رواية كاملة بقلم داليا سعيد
للمربية بتاعتها ودلوقتي بعد ما جوزتهولى برده سبتوها معايا هى زى ما كانت محتاجالى محتاجة لأب ولأم برده كنتوا بتسئلوا عليها كل فين وفين يدوب تعرفوا أخر الأخبار لو حد السبب فى مۏتها هو انتوا مش حد تانى الاهمال يعمل اكتر من كده
كانت تريد أن تشعر بأهتمام والدايها ولكن دون جدوى فهما مهملان لها لأقصى الدرجات تذكر وجهها قبل مجيئهم وقد كان يعلم جيدا انها تضحك له مجاملة وهى بداخلها حزن كبير تحدث إلى نفسه بصوت مرتفع قليلا
جلس على الفراش وهو يضع كلتا يديه على وجهه وهو يبكى بغزارة وهو يتذكر اللحظات الأخيرة التى كانت تلفظ بها أنفاسها الآخيرة وهو لا يستطيع أن يقدم لها شئ ٠٠
لم يستطع شوكت التحدث فقد جلس بجوار جسد شروق من الجهة الآخرى ثم قبل رأسها وهو يبكى حتى صړخت والداتها وقالت
ك٠٠ كانت جيالى النهاردة ٠٠ جتلى النهاردة وانا قعدت مع صاحبتى كانت عاوزة ت٠٠ تودعنى قبل ما ټموت يا شوكت و٠٠ وبدل ما اقعد معاها او استنى حضورها روحت خرجت مع اصحابى اللى بخرج معاهم كل يوم
يفيد بإيه الندم يا نجاة ٠٠ مفيش جنيه واحد من فلوسنا يقدر يرجع نفس واحد ليها ٠٠ انا عمرى ما كنت اتخيل ان هيجى يوم واحس الاحساس ده ٠٠ كنت بجمع ليها فلوس عشان يبقى معاها فلوس بعد ما احنا ڼموت ٠٠ ل٠٠ لكن احنا اللى ڼدفنها م٠٠ مش قادر اصدق
دلفت برنسيس غرفتها عندما استطعت أن تقف على قدميها أمسكت هاتفها ثم قامت بالأتصال على آسيا فكم تود أن تخبرها بكل ما حدث تود وأن تكون آسيا بجانبها الآن عندما سمعت إلى صوتها وهى تقول
اتاها صوت برنسيس وهى تبكى بغزارة وانفاسها المتقطعة
آ٠٠آسيا ا٠٠ ا٠٠
شعرت آسيا بالقلق من صوت أنفاس برنسيس فقالت لكى تحثها على الحديث
حصل ايه يا برنسيس فيه ايه !
ش٠٠ شروق شروق ماټت يا آسيا ا٠٠ انا مش مستوعبة ومش متخيلة و ٠٠
صمتت لم تكن تعلم ماذا أن تقول بينما آسيا كانت مصډومة لا تصدق ما سمعته للتو فهى كانت مقربة منها صحيح لم تكن بذلك القرب ولكنها كانت تحبها فهى بريئة وجميلة وتستطيع ان تسرق قلب من يراها وجدت نفسها تبكى دون أن تشعر لا تعرف ماذا عليها أن تقول او تفعل حتى فهى من أجل عملها ذاك لا تستطيع أن تودعها سقط الهاتف من يدها وجلست هى الأرضية بعد ان خارت قواها
بينما فى غرفة أنس لم ينعم بالنوم حتى اتته مكالمة من رأفت ليخبره بأنه قد تم الأستيلاء على البضاعة الخاصة ب مدحت الشريف فشعر هو بسعادة كبيرة كونه انتقم من ذلك ال مدحت الذى تسبب فى قتل رجله الثانى ناجى ٠٠
فى صباح اليوم التالى الذى لم ينعم به أحد من عائلة آل عزبى بالنوم وقف مراد ووالدايها وشقيقته برنسيس مع والدى شروق أمام المډفن الذى دفنت به شروق وهم يقرءون لها الفاتحة شعرت برنسيس بأنها ستسقط فقد كان بداخلها كثير فأمسكها والدها قبل ان تسقط واخذها لكى يرحلوا بعيدا بينما ظل مراد جالس أمام المډفن لم يستطع والديه أن يطلبا منهم أن يرحل معاهم نظرت ناهد إلى رفعت وقالت
خلى السواق يروحك انتى و برنسيس وانا هفضل جنبه
هزت ناهد رأسها بتفهم ثم انصرفت مع ابنتها بينما نظر رفعت إلى مراد بحزن شديد وجدأن يبكى دون صوت وهو ينظر إلى مډفن زوجته ٠٠
اضطرت آسيا أن تذهب للعمل فلم يكن عليها أن تفعل أى شئ سوى ذلك حاولت أن تتحدث مع مراد بالأمس ولكنه بالطبع لم يجيب على أى مكالمة لعنت نفسها وعملها الذى يجبرها أن تتجرد من مشاعرها تلك صحيح انها اصبحت لا تبالى بتلك المشاعر حب او غيره ولكن ذلك شقيقها وعليها أن لا تقف بجواره فماذا ستقول وبماذا ستبرر اختفائها جلست على مكتبها وعينيها حمروتان بشدة تتابع العمل الذى أمامها ولكن عقلها وقلبها فى مكان آخر يريد ان يطمئن على شقيقها أو تعرف فى ماذا يفكر أن تقف بجواره أن تهون عليه ما يشعر ظلت تكتم ذلك الحزن الدفين بداخلها دون أن تتحدث تعمل فقط وتطالع الأوراق التى أمامها ٠٠
دلف يونس كالعادة إلى مكتبها كى يشاكسها فقد اشتاق لها منذ الأمس نظر لها وجدها