رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
من الأساس نظر آدم لعدنان وهز رأسه له بمعنى فهمه جيدا ثم انحنى على أمه وهمس
_ ماما انتي مش خلاص اطمنتي على عدنان يلا عشان ارجعك البيت
نقلت أسمهان نظرها بين الجميع باستياء والقت نظرة أخيرة على عدنان الذي كان يقف ويتنهد بحنق وعدم حيلة ثم استدارت وسارت مع آدم الذي ربت على كتفه أخيه بلطف قبل أن يغادر
عدنان على جلنار التي تقف وتشيح بوجهها للجانب الآخر كانت عيناها دامعة وتخشي أن يراها فتحركت وسارت مسرعة للخارج لكنه قبض على ذراعها أثناء مرورها من جانبه وهمس بخفوت
_ حصل إيه
لاحت ابتسامتها الساخرة على شفتيها وردت دون أن تنظر له حتى لا يرى عيناها
_ زي ما سمعت مامتك
_ ولما هو ده اللي حصل فعلا بټعيطي ليه المفروض إن إنتي الغلطانة لو زي ما بتقول ماما
هتف بتلك الكلمات عن قصد حتى يستفزها ويجعلها تنظر لوجهه وتتحدث وبالفعل انفعلت ورمقته بڼارية هاتفة
_ بعيط عشان مچنونة ارتحت
_ أيوة كدا بصيلي الأول وبعدين ابقى قولي اللي حصل
_ وإنت سمعتها
هز رأسه بالنفي متمتما
_ أنا عايز اسمع منك إنتي
تأففت بقوة وهتفت مستاءة حتى تتخلص من الحاحه
_ قالت اللي كلنا عارفينه
_ واللي هو !
جلنار بعينان واهنة ونبرة عكس نظراتها تماما
_ إنك مش بتحبني ياعدنان
_ الفصل العشرون _
ثواني معدودة من الصمت القاټل هيمن عليها أهذا هو رده على ما قالته ! أن لا تزعج نفسها بكلمات والدته هي أساسا لا تهتم لما تقوله بل ما يزعجها أنها على حق !
جلنار بعدم فهم
_ يعني !!
عدنان
بتعجب
_ يعني إيه ! متزعليش ياجلنار وخلاص حصل خير
_ أنت مستفز أوي اقوله بتقولي إنك مش بتحبني وإني معنديش كرامة وإنك متجوزني عشان الأطفال وهو يرد يقولي متضايقيش نفسك هي بتحب تضايقك يابرودك !
هدر بهدوء تام وبعينان ثاقبة تترقب ردها
_ إنتي عايزاني اقول إيه !
ضحكت باستنكار ثم مالت برأسها ناحيته
وهمست پألم مدفون في أعماقها
_ متقولش حاجة أنا ردك وصلني خلاص واثبتلي إنك مقولتهاش وقت ڠضب ولا حاجة زي ما بتقول فأنا أحب اقولك دلوقتي إني أنا كمان كنت ومازالت وهفضل مش بحبك ومش عايزاك هتفضل حاجة اتفرضت عليا ياعدنان ومستنية اليوم اللي اخلص فيه منها بفارغ الصبر عشان ارتاح
احتدمت نظرته ونبرته أصبحت أكثر خشونة وهو يرد عليها
_ وياترى بعد ما تخلصي مني بقى هتعملي إيه
ابتسمت بمكر وهمست بكلمات مدروسة تعرف أثرها جيدا لكنها لم تكترث وتفوهت بهم في وجهه بكل شجاعة
_ هتجوز واعيش حياتي هتجوز راجل بيحبني بجد ويستاهل أي حاجة اعملها عشانه راجل يعوضني عن اربع سنين من القهر والألم والحزن عشتهم مع واحد مستغل مش بيفكر غير في نفسه
سكتت للحظة تمعن النظر في معالم وجهه المخيفة فقد نجحت في تحقيق مبتغاها وتحولت نظراته من الهدوء إلى أخرى تضج بالڠضب وتشنجت عضلات وجهه برغم خۏفها البسيط من تحوله المرعب إلا أنها قررت إلقاء ورقتها الرابحة التي ستزيد اللعبة حماسا وستعلن الفائز في حرب تخوضها قطة شرسة أمام أسد جائع لا يرحم
استكملت حديثها بثقة أشد
_ راجل افتحله قلبي وأحبه بكل جوارحي مش
هاجت عواصفه وقد نجحت في إيقاظ الۏحش حيث كتم على فمها بكفه ودفعها حتى اصطدمت بمبرد المطبخ وانحنى عليها يهمس بتحذير مرعب وعينان ڼارية
_ كلمة تاني وصدقيني إنتي المسئولة عن اللي هيحصلك
أصدرت تأوها مكتوما من اصطدامها بالمبرد وحدقته بعيناها في ثبات مزيف فقد بدأ الأمر يخرج عن سيطرتها ابعدت كفه عن فمها وقالت بسخرية
_ إيه مالك متعصب كدا ليه أنت سألتني سؤال وأنا رديت بالحقيقة
عدنان بصوت غليظ وأنفاسه المشټعلة تلفح صفحة وجهها پعنف
_ ده في خيالك إنتي ولا يمكن يبقى حقيقة وقولتها قبل كدا وهقولها تاني إن مكنتيش ليا مش هتكوني لحد تاني فكرك إني هسمح لجنس مخلوق إنه يلمسك وأنا فيا الروح محدش يتجرأ يلمسك غيري
صړخت به في هسيتريا تلكمه بكفيها وتهتف بجملتها المشهورة في عدم وعي من فرط استيائها وحالة الانفعال العڼيف التي سيطرت عليها
_ إنت واحد مريض ياعدنان وأنا بكرهك
قبض على رسغيها بقوة يوقفها عن ضربه وينحنى عليها