الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية مزرعة الدموع بقلم مني سلامة (كاملة)

انت في الصفحة 28 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز

هتوهى لان الطرق من هنا متداخله وشبه بعضها
قالت ياسمين بإباء 
كنت بتكلم فى الموبايل وعشان كده مركزتش لو مكنتش بتكلم كنت عرفت أرجع لوحدى
التقطت أذنا عمر نبرة التحدى فى صوتها فقال فى تحدى مماثل 
سواء كنتى مركزة أو مش مركزة المزرعة كبيرة وصعب حد غريب يمشى فيها لأول مرة وبدون دليل وميتهش 
صمتت وهى تحاول أن تكتم غيظها فأشار بيده على الطريق الذى جاء منه قائلا 
امشي من هنا على طول بدون ما تحودى هتلاقى مبنى السكن فى وشك على طول
مشيت خطوتين ثم

التفتت اليه قائله 
أحب أوضح لحضرتك حاجه مهمة
الټفت عمر بجسده ليواجهها وقد أولاها كامل انتباهه قال لها 
اتفضلى
قالت بحزم 
أنا جيت هنا بعد ما سماح أكدتلى ان المنفعة بينا هتكون متبادلة يعني شغل مقابل مرتب يعني اللى عايزه أقوله ان مفيش داعى ان الصحوبية والمجاملات يكون ليهم تأثير على وجودى هنا أنا هنا فى شغل وزيى زى أى حد بيشتغل فى المزرعة هنا بدون تمييز.
قالت ياسمين ذلك ولم تعطيه فرصه للرد و توجهت الى الطريق الذى أشار اليه.
الفصل الواحد والعشرين
Part 21
فى صباح اليوم التالى استيقظت ياسمين فجرأ انهت صلاتها وقرأت وردها وظلت تدعو الله عز وجل أن يوفقها ويصرف عنها كل سوء وفى الساعة السابعة ارتدت ملابسها وتجهزت للذهاب الى عملها الذى لا تعلم عنه شيئا حتى الآن كان معادها مع عمر
اتفضل
دخلت ياسمين لتجد عمر جالس على مكتبه يطالع الملفات أمامه رفع نظره اليها قائلا 
اتفضلى
دخلت وتركت باب المكتب مفتوحا حانت من عمر التفاته الى الباب المفتوح لكنه تجاهل الأمر ولم يعلق جلست ياسمين على المقعد أمامه وهى تنتظر ما سيقول عاد الى مطالعة الأوراق أمامه مرة أخر كانت ياسمين تشعر بتوتر شديد فهذه هي المرة الأولى التى تعمل فيها والتى تتعامل فيه مع رب عملها هذا فضلا عن أنها والى الآن لا تدرى ما هو عملها تحديدا أفاقت من شرودها لتنظر الى عمرالمنهمك فى مطالعة الأوراق أمامه انتظرته أن يتحدث دقيقة اثثنتين عشرة ربع ساعه لكنه بقى كما هو
صعدت الډماء الى رأسها وهبت واقفه ومشت لتغادر الغرفة عدها سمعت صوت عمر الهادر من خلفها قائلا 
استنى عندك
وقفت ياسمين مكانها دون أن تلتفت اليه قام من مكتبه ووقف مواجها لها وقال لها پحده 
راحه فين 
نظرت اليه پحده مماثله قائله 
مادمت حضرتك مشغول خلاص اجي وقت تانى
عقد عمر ذراعيه أمام صدره وقطب جبينه ونظر اليها قائلا 
أنا ما قولتلكيش تعالى وقت تانى
قالت بشئ من الڠضب 
آه قولتى اتفضلى وتجاهلت وجودى تماما وسبتنى أعده منتظرة ربع ساعه بدون ما تتكلم أكنك بتحاول تذلنى لكن المعاملة دى أنا مقبلهاش
قال عمر بإستغراب 
أحاول أذلك انتى ازاى تفكيرك وصل لكده
طيب فهمنى حضرتك الصح فضلت آعد تبص فى الورق وتكمل شغلك ولا أكنى موجودة
تفرس فيها قليلا ثم قال بهدوء 
المعاد اللى بينى وبين حضرتك الساعة 8 وحضرتك جيتي بدري ربع ساعة مكنش معقول أقولك روحى وتعالى كمان ربع ساعة قولتلك اتفضلى وكملت شغلى اللى كان فى ايدي لحد ما تيجي الساعة 8
شعرت ياسمين بالندم على تسرعها هو اذن لم يرد اذلالها أو التعامل معها بتعالى كما ظنت ندمت جدا على ما تفوهت به رفعت نظرها ل عمر لتجده ينظر اليها فى تحد أطرقت برأسها قليلا ثم رفعت نظرها قائله 
أنا آسفة فهمت الموضوع غلط
سر عمر بإعتذارها وقال فى نفسه هى اذن ليست فتاة متكبرة ترفض الإعتراف بالخطأ والإعتذار عنه نظر اليها لحظات ثم قال 
خلاص محصلش حاجه بس حاولى تتحكمى فى انفعالاتك أكتر من كده من امبارح وانتى بتتعاملى معايا پحده ملهاش مبرر
قالت ياسمين بحزم تغير مجرى الحديث 
الربع ساعه فاتت حضرتك مش هتوريني مكان شغلى 
ألتفت عمر وأسار الى الباب قائلا 
اتفضلى
سبقته ياسمين فى الخروج من المكتب سارا معا خارج المبنى حاولت ترك مسافة بينهما كانت تسير وهى واضعة كفيها فى جيب معطفها لتحاول تدفئتهما فهى تشعر بأن الډم هرب من أطرافها كانت مازلت متوترة لكنها تظاهرت بالتماسك سارا معا دون أن يتفوه احداهما بحرف واحد أخذها عمر الى الأقسام التى تربى فيها المواشي واقترب من أحد الرجال كان يرتدى البالطو الأبيض رجل فى العقد السادس من عمره تبدو عليه الوقار كان يقف أمام أحد

