الأربعاء 11 ديسمبر 2024

رواية مزرعة الدموع بقلم مني سلامة (كاملة)

انت في الصفحة 66 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز

الهاتف وتوجهت الى الباب .. سمعت الطرقات مرة أخرى .. قالت بصوت مرتجف 
مين 
أتاها صوته 
افتحى يا ياسمين أنا عمر
شعرت بالخۏف .. ماذا لو كان مصطفى معه .. ماذا لو كان يهدده .. قالت بشك بصوت مضطرب 
انت لوحدك ولا مصطفى معاك 
صمت قليلا ثم أتاها صوته فى حنان 
متخفيش أنا لوحدى .. مصطفى مش موجود متخفيش
مازالت تشعر بالخۏف .. قالت له فى حيرة وألم 
طيب ما ممكن يكون مصطفى بيهددك بالسلاح دلوقتى عشان تقولى انه مش معاك وأفتح الباب وهو يدخل
طال صمته .. ثم أتاها صوته الدافئ وهو يقول 
لو فعلا ده حصل و مصطفى أو غيره هددنى عشان أديكي الأمان وتفتحى الباب .. فأنا أفضل انه يقتلنى ولا انه يطول شعره منك .. مش ممكن أسمح لحد انه يأذيكي يا ياسمين .. حتى لو فيها موتى أنا
شعرت بكلماته الصادقة تخترق قلبها وتستقر به .. فتحت الباب ببطء .. ابتسم ونظر اليها وعينيه تغمرانها بحنانه .. لكم تحب تلك العينين والرسائل التى ترسلانها اليها .. رسائل حب وعشق صامته ..
سألته بقلق 
لقيت مصطفى 
طمأنها قائلا 
متخفيش مش هو
قالت بإستغراب 
أمال مين
ده عامل شغال هنا فى المزرعة فضل يخبط على البوابة بس الغفير نام ومسمعوش .. فحاول يدخل من بين الأسلاك
أومأت ياسمين برأسها وشعرت بالحمق لأنها أزعجته بدون داعى .. تقدمت لتخرج فوجدت وقف أمام الباب ليمنع خروجها .. نظرت اليه بدهشه .. فنظر اليها بخبث قائلا 
تعملى ايه لو حبستك هنا 
شعرت بالخجل فخفضت بصرها وقالت 
لو سمحت عديني 
قال بمرح وعينا تلمعان بخبث 
لأ مش هعديكي .. وهحبسك هنا لحد ما تستسلمى تماما
وفجأة دخلت سيارة والده الى المزرعة .. اضطربت ياسمين بشدة ونظرت الى عمر بعتاب فلو كان سمح لها بالذهاب لما كانت ستتعرض لهذا الموقف .. ابتسم لها عمر وهو يراقب علامات الارتباك على وجهها .. نزل والده ووالدته من السيارة ليروا عمر واقف على باب المنزل من الخارج و ياسمين واقفة على الباب من الدخل ..شعرت بالخجل الشديد من هذا المأذق الذى وجدت نفسها فيه .. اقتربت كريمه منها قائله بإبتسامه 
ازيك يا ياسمين حمدالله على سلامتك يا حبيبتى
قالت ياسمين بتوتر 
الله يسلمك
تقدم والد عمر وسلم عليها هو الآخر .. كانت تتمنى أن تنشق الأرض وتبلعها أصحاب البيت واقفون على الباب من الخارج وهى تقف من الداخل .. لا تدرى كيف تشرح ما حدث .. أنقذها عمر قائلا 
ياسمين كانت بتتمشى واتخضت لما شافت راجل بيحاول يدخل من الأسلاك اللى جمب البوابة جتلى عشان أشوف مين اللى بيحاول يدخل ودخلتها البيت لحد ما أرجع
قالت له أمه بإهتمام 
وطلع مين 
عامل من اللى ساكنين فى سكن العمال .. الغفير كان نام ومسمعش خبطه على البوابه 
قال نور موجها حديثه الى ياسمين 
متخفيش يا ياسمين محدش يقدر يدخل المزرعة هنا .. أكيد طليقك هيخاف ييجى هنا
شعر عمر بالحنق عندما سمع لفظ طليقك .. كان يحاول

