الأربعاء 11 ديسمبر 2024

رواية مزرعة الدموع بقلم مني سلامة (كاملة)

انت في الصفحة 17 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز

يكاد يقفز من مكانه من الخۏف وقدميه تصطك ببعضهما البعض جلس بجوار المأذون 
نظرت اليهم نهلة محدثه نفسها يصوت منخفض بكرة أحرقك زى ما حرقتنى يا مصطفى 
كانت باسمين في تلك اللحظة تشعر بأن ما يجرى حولها هو مجرد حلم حلم ستستيقظ منه بعد لحظات أغمضت عينيها قليلا ثم فتحتهما لكن نفس المشهد ونفس الوجوه الضاحكة كانت تشعر وكأن روحها تسحب منها شعرت وكأن الأصوات اختفت من حولها فلم يبقى الا صوت دقات قلبها الذى يكان يخرج من صدرها من قوة ضرباته لم تسمع الا كلمة واحدة 
قبلت زواجها
دخلت بيتها وهى تقدم رجلا وتؤخر الأخرى كانت تراه لأول مرة بعدما انتهت والدة مصطفى وأختها و سماح

من تنظيمه وترتيبه
دخلت ووقفت وسط الصالة وكأنها عابرة سبيل ضلت طريقها ولا تهتدى الى وجهتها أفاقت من شرودها على صوت باب الشقة الذى أغلقه مصطفى عليهما التفتت لتنظر اليه وقلبها يكاد يصم أذنيها من علو صوت دقاته ثم ابتسم مصطفى واقترب منها بخطوات بطيئه .
كان عمر يسير بسيارته مسرعا وهو لا يشعر بأولئك الجالسون معه فى السيارة كان عقله يدور ويدور بدون توقف كانت
نانسي تنظر اليه ولا تصدق أن كل شئ سينتهى فى لحظة أرادت التحدث اليه فى محاولة لمعرفة ما يدور داخل رأسه لعلها تنقذ شيئا نادته قائله 
عمر عمر 
لم ينتبه عمر لصوتها فمدت يدها لتلمس كفه الموضوع على مقود السيارة انتفض عمر وكأن حية لدغته ونظر اليها بعينين كادتا أن تخترقاها وعندئذ هتفت نادين التى كانت تجلس فى المقعد الخلفى 
عمر حاااااااسب حاااااااااااااااااااااااسب
نظر عمر أمامه فأعمته أضوار التريلا القادمة أمامه وما هى الا لحظات تعالت فيها أصوات الصړاخ ثم سكن كل شئ توقف سائق التريلا لينظر الى تلك السيارة التى أخذت تلف وتدور حتى انقلبت على أحد جانبيها ثم أعقب ذلك صمت رهيب 
لو كان بإمكاننا الاستماع الى دقات الأربعه قلوب الموجوده داخل السيارة لوجدنا قلبا واحدا أخذت خفقاته فى الخفوت شيئا فشيئا حتى 
بوم بوم بوم بوم بوم بوم .
اافصل السادس عشر 
Part 16
دخلت ياسمين بيتها وهى تقدم رجلا وتؤخر الأخرى .. كانت تراه لأول مرة بعدما انتهت والدة مصطفى وأختها و سماح من تنظيمه وترتيبه
دخلت ووقفت وسط الصاله وكأنها عابرة سبيل ضلت طريقها ولا تهتدى الى وجهتها .. أفاقت من شرودها على صوت باب الشقة الذى أغلقه مصطفى عليهما .. التفتت لتنظر اليه وقلبها يكاد يصم أذنيها من علو صوت دقاته .. ثم .. ابتسم مصطفى واقترب منها بخطوات بطيئه ...
عندما مد يده وأمسك ذراعها وأراد ضمھا اليه أوقفته بإشاره من يدها .. فقال متبرما 
ايه تانى مش خلاص .. اديكي بقيتي مراتي أهو .. 
أطرقت ياسمين برأسها وقالت بخجل 
مش هينفع
احتد مصطفى قائلا 
هو ايه ده اللى مش هينفع 
قالت ياسمين وهى مازالت مطرقه برأيها 
الحاډثة هى السبب
حاډثة ايه 
العربية اللى خبطتنى من اسبوعين .. هى السبب
ازدادت حدة مصطفى قالئلا
ايه اللى جاب القالعة جمب البحر
ازداد احمرار وجنتاها وجاهدت لتخرج صوتها قائله 
يعني أقصد أقول معاد الفرح اتأجل اسبوع عشان رجلى كانت فى الجبس
وايه علاقة ده بينا دلوقتى
ازداد ارتباكها قائله 
يعني المعاد الجديد .. مكنش مناسب بالنسبه ليا .. يعني .. يعني .. مش هينفع
قال مصطفى وقد ثارت ثائرته 
وأما هو المعاد الجديد مكنش مناسب لجنابك ما قولتيش كده ليه من الأول كنا غيرنا الزفت المعاد
قالت وقد تساقطت عبراتها على وجنتيها 
اتكسفت أقول لبابا
وموضوع مش هينفع ده .. هيستمر أد ايه 
6 أيام 
الله أكبر يعني الأجازة اضربت
تركها مصطفى وسط الصاله وتدخل يغير ملابسه وهو يبرطم ..
يارب .. يارب .. احميه يارب .. يارب احميه يارب
تفوهت كريمة بتلك العبارة هى جالسه بجوار زوجها أمام غرفة العمليات بالمستشفى .. ثم أكملت قائله 
ليه ابنى يحصله كده .. ليه يارب
قال زوجها الجالس بجوارها 
انتى مؤمنة يا كريمة حرام اللى بتقوليه ده
قالت باكيه 
عارفه بس ڠصب عنى قلبي محروق على ابنى أوى
طيب استغفرى ربنا وادعيله زى ما بدعيله بدل الكلام اللي يغضب ربنا ده
استغفر الله .. استغفر الله .. يارب ده ابنى الوحيد اللى مليش غيره .. يارب احميه يارب
ثم التفتت الى زوجها قائله 
نانسي و نادين كويسين 
تنهد بحسره قائلا 
ايوة انا لسه كنت عندهم من شويه كلها خدوش بسيطه .. لكن اللى تاعبنى مۏت والدها الله يرحمه
الله يرحمه ويغفرله ويتجاوز عن سيئاته .. طيب هما عاملين ايه دلوقتى 
سكت قليلا ثم قال 
ولا أى حاجه
يعني ايه ولا أى حاجه
مش عارف هما كده من الصدمة ولا ايه بالظبط .. بس مش باين عليهم أى تأثر
غريبة ازاى يعني دى جوزها .. ودى أبوها
مش عارفه .. أكيد لسه مفاقوش من الصدمة
عاود كريمة قلقها على ابنها الذى يرقد داخل حجرة العمليات وأخذت تستغفر ربها وتناجيه

