رواية همسات حزينة بقلم روللا هاني (كاملة)
انت في الصفحة 1 من 15 صفحات
الفصل الأول
إية يا همسة إنت هتعيطي زي العيال الصغيرة هتخليهم فاكرين إنك ضعيفة.
ظلت هكذا تتفحص ملامحهم المخيفة و لم تستطع وقتها السيطرة علي عبراتها التي هبطت بلا
إنطلق ذلك السائق للشارع الذي كان بالجهة اليسري فجحظت هي عيناها بوجل فقد كان ذلك الشارع شبه مهجور و مظلم هي حتي لم تستطع رؤية أي شئ من فرط الظلام الذي عم المكان.
هي من سيره به بدون صعوبة و فجأة أصبحت الرؤية لديها شبه واضحة خاصة عندما ظهر ذلك المصباح الصغير الذي أنار جزء من المكان ظل قابضا علي معصمها بقوة هكذا ثم وضع كفه بداخل جيبه ليخرج ذلك المفتاح منه ثم وضعه بمكانه بذلك الباب الذي وقفا أمامه ليديره ببطئ و هو يفتح الباب بينما هي تحاول إزالة تلك القماشة من علي فمها و بالفعل إستطاعت و
إلحقي يا معلمة عندنا همسة جديدة.
إستدارت هي للخلف سريعا لتجد تلك الفتاة ذات الملابس القصيرة الڤاضحة التي تكشف أكثر مما تستر تتابعها بعسليتيها و هي تتخصر بصورة مستفزة فحاولت همسة تجاهلها و هي تتجه ناحية الباب لتطرق عليه لعل أحد ما يسمعها و لكنها توقفت عندما إستمعت لصوت تلك المرأة من خلفها و هي تهتف بنبرة غليظة
متتعبيش نفسك يا همسة رقم حداشر.
إستدارت للخلف لتعقد حاجبيها بذهول و هي تتابع تلك المرأة ذات الجسد الممتلئ بعض الشئ بتلك الملابس التي تشبه ملابس تلك الفتاة التي كانت تتحدث منذ قليل و بتلك اللحظة إزدادت دهشتها عندما وجدت الكثير من الفتايات تخرج من تلك الغرف التي كانت بالمكان بملابس منها المحتشمة و منها الڤاضحة التي تكشف أكثر مما تستر إزدردت همسة ريقها بصعوبة قبل أن تهمس بتساؤل
إقتربت منها تلك المرأة لتربت علي كتفها ببعض من الحدة و هي تقول
متشغليش بالك إنت كدة كدة مطولة هنا يعني هنحكي كتير أوي.
لوت همسة بنفور قبل أن تصرخ بإهتياج لم تستطع السيطرة عليه
ردت وقتها تلك المرأة قائلة بنبرة شبه هادئة
قوليلي بقي إنت إسمك إية
همسة إسمي همسة إية المشكلة
تغيرت تعابير وجهها لتتسائل بعدها بنبرة شبه خاڤتة
همسة إية
هنترمي في الشارع يا معلمة.
إزدردت تلك المرأة ريقها بإرتباك لتتراجع بخطواتها للخلف و هي تهمس بنبرة مرتجفة
شوفوها عايزة إية و إعملهولها لغاية ما أشوف أنا هعمل إية.
أنا أبقي همسة رقم سبعة و إسمي الحقيقي سلسبيل تعالي معايا و أنا هفهمك
كل حاجة.
ردت وقتها تلك الفتاة بقلة حيلة و هي تهز كتفيها
هنعمل إية يعني يا مجد ما إنت عارفة إحنا مش قد هيثم باشا.
و بتلك اللحظة تدخلت فتاة أخري قائلة پألم
مش هنسمح ب دة حتي لو كان الحل إننا نقتل البت دي.
قرري مع نفسك يا مجد إحنا مش سفاحين يا حبيبتي.
نظرت مجد لها شزرا لتصرخ بإحتدام و هي تدفع روزانا المذعورة بعيدا عنها
ما بلاش إنت تتكلمي عن السفاحين إنت ناسية حكايتك ولا إية يا بت
تخصرت مجد بإستهزاء و هي تهتف بإستفزاز
و إن معدتش هيحصل إية يعني!....اللي عندك إعمليه يا حبيبتي.
حاولت وقتها روزانا إيقاف ذلك الشجار بصياحها ب
إنت معايا في أي حاجة هعملها مش كدة
بتوتر و قد إختلجت عيناها پخوف بائن قبل أن تهمس بنبرة مهتزة وضحت موقفها الذي حاولت أن تخفيه أمام مجد
بس اللي إنت عايزة تعمليه دة المعلمة لو شمت خبر بيه مش هتسيبنا في حالنا و بعدين إحنا لسة مش عارفين إية اللي هيحصل مش يمكن هيثم باشا يسيبنا عايشين هنا زي الأول.
إزدردت روزانا ريقها بصعوبة ثم همست و هي تبتلع تلك الغصة المريرة لتمرر كفها الرقيق علي كتفها التي ألمها
أهو أحسن من قعدة الشارع.
زفرت مجد بحنق ثم دفعتها ناحية إحدي الغرف صائحة ب
إمشي يا بت غوري لأوضتك إنت اللي يتكلم معاكي تشليه.
فهميني بقي أنا فين....و إنتوا بتعملوا إية هنا
قالتها همسة ما إن دلفت لتلك الغرفة مع سلسبيل التي كانت ترمقها ببشاشة فردت