العمال ويعطى له بعض التعليمات اقترب منه عمر مناديا اياه قائلا 
دكتور حسن
الټفت الرجل الى عمر وابتسم وصرف العامل الذى كان يتحدث معه وأقبل على عمر قائلا 
صباح الخير يا باشمهندس ايه النور ده 
بادله عمر الابتسامه قائلا 
صباح النور يا دكتور أنا جيت أعرف الدكتورة الجديدة على المزرعة عشان تختار المكان اللى تحب تشتغل فيه 
نظر اليها الرجل وابتسم لها بحنو شعرت ياسمين بالإرتياح فهو يبدو عليه الإحترام والطيبه الټفت اليها الرجل قائلا بإبتسامه 
أهلا بيكي يا دكتورة منورة المزرعة
ابتسمت له قائله 
أهلا بحضرتك
ها قررتى تحبي تشتغلى فى ايه عمر قالى امبارح انك لو اخترتى قسم المواشي هتكونى تحت اشرافى ان شاء الله لحد ما أخليكي أحسن من أحسن دكتور هنا وانتى أصلا باين عليكي ذكية وهتتعملى بسرعه
سعدت ياسمين لهذا الإطراء الذى أعطاها دفعة من الثقة بالنفس قالت له 
طبعا دى حاجه تشرفنى يا دكتور انى أكون تحت اشراف حضرتك وان شاء الله أكون تحت حسن ظنك
الټفت لها عمر قائلا 
تحبي تشوفى المعمل والاسطبل يمكن تغيري رأيك 
أسرعت ياسمين قائله 
لأ أنا هبدأ من هنا ده اذا مكنش عند حضرتك مانع
فكر عمر قائلا 
لأ معنديش مانع بس الشغل فى الزرايب هنا مرهق لكن معمل التحاليل 
قاطعته قائله 
أنا حبه أشتغل هنا
نظر لها عمر بقليل من الشك لكنه هز رأسه قائلا 
خلاص براحتك
كانت بالفعل قد شعرت بالإرتياح لهذا الرجل خاصة بأنه فى عمر والدها فوجدت أن العمل سيكون جيدا تحت اشرافه
الټفت عمر الى دكتور حسن قائلا 
خلاص يا دكتور حسن الدكتورة ياسمين هتكون معاك من النهاردة ان شاء الله بس خلى بالك زى ما فهمتك هى لسه مبتدأه
ضحك دكتور حسن قائلا 
متقلقش احنا مش بنعذب الدكاترة الجداد هنا بناخدهم واحدة واحدة الأول
الټفت عمر الى ياسمين مرة أخرى قائلا 
لو مرتحتيش فى الشغل هنا عرفيني
قالت ياسمين له بخجل وقد أطرقت برأسها 
شكرا تعبت حضرتك
انصرف عمر فطلب دكتور حسن من أحد العمال احضار بالطو الى ياسمين ارتدته وهى تشعر بالسعادة والتفائل وبدأت يومها الأول فى عملها كطبيبه
عاد عمر الى مكتبه ليجد أيمن فى انتظاره أحضر له بعض الأوراق التى تحتاج الى توقيعه أخذ عمر يراجعها عندما
سأله أيمن 
أخبار ياسمين ايه ابتدت شغل
قال عمر وهو ينظر الى الأوراق فى يده 
آه ابتدت شغل وشكلها هتتعبنى أوى
قال أيمن بدهشة 
ليه ايه اللى حصل 
رفع عمر رأسه ونظر الى أيمن قائلا 
واخده كل حاجه على أعصابها بتتعامل معايا پحده من امبارح بدون سبب
معلش يا عمر يعني راعى ظروفها أكيد الوضع مش مريح بالنسبة لها سايبه بيتها وجايه مكان غريب عشان تهرب من جوزها
بس أنا لا عملت ولا قولت حاجه تضايقها هى اللى بتفسر تصرفاتى غلط بتتعامل معايا وهى حاطه مناخيرها فى السما
صمت قليلا ثم قال 
وكمان هى غريبه أوى يعني توقعت بعد المعاملة اللى بتعاملهالى والرسم اللى بتترسمه ده انها تختار مكان زى المعمل تشتغل فيه او أضعف الايمان الاسطبل لكن تصور اختارت ايه 
ايه 
الزريبه
هز رأسه فى حيره قائله 
والله ما أنا فاهملها حاجه حسستنى وهى بتتكلم معايا أكنها برنسيسه وأنا أجرمت وحاولت أقلل من قدر سموها وبعدين ألاقيها تختار الشغل فى الزريبه
ضحك أيمن قائلا 
خلاص هى حره مش هى اللى اختارت 
قال عمر بتحدى 
أنا واثق انها يوم ولا اتنين ومش هتطيق الشغل هناك وهتجيلى تترجانى انها تشتغل فى مكان تانى وأنا أهو وانت أهو
طيب أسيبك بأه وأروح أكمل شغلى
هم بأن ينصرف لكنه الټفت الى عمر مرة أخرى قائلا 
صحيح انت معزوم النهاردة على الغدا
مين اللى عزمنى
ضحك أيمن قائلا 
أنا هيكون مين يعني هو فى حد هنا يعبرك ويعزمك غيري
ابتسم عمر قائلا 
وهتأكلنى ايه بأه يا سي أيمن 
هرش أيمن رأسه قائلا 
بصراحة معرفش بس سماح عاملة وليمة كبيرة عشان صحبتها 
قال له عمر باهتمام 
هى عازمة ياسمين 
اه ياسمين وأختها وأبوها فقولت أعزمك انت كمان أهو تريح معدتك من أكل المطاعم شويه
مش عايز أضايقكوا يا أيمن
تضايقنا مين يا عم أصلا هيبقى البنات أعدين مع بعض واحنا اعدين مع بعض هتيجي مفيهاش نقاش يلا أشوف شغلى بأه سلام
انتهى عمل ياسمين فى يومها الأول . كانت سعيدة بالعمل تحت اشراف دكتور حسن كان الرجل بحرا من العلم استفادت منه كثيرا حتى أنها أحضرت دفتر وقلم لتدون ما يقول كان الرجل لا يفتر عن الإدلاء بمعلوماته الطبية ونصائحه وطرق تعامله مع الحالات المختلفة أحبت كثيرا العمل معه كان سريعا نشيطا ولديه خبره كبيرة فى العمل وأحبت ياسمين