الخارج حتى ولو شعرت بأنه غريب إلا أنه الآن زوجها ويجب عليها حسن التبعل له والطاعه .. ولو رآها بالحجاب لإزداد ڠضبا على ڠضب .. خرجت من غرفة النوم وتوجهت حيث يجلس مصطفى وقفت على استحياء أمام الباب ألقى عليها مصطفى نظرة ساخره على ما كانت ترتديه ثم أعاد نظره الى التلفاز مرة أخرى .. وقفت قليلا ثم قالت 
تحب تتعشي
قال پحده 
لا مش عايز زفت
تركته ودخلت غرفة النوم مرة أخرى وهى تشعر بأن هناك أيام بائسه تنتظرها فى بيت مصطفى
خرج الطبيب من غرفة العمليات فنهضت كريمة وزوجها بسرعه وتوجها اليه قالت كريمة بلهفه 
خير يا دكتور الله يباركلك طمنى على ابنى
طمأنها الطبيب قائلا 
لا اطمنى هو كويس الحمد لله 
قال والده 
يعتي مفيش فيه أى مشكلة
الحمد لله حاله أحسن من غيره كل المشكله ان أعصاب دراعه الشمال اتضررت بشكل جزئي بالإضافة للكسور اللى في دراعه .. يعني هيحتاج فترة من العلاج الطبيعي والحجامه عشان الأعصاب تنشط تانى .. بس اطمنوا ان شاء الله خير
قالت كريمة فى قلق 
يعني يا دكتور واثق انه هيكون كويس بالله عليك ما تخبي عليا
أنا هنا طبيب يا حجه وبصارح أهالى المرضى بحالتهم بالتفصيل مينفعش أخبى عليهم حاجه .. وزى ما قولت لحضرتك هو بس بعد الجبس ما يتفك هيحتاج فترة من العلاج الطبيعي عشان ايده ترجع زى ما كانت 
اد ايه هياخد الموضوع ده
حسب حالته وحسب استجابته .. منقدرش نحدد دلوقتى الا لما يفك الجبس ان شاء الله
وايده هتفضل فى الجبس أد ايه يا دكتور 
مش أقل من شهرين .. عن اذنكوا
غادر الطبيب .. فالفتت كريمة لزوجها قائله 
تفتكر الدكتور مخبي حاجه
انتى عايزه تقلقى نفسك وخلاص قالك انه لازم يكون صريح معانا وشرحلنا حالته بالظبط
الحمد لله اللهم لك الحمد
ثم استطردت قائله بقلق 
بس أنا خاېفه دراعه ميرجعش تانى زى الأول
احنا فين وبقينا فين يا كريمة قدر ولطف الحمد لله انها جت على أد كده 
فى هذه الأثناء خرج من غرفة العمليات ترولى محمولا عليه عمر فتوجهت اليه كريمة مسرعه وربتت بكفها على رأسه قائله 
عمر انت كويس .. رد عليا يا ابنى
قالت لها الممرضة 
هو دلوقتى فى البينج .. ان شاء الله شويه ويفوق
..أدخلوه الغرفة المخصصه له وجلست كريمة بجواره تمسك مصحفها وتتلو آيات من كتاب الله
نظرت نانسي الى الكدمات الى تعلو وجهها فى مرآة صغيره بيدها فى غرفتها بالمستشفى .. وقالت بعصبيه 
اټشوهت .. وشى اتشوه
نظرت لها نادين النائمة على الفراش ققائله 
انتى معندكيش ډم ابوكى ماټ يا نانسي
نظرت لها نانسي قائله 

