الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية احببت العاصي بقلم ايه ناصر (كاملة)

انت في الصفحة 85 من 140 صفحات

موقع أيام نيوز


و حين أسودت معالم وجه بذكري آخري فبعد عودتهما تغير كل شيء أنشغلت عنه في العمل وأخوتها وكانه هو صفر علي شمال العدد معها وليس معها وحين يريد روئيها يذهب إليها ويبحث عنه داخل الأرض الفسيحة ليسرق معها الدقائق و الثواني المعدوده علي ظهر مطر أو يجلسان بين الأشجار وحين طلب منه أن يرحلان إلي القاهرة لكي يستطيع أن تبقي معه أكبر وقت ممكن كان ردها 

لأ يا عز مش هسافر على أي مكان 
نظر لها ثم قال بعقلانية غير معهوده 
عاصي أحنا هنسافر القاهرة أما هتعملي إيه لما نسافر فرنسا 
اتسعت عينيه وصدمة بشدة ثم قالت بسرعة 
إيه فرنسا 
أيون فرنسا 
مين قال أن هسافر فرنسا 
أنا اللي قولت 
وارد كان
الفصل التاسع والعشرين 
و الصاعقة هتفت بصوت مرتفع وهي تقف أمامه 
عز الدين أنا مش هسافر لأي مكان ده بيتي ودي أرضي وأخواتي هنا و انت أجوزتني علي كدة 
و بهدوء حذر وهو يعقد ما بين حاجبيه 
أقدر أفهم من كده أيه 
عز بجد أنا مقدرش أبعد عن هنا ولو انت عوز تسافر تشوف أهلك وتيجي دي حريتك 
نظر لها بنظرات قاسېة وقال 
يعني أنت عوز تبقي أنت في مكان وأنا في مكان 
هزة رأسها وهي تقول بصوت هادئ غير عابئة بنظراته الغاضبة 
عز أنا مش قصدي كده بلاش تفهم كلامي على مزاجك أنا بقولك مش هقدر أسافر هنا عالمي وأخواتي وكل شيء 
وهناك هيبقالك أنا 
وارتفع صوتها أكثر وأكثر وقالت 
مش هسافر مش عوز 
وقد حسمت أمرها أذا هي حرة و هو من الأحرار و بسرعة أتجهه إلي تلك الحقيبة التي يحملها علي ظهر و اتجه إلي دولاب ملابسه وأخذ بعض الأشياء بسرعة وهي تتابعه بنظرات متفحصة مضطربة قليلا ثم قالت 
أنت... أنت بتعمل إيه 
وما هي لحظات حتى انتها وحمل الحقيبة على ظهر وأجابها بثبات 
مسافر ..... أرضك شغلك أخواتك هنا وهناك أنا أختار والقرار ليك... سلام يا عاصي 
وابتعد عنها خارجا من تلك الغرفة بل من المنزل و للعجب من تلك الأرض برمتها وفي الطريق كان حزين فهي لأول مرة يشعر أنها تخلت عنه مع ابسط المواقف وتخلت عنه يا الله فبعهد عنه الآن والشعور الذي يشعر به من اصعب الأشياء التي ممكن أن تمر على الأنسان وعودة من حديد إلي الواقع فاعتدل في جلسته وتنهد بتعب شديد وهو يهتف بخفوت 
بتحسبني على غلطها هي أه يا عاصي أنت السبب في كل اللي وصلنه ليه 
شهر.... ثلاثون يوما وهو بالقاهرة يشتاق إليها وتشتاق إليه وكل منهم يمنعه ما يدعى بالكبرياء يقضي أوقاته مع أصدقائه القدمي و زاد عليهم عمرو عبث وسهر و سفر وهي بين أسرتها تزرع وتقلع و تهتم بمن حولها زوجته تبتعد عنه والأخرى تتقرب وتعتذر وتطلب السماح وتهتم وهو رجل والرجل لا يقبل الاهمال ولكن القدر هو القدر من أراد فك الڼزاع السيدة إيمان المرشدي مريضة و جميع الأطباء يجتمعون على رأي واحد فقط عددت أيام وستفارقهم راحله و الأغرب أنهم يحثوهم بالدعاء لها بالرحم هل يدعي لأمه لكي تفارقة و بالفعل عرف الجميع وبالطبع الزوجة الأصيلة هنا جاءت لتقف بجانب زوجها الحبيب وجدها بينهم لا يعرف متى جاءت وكيف تنظر له بنظرات حزينة ولكنه ردها إليها بقسۏة ولو تعلم فقط تعلم شعورة الآن لو تعلم فقط تعلم حاجته لها منذ علم بهذا النبأ لو تعلم فقط تعلم ماذا ينظرها من عقاپ لرحلت فقط ترحل و كل شيء بات مستحيل فهي الأمام أمامه وفي غرفته تنظر له وينظر لها 
نظر لها ببرود مصطنع فهو في تلك اللحظة يظهر ما يخفيه صدرة ويتجاهل هتاف قلبة ولكنه يجب أن يعاقبها فقال 
عوزاني أقولك إيه يعني ممممم إيه جابك ولا جية ليه يا عاصي 
عقدت بين حاجبيها وهي تنظر إلية بتعجب 
إيه جبني وجيه ليه مش عوزني أبقي جنبك في وقت زي ده 
ضحك ضحكة ساخرة وهو ينظر له ويردف پغضب منها 
أنا من شهر ماشفتكيش يا عاصي هتفرق أنك تكون جنبي ولا لأ روحي يا عاصي لمزرعتك وشغلك وروحي لخواتك وسبيني لوحدي 
نظرت له بحنان و بأسف وقالت والدموع تملأ عينيها في حين نظر إليها
هو بمزيد من الڠضب فهي تبكي ولكنه سمع صوته الحزين وشهقاتها المتقاطعة 
صدقني أنا عمري ما اقدر أبعد الشهر ده عدي عليا كأنه سنه بس بس أنا كان لازم اطمئن علي أخواتي والمزرعة
بعد سفرنا ومكنش ينفع أن 

84  85  86 

انت في الصفحة 85 من 140 صفحات