ذلك كثيرا بعدما انهت عملها كانت فى طريقها الى المبنى السكني عندما تلقت اتصالا من سماح 
ها خلصتى شغل
اه لسه مخلصة حالا
ايه اخبار الشغل فى المزرعة
قالت ياسمين بحماس 
ممتاز يا سماح قابلت هنا دكتور مش قادرة أقولك انسان محترم جدا وكمان شاطر جدا جدا ومش من النوع اللى بيبخل يديكي معلومة بالعكس طول اليوم مبطلش كلام عن الحالات بجد استفدت منه جدا
قالت سماح وقد سرها فرح وحماس صديقتها بالعمل فى المزرعة 
كويس أوى الحمد لله بما انك خلصتى بأه فجهزى نفسك انتى وريهام وعمو
قالت ياسمين بحرج 
تعبتك أنا عارفه
يا بنتى بطلى الهبل ده الله طول اليوم وأنا فرحانه ومش عارفه أعملكوا ايه ولا ايه
قالت ياسمين بإمتنان 
تسلمى يا سماح 
ثم استطردت قائئله 
انتى وحشانى جداا ومش مصدقه انى اخيرا هشوفك
انتى اللي وحشانى بجد يلا بسرعة بأه منتظراكوا اه ياسمين انتوا هتيجوا مع أيمن فى العربية
قالت ياسمين بحرج 
لأ يا سماح قوليلى العنوان واحنا هنيجي 
يا بنتى أصلا أيمن عندك فى المزرعة ايه اللى يخليكوا تتشحططوا فى المواصلات وكمان فى بلد غريبة يلا اخلصى جهزى نفسك وهو أما يخلص شغله هيتصل بيكوا
ذهب ياسمين الى غرفتها وأخذت دشا وارتدت ملابسها واستعدت هى و ريهام ووالدهما وعندما اتصل أيمن أعطت الهاتف لوالدها وأخبره أيمن أنه ينتظرهم أمام بوابة المزرعة ركب ثلاثتهم وانطلقوا الى بيت سماح تعانقت الصديقتان بشدة ودموع الفرح يبلل وجهيهما لكم اشتاقت الى سماح والسمر معها كان ياسمين فى قمة سعادتها فها هى أسرتها ملتفة حولها وصديقتها المقربة بجوارها كانت وجوه الجميع سعيدة ضاحكة فتساءلت ياسمين هل توجد سعاده أكتر من ذلك جميع من تحبهم ملتفون حولك يتسامرون ويضحكون كانت تشعر بسعادة فارقت قلبها مدة طويلة فى ذلك اليوم نسيت كل مشاكلها وأحزانها ولم تغادر الابتسامه شفتيها قط أثناء ما كانت تجهز الطعام مع سماح فى المطبخ سمعت جرس الباب فقالت سماح على
27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 85 صفحات