أنت أجبرتني اتجوزه عشانه
نشأت بصدق ونظرات مشتاقة لابنته
اطالت النظر إليه واحست بأنها ستضعف أمامه رغم كل ما فعله بها سيظل أبيها ولن تتمكن من حمل الضغينة والكره له في قلبها ولته ظهرها وقالت بقسۏة وصوت مبحوح
_ امشي يابابا لو سمحت مش عايزة اشوفك وياريت متجيش تاني كمان أنت بعتني من الأول وتخليت عني فمتحاولش تمثل قدامي دلوقتي مشاعر الأبوة اللي ممكن تكون مش حقيقية أساسا
تحرك خطوة نحوها حتى وقف خلفها مباشرة وبمجرد ما لمس كتفها بيده نفرت منه بتلقائية وقالت وهي تبتعد عنه أكثر
_ قولتلك امشي من فضلك
توقف بأرضه للحظات طويلة يحدق بها بأسى وعجز ووجه يائس حتى أصدر تنهيدة حارة واستدار مغادرا المنزل التفتت برأسها نحو الباب بعد رحيله وانهمرت على وجنتيها دموعها بحړقة وألم قلبها يؤلمها على كل شيء تريد مسامحته لكنها لا تستطيع نفسها الثائرة والمنكسرة لا تسمح لها بالصفاء وربما لن تصفو !
في مساء ذلك اليوم وداخل معرض آدم بعد رحيل جميع الزوار
انتهت جميع اللوحات المعروضة للبيع بالمعرض معادا واحدة كان يقف آدم أمامها يتأملها بسكون متذكرا محادثته مع تلك الفتاة جميع اللوحات تم بيعها معادا هذه اللوحة لا يذكر أن أحد توقف أمامها وأعجبته سواها رغم أنها لم تعجبها وسخرت منها لكنها الوحيدة التي توقفت أمامها رأتها لوحة متزاحمة ومعقدة ولم تخطأ حين ربطت اللوحة به هي تشبه تعقيدات نفسه المتداخلة والتي لا يجد لها تفسير فأخرج تلك المشاحنات التي تعصف بروحه في هذه اللوحة التي لم ينتبه لها أحدا سواها
انتشله من شروده صوت صديقه زياد الذي هتف بسعادة وعين تلمع بوميض النصر
_ مبروووك يافنان اللوح كلها اتباعت مفضلش غير اللوحة دي
_ مش هبيعها
رد زياد بتعجب
_ هي إيه دي اللي مش هتبيعها
تمتم آدم وهو معلق نظره على اللوحة
_ اللوحة دي
_ هتحتفظ بيها لنفسك يعني ولا إيه !
لوى آدم فمه ورد بإيجاب وهو يهز رأسه ببساطة
_ حاجة زي كدا
هتف زياد بمرح ضاحكا
_ مش مهم ياعم المهم هو نجاح المعرض مبروووك ياصاحبي
_ الله يبارك فيك
_ طيب أنا هسبقك واستناك برا بقى تمام
اماء له آدم بالموافقة وظل واقفا كما هو يتطلع للوحة بتمعن حتى مرت دقيقة أو أكثر تقريبا وهم بالاستدارة والانصراف لكنه لمح عقدا فضي اللون به فصوص بيضاء لامعة على طول العقد كله انحنى على الأرض والتقطته ينظر إليه بتدقيق ظنه في باديء الأمر أنه سقط من إحدى الفتيات الذين مروا من أمام اللوحة لكن عندما عصفت بذهنه صورتها تذكر أنه لمح برقبتها نفس هذا العقد كانت ترتديه ويظهر بوضوح حول رقبتها البيضاء بقى للحظات وهو يحدق بالعقد حتى تأكد أنه