قدر الإمكان تناسى بأنها متزوجه من قبل .. لأن هذا الأمر .. يؤلمه أشد ألم .. أفسحت ياسمين الطريق ليمر والداه .. دخلوا الى المنزل .. حاولت الخروج فسد عمر الباب بجسده مرة أخرى وابتسم بخبث .. صاحت بضيق 
لو سمحت مينفعش كده .. كفايه اللى حصل .. لو
كنت خلتنى أمشى مكنش زمانى اتحطيت فى الموقف ده .. لو سمحت عديني
قال عمر بمرح دون أن يتخلى عن ابتسامته 
فعلا معاكى حق شكلنا بأه بايخ أوى .. وكمان أنا ليا سمعه لازم أحافظ عليها
اقترب برأسه منها ونظر فى عينيها قائلا
لازم تصلحى غلطتك وتتجوزيني
حاولت كتم ابتسامتها بصعوبة وقالت بجديه 
لو سمحت عديني
هتف وهو يتظاهر بالجديه 
وسمعتى اللى ضاعت على اديكي .. وأهلى اللى شافونى
واقف معاكى على عتبة بيتنا .. خلاص كده مفيش بنت هترضى تبص فى وشى .. لازم تتجوزيني وتسترى عليا يا ياسمين 
لاحت ابتسامه صغيره على شفتيها لكنها أخفتها سريعا وهتفت بجديه 
خليني أمشى يا إما هنادى لطنط كريمه وأقولها انك مش راضى تعديني
قال بتحدى 
نادى طنط كريمه بتاعتك وأنا أقولها على اللى عملتيه في العربية
قالت بدهشة 
انا .. عملت ايه 
نظر اليها بخبث وهو يقول 
كل ما أحاول أبعدك عنى .. تقوليلى لا يا عمر متسبنيش وفضلتى 
احمرت جنتاها بشدة وهتفت قائله 
والله ما حصل .. أنا معملتش كده
قال بتحدى 
لأ عملتى كدة و كرم شاهد كمان
صاحت بضيق 
بطل تهريج أنا معملتش كده .. صحيح أنا مش فاكرة اللى حصل بس أكيد معملتش اللى انت بتقوله ده
قال وهو يتظاهر بجديه 
بصى يا بنت الناس .. يا توعديني انك تصلحى غلطتك وتتجوزيني يا اما مش هطلعك من البيت وهجيب المأذن وأكتب عليكي بالعافية .. ها قولتلى ايه .. تختارى ايه 
قالت بجديه 
عديني لو سمحت
قال بتحدى 
خلاص انتى حرة انتى اللى اخترتى 
ثم هم بالدخول فإبتعدت .. كاد أن يغلق الباب فقالت بسرعة 
خلاص .. خرجنى
لمعت عيناه وابتسم قائلا 
يعني خلاص هتتجوزيني 
تحاشت النظر فى عينيه وتضرجت وجنتاها خجلا .. فحثها قائلا 
ها .. مش هفضل مستنى كده كتير .. هتتجوزيني 
ابتسمت دون أن تنظر اليه .. فنظر اليه بحب قائلا بهمس 
كفاية الإبتسامه الحلوة دى .. هعتبرها بدل كلمة موافقة
قالت بصوت خاڤت وهى لا تستطيع أن ترفع عينيها فى عينيه 
ممكن لو سمحت تعديني 
أومأ برأسه قائلا وعيناه تغوصان فى بحر عينيها 
فى اليوم التالى تحدث عمر ووالداه و كرم الى عبد الحميد واتفقوا جميعا على كتب كتاب الأختين بعد ثلاثة أيام فى نفس اليوم .. كانت سعادة الرجلين غامرة .. وكذلك الفتاتين .
الفصل السادس والثلاثون
Part 36
عمت أجواء البهجة فى المزرعة بعدما تم اعلان يوم كتب كتاب كل من عمر و كرم .. كان الجميع فرح لهذين الرجلين وهاتين الفتاتين .. فالجميع مشهود له الطيبة وحسن الخلق .. وان وجد داخل البعض مزيج من الغيرة والحسد .. فالكل يعلم ان الفتاتين تعملان فى المزرعة وأنهما من أسرة بسيطة .. ولا يميزهن جمال صارخ .. يخطف عقول الرجال .. فأثار ذلك بعض مشاعر الغيره والحسد لدى الفتيات العاملات بالمزرعة .. كانت ياسمين فى منتهى السعادة تعد مع أختها ومع كريمه و سماح ترتيبات هذا اليوم .. قرروا أن يتم الإحتفال بهذا اليوم فى المزرعة .. التى شهدت ميلاد حبهم .. كان عمر يكاد لا يصدق نفسه من فرط السعادة .. فهاهى أخيرا حبيبته ستصبح زوجته .. وكذلك كرم و ريهام كانا سعيدين للغاية .. قام نور بدعوة أخته ثريا وابنها علاء و ابتنها ايناس .. لكنها رفضت الحضور بعدما حدث فى آخر زيارة لها فى المزرعة .. فمازالت غاضبة من عمر لأنه وقف أمامها من أجل حبيبته وأهلها .. كان عمر يشعر بالإرتياح لعدم حضور عمته .. لأنه كان يخشى أن تفعل هى أو ابنتها ما يعكر