كان طول الوقت اما مسافر واما فى الشغل .. ايه اللي يخليني أزعل انى فقدت حاجه أصلا مكنتش موجوده فى حياتي
حتى لو كده .. برده خلى عندك ډم شويه أهل خطيبك يقولوا ايه علينا
قالت نانسي بسخرية 
خطيبي .. هو بعد اللي أنا حكيتهولك و اللى حصل فى بيت المزرعة متوقعة ان عمر هيفضل خطيبي
قالت لها نادين بعصبيه 
ما انتى بنى أدمه غبيه .. لسه مفهمتيش عمر وعشان كده عماله تحطى نفسك فى مواقف غبيه زيك
اوووووف .. خلاص مفيش داعى للكلام ده .. خلاص الموضوع انتهى
نظرت لها نادين بغل قائله 
مش بقولك غبيه .. موضوع ايه اللي انتهى .. الأمور هترجع بينك وبني عمر زى الأول وأحسن
قال نانسي بسخرية 
ازاى ان شاء الله
ابتسمت ابتسامه خبيثة وقالت 
هقولك ازاى
دخل مصطفى الى غرفة النوم فأسرعت ياسمين الجالسه على طرف الفراش بالنهوض والتفتت وأولته ظهرها وأخذت تمسح عبراتها التى تساقطت على وجنتيها .. دخل مصطفى الفراش وتدثر بالغطاء وأغمض عينيه دون التفوه بكلمه
أخذت ياسمين مخده صغيره وغطاء من الدولاب وتوجهت الى غرفة المعيشة .. نامت على الاريكة وتدثرت بغطائها وأقد أخذت العبرات تتساقط على وجنتيها مرة أخرى
استيقظت فى اليوم التالى عندما شعرت بيد تهزها بقوة وبصوت مصطفى وهو يقول 
انتى يا مدام .. قومى عايزين نفطر
هبت ياسمين جالسه على الأريكة .. وأعادت خصلات شعرها الثائرة الى الخلف وأغمضت علينيها للحظات تحاول تذكر أين هى وماذا تفعل هنا 
يلا أنا جعان 
عادت ياسمين الى الواقع مرة أخرى .. فنهضت من على الأريكة وقال
صباح الخير .. حاضر هحضره دلوقتى
لم يرد مصطفى فأخذت غطائها ومخدتها ودخلت غرفة النوم وأعادت ترتيب السرير ثم توجهت الى الحمام وأخذت دش ساخن لعلها تشعر بالإرتياح .. أنهت حمامها ودخلت المطبخ تحضر الفطور لأول مرة فى هذا البيت الغريب .. نظرت الى مقتنياتها وأدواتها المطبخية وتذكرت كل قطعة فيه .. كان لكل قطعة بهجه خاصة .. تذكرت كيف كانت أمها ومنذ كانت ياسمين صغيره تشترى لها ولأختها أشياء لجهازهما .. كانت تفرح كلما

اشترت لها أمها شيئا جديدا وتسعد وهى تضيفه الى ذلك الصندوق الكبير الذى احتوى جهازها والتى كانت تضعه تحت سريرها .. تذكرت كم حلمت بإستخدام تلك الأشياء عندما تتزوج ويصبح لها بيت خاص بها وزوج محب ..وهنا اختف الإبتسامه من شفتيها .. نعم حصلت على البيت .. لكن أين هو الزوج المحب ! ..لم ترد لليأس أن يسيطر عليها وينغص عليها عيشها .. كانت تكره الفشل والاستسلام له .. عاهدت نفسها أن تبذل قصارى جهدها فى انجاح زواجها وبث الألفة والود داخل جدران هذا البيت .. شرعت تحضر طعام الفطور فى مرح والابتسامه تعلو شفتيها
تململ عمر فى فراشه فى غرفته بالمستشفى وفتح عينيه وأخذ يدور يعينه فيما حوله ويحاول تذكر ما حدث له .. نظر بجواره ليجد كرم وهو يغط بالنوم على كرسي مجاور لفراشه .. انتبه عمر ليده اليسرى والتى كانت موضوعه من الكف لبداية عظمة الكتف فى الجبيره .. نادى صديقه قائلا 
كرم .. كرم
استيقظ كرم ونهض ليتفحص صديقه بعينيه قائلا 
عمر حمدالله على السلامه .. انت كويس
قال عمر وهو حائرا 
أنا فين وايه اللى حصل 
انت مش فاكرة حاډثة امبارح
قال عمر بإندهاش 
حاډثة ايه 
صمت قليلا
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 85 صفحات