الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق

انت في الصفحة 79 من 324 صفحات

موقع أيام نيوز


وجلس فوقه قم رفع كفه ماسحا على وجهه
متأففا بإرهاق وتعب لمح الطبيب يخرج من غرفة أخيه فتوقف وهرول مسرعا يلحق به قبل أن يرحل 
اوقف الطبيب وسأله باهتمام 
_ طمني يادكتور حالته تحسنت شوية ولا لسا زي ماهي 
لمس الطبيب نبرة القلق والارتعاد في صوت آدم فابتسم له وقال مربتا على كتفه بنبرة متفائلة 

_ للأسف لسا زي ماهي بس متقلقش إن شاء الله هيقوم بالسلامة ولغاية بكرا الصبح ممكن كل حاجة تتغير وحالته تتحسن ويفوق كمان 
تنهد آدم بأسى ورد في تمنى 
_ يارب متشكر جدا يادكتور
_ على إيه ده واجبي 
انصرف الطبيب وبقى آدم يقف بأرضه متسمرا في حزن ثم تحرك بقدماه نحو زجاج الغرفة ووقف أمامه من الخارج ينظر لأخيه المتسطح على الفراش امعن النظر به في قلب منفطر للحظات حتى خرجت همسة تحمل في طياتها الوعيد وكلها ڠضب 
_ أنا شاكك في حد وصدقني لو طلع هو السبب في الوضع اللي إنت فيه دلوقتي ده مش هرحمه
خرجت فريدة من الحمام وهي تجفف وجهها بمنشفة صغيرة فصك سمعها صوت رنين هاتفها تحركت باتجاهه والتقطته تنظر للشاشة وتقرأ اسم المتصل الذي كان مسجل باسم لميا تأففت بخنق ثم حركت اصبعها على شاشة الهاتف لتفتح الاتصال ورفعت الهاتف تضعه على أذنها تجيب بشيء من السخط 
_ خير 
نادر مبتسما بسخرية ونبرة لا تبشر بخير 
_ اخبار اللي لو حصله حاجة مش هترحميني عشانه إيه !! فاق ولا لسا 
ردت فريدة في استهزاء من سؤاله وبعصبية 
_ مهتم اوي يعني سيادتك مثلا تعرف وضعه إيه طيب يانادر عدنان حالته خطړة ودخل العناية المشددة ياترى إنت مرتاح كدا
ضحك ورد ببرود وفرحة داخلية 
_ جدا الحقيقة أنا اللي مش فاهمك هو مش انتي برضوا بتحبيني ومش بتحبيه امال ايه لزمة الخۏف ده كله عليه ولا بقى إنتي كنتي مفهماني غلط وبتحبي عدنان
أصدرت زفيرا حارا بنفاذ صبر وردت عليه باستياء 
_ هو الكلام ده وقته دلوقتي يانادر بقولك حالته خطړة وممكن ميقومش منها وإنت بتقولي بتحبيني وبتحبيه و 
قاطعها بخنق وصوت أجش 
_ خلاص خلينا نركز في الأهم دلوقتي جلنار عرفت إزاي 
_ معرفش كانت نقصاها هي دي كمان
لو مكتمناش نفسها هتفضحنا ووقتها عدنان هو اللي ھيقتلنا 
نادر بابتسامة شيطانية ونظرة لعوب لم تراها بسبب تحدثهم في الهاتف 
_ ده في حالة لو مكتمناش نفسها زي ما بتقولي 
فريدة متأفف بقرف وحنق 
_ اقفل يانادر أنا مش في وضع يسمح ليا بالتخطيط والكلام دلوقتي خالص لما افوق وعدنان كمان يطلع من العناية وحالته تتحسن نبقى نفكر هنعمل إيه في المصېبة اللي نزلت فوق راسنا دي
انهت الاتصال دون أن تنتظر رده حتى مما جعله ينزل الهاتف من على أذنه ويتطلع إليه بشيء من الدهشة مبتسما بازدراء ثم هدر بغل ينبع من صميمه 
_ عدنان ! أصلا حاډث زي ده المفروض كان يوصل المستشفى مېت لكن هو بسبع أرواح 
ثم سكت للحظة يفكر بشيء وسرعان ما اڼفجر ضاحكا وهو يهتف بتسلي لمجرد مرور الفكرة على ذهنه 
_ كنت ناوي اخلص منك ياديدي ياحبيبتي بنفسي بس هسيبك للي مش بيرحم بجد وهبقى ضړبت عصفورين بحجر واحد خلصت منك وعدنان الشافعي دخل السچن
ثم انحنى على كأس الڤودكا الموضوع فوق المنضدة الصغيرة وسكب منه في الكأس البيضاوي ورفع الكأس لفمه يرتشفه كله دفعة واحدة ويهتف مستكملا ضحكه الشيطاني 
_ مجرد التخيل باللي هيعمله فيكي لما يعرف بخېانتك بيشعرني بالنشوة ياديدي
في صباح اليوم التالي داخل منزل نشأت الرازي 
يمسك بفنجان القهوة الصباحي المعتاد جالسا في حديقة المنزل على
مقعد أمام طاولة بيضاء ودائرية مستمتعا بالأجواء الهادئة من حوله واللون الأخضر الذي يملأ نظره 
قطع عليه خلوته الصباحية اقتراب مساعده الخاص ووقوفه
أمامه مغمغما 
_ صباح الخير يانشأت بيه 
_ صباح النور ياصلاح خير ! 
أردف صلاح بنبرة جادة تحمل القليل من التعجب 
_ هو سيادتك متعرفش آخر الأخبار 
نشأت بحنق متأففا 
_ لا معرفش اتكلم علطول من غير مقدمات في
إيه ! 
_ عدنان الشافعي عمل حاډث خطېر امبارح وهو في العناية المشددة دلوقتي 
كان فنجان القهوة في فمه يرتشف منه فأخرجه فورا وهو يبتلع القهوة التي في فمه بزعر ثم اسنده على الطاولة في قوة وهتف پصدمة 
_ حاډث !! وإزاي متقوليش من امبارح يابغل أنت ! 
صلاح معتذرا ببعض الاضطراب 
_ ياباشا أنا يدوب لسا عارف الخبر ده دلوقتي وأول ما عرفت جيت لسعاتك جري عشان اقولك 
نشأت بعصبية وهو يلوح بيده له في عڼف 
_ طيب خلاص خلاص قول كل اللي عرفته اخلص
_ عربية نقل خبطت في عربيته وحالته كانت صعبة أوي لما وصل المستشفى قبل العمليات وكمان اللي فهمته أن الحاډث ده مقصود والدليل أن آدم بيدور على سواق عربية النقل دي وقالب الدنيا عليه من إمبارح وبنت حضرتك هي والبنت الصغيرة حفيدتك قاعدين عند الحجة انتصار
توقف عند كلمة مقصود وعقله بدأ يعمل من لديه الغاية في التخلص منه حتى يدبر له حاډث كهذا
 

78  79  80 

انت في الصفحة 79 من 324 صفحات