صفو هذا اليوم .. ذهبت الفتاتان مع كريمه و سماح لاختيار الفساتين لهذه المناسبه .. أما الرجلين فإهتما مع أيمن و نور و عبد الحميد .. بتنظيم كل شئ .. ليخرج اليوم فى أبهى صورة ..قرروا أن تكون الحفلة صغيرة
عائلية . على أن يعقبها العرس بفترة صغيرة ويكون احتفالا كبيرا فى القاهرة .. 
قالت ريهام ل ياسمين فى غرفتهما 
الحمد لله اطمنت ان
أنا وانتى هنعيش مع بعض في القاهرة .. كنت خاېفة كرم يقرر نعيش فى القاهرة و عمر يقرر انكوا تعيشوا هنا
ابتسمت ياسمين قائلا 
عمر قال ان مكاننا الأساسى هتكون فيلة أهله فى القاهرة .. بس ده ميمنعش اننا هنيجي هنا المزرعة وقت ما نحب .. بصراحة أنا بحب المكان ده أوى ومتعلقة بيه اوى .. أصلا مش عارفه ممكن أعيش ازاى فى مكان تانى غير هنا
ابتسمت ريهام قائله 
أما أنا بأه لازم أرجع لان خلاص امتحاناتى على الأبواب
ضحكت ياسمين قائلا 
حلو أوى يعني هتقضى شهر العسل فى المذاكرة والإمتحانات
قالت ريهام بمرح 
آه بس لازم كرم يعوضنى ونسافر زيك انتى و عمر .. صحيح ما قولتيش هتسافروا فين 
قالت ياسمين بسعادة 
مش عارفه مامته ما قالتليش .. قالتلى انه عملهالى مفاجأة
ان شاء الله تبقى أحلى مفاجأة
قالت ياسمين بشئ من الحزن 
صعبان عليا بابا هنسيبه هنا لوحده
نعمل ايه يا ياسمين هو اللى مش راضى يرجع معانا .. حب الشغل هنا والعيشة هنا وبأه له صحاب هنا .. ومش حابب يبعد عن المزرعة
طمأنتها ريهام قائله 
وبعدين زى ما انتى قولتى اكيد هتيجى هنا انتى وعمر .. وهنبقى نيجى معاكوا أنا و كرم
أومأت ياسمين برأسها قائله 
ان شاء الله
صفقت ريهام بمرح 
بصى بأه احنا مش عايزين نفكر فى أى حاجه تضايقنا .. عايزين نفكر فى الحفلة وبس .. وان بعد أقل من 3 أيام هبقى أنا مدام ريهام .. وانتى مدام ياسمين
قالت ياسمين بنبرة حزينه 
أنا أصلا مدام .. ولا نسيتي
ضحكت ريهام وقالت بخبث 
لا مش مدام .. أنا وانتى عارفين اللى فيها .. مش متخيله صدمة عمر لما يعرف .. أكيد هتبقى أحلى صډمه فى حياته
ابتسمت ياسمين بسعادة .. فأكملت ريهام 
الراجل هيتجنن عليكي وهو فاكر انك اتجوزتى .. أمال لو عرف انك بنت هيعمل ايه .. ياسمين خافى على نفسك يا أختى واوعى تقوليله الا بعد ما الفرح يخلص وتروحوا بيتكوا ويتقفل عليكوا الباب وإلا هتحصل حاجات مش لطيفة
ضحكت ياسمين بخجل قائله بمرح 
والله أنا خاېفة حتى أقوله بعد الفرح .. حسه ان رد فعله هيبقى مدمر
ضحكت ريهام قائله 
هو مدمر بس .. ربنا يستر يا بنتى .. أنا لو مكانك أكتب الكتاب وأقوله فنكتفى بهذا القدر
ازدادت ضحكات ياسمين قائله 
هو عمر ينفع معاه فلنكتفى بهذا القدر .. ده أنا خاېفه نكتب الكتاب ويقولى أنا لغيت الفرح يلا على شهر العسل
فى الصباح ذهبت ياسمين و ريهام مع كريمه فى السيارة لشراء بعض الأغراض .. وعند عودتهم توقفت السيارة أمام بيت المزرعة .. أصرت كريمة على الفتاتين الدخول معها والجلوس قليلا .. دخلت الفتاتين .. رأت ياسمين بيت المزرعة لأول مرة .. فالمرة السابقة كانت فى حالة خوف ولم تراه جيدا .. كان بيتا مريحا له طابع كلاسيكي .. ولكنه يتميز أيضا بالبساطه .. بعث فى نفسها الراحه .. وأحبته .. كما أحبت المزرعة .. رأت على أحد الجدران صورا معلقة لرجال ونساء .. تضايقت ياسمين قليلا فهى تعلم أن الملائكة لا تدخل بيتا به صورا .. وقفت أمام احدى الصورة .. كانت صورة لرجل له هيبه لا تخطئها العين .. كانت شاردة عندما اقتربت منها كريمه قائله 
ده والد زوجى .. جد عمر .. كانت روحه فى عمر .. هو اللى حببه فى المزرعة وفى الزراعة .. عشان كده عمر قرر انه يدخل كلية الزراعة
65  66  67 

انت في الصفحة 66 من 85 صفحات