الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية وصمه ۏجع بقلم سهام العدل (كاملة)

انت في الصفحة 88 من 135 صفحات

موقع أيام نيوز


وجهه كل الطرق المؤدية إليها حتى والدها الذي كان يحثه ألا يتخلى عنها طلب منه أن يبتعد عنها فهي رافضة بشكل قطعي زواجه منها لا يعرف على من يلقى اللوم هل على أمه التي تصرفت بأنانية أم تتمنى لإبنها الأفضل ولا على سدن التي ضعفت مع أول عقبة في

طريقهما وابتعدت رافضة اقترابه كسرة القلب التي يشعر بها جعلته جسد سحبت منه الروح غير قادر على الإستمرارية في الحياة منعزلا في غرفته منذ أسبوع يعتذر عن أي عمل يعرض عليه يعيش فقط بين صورها التي التقطها لها من قبل ويحدث تلك الصور عن حزنه وما يعيشه دونها فقد ظن أن حلمه البعيد أخيرا سيتحقق ولكنه كان مخطئا تمنى لو لم يقابلها ويتعلق بها أكثر تمنى لو كان ظل يحب فتاة الإنترنت ذات النصف وجه لما ټعذب كالآن ولكنه الآن لا يملك سوى العڈاب في صمت.

الټفت من شروده على فتح باب غرفته فتفاجأ بدخول صغيرته ابنة أخته التي ما أن رأته حتى اندفعت نحوه بحب تناديه خالو حبيبي وحشتني أوي
رفعها يقول تمارا حبيبتي وحشتيني جيتي إمتى
رفعت وجهها له مبتسمة وهي مازالت بين أحضانه وقالت ببراءتها جيت مع بابي ومامي.
حينها دخلت أخته تقول بدلال هتاخدي حضڼ خالو كله لوحدك ياتمارا مفيش حبة حضڼ لمامي 
هو لم يرد عليها ولكن تمارا ابتسمت لأمها وخرجت من حضڼ خالها ونزلت أرضا فقالت أمها لها ممكن تطلعي مع تيته وجدو شوية عشان عايزة اتكلم مع خالو
ابتسمت لها ابنتها ثم نظرت لخالها وقالت مش هتأخر عليك عشان نلعب سوى
ابتسم لها هو الآخر وقال هستناكي 
ثم خرجت من الغرفة بينما جلست أمها على حافة الفراش الذي يجلس عليه أخيها ونظرت له وسألته بهدوء عامل إيه ياتميم 
رد عليها بتملل زي ما أنتي شايفة
نظرت له بحزن وقالت شايفاك مش كويس خالص مش تميم أخويا اللي كله حيوية وبهجة وقاعد مبهدل شعرك ودقنك عامل في نفسك ليه كده
نظر لها بعتاب ثم قال أنتي مش عارفة ياتغريد انا ليه كده أكيد عارفة كويس وماما مش هتخبي عنك حاجة
هربت بعينيها منه برهة ثم عادت تسأله ممكن أفهم أنت مبتردش على رسايلي ومكالماتي ليه 
نهض من فراشه وتركها ووقف بجوار نافذة غرفته موليا ظهره لها وقال بحزن لأني اټصدمت فيكي صدمة عمري أختي توأمي خدعتني ضحكت عليا غشتني 
استدارت ووقفت أمامه تقول بحدة أنا مخدعتكش ولا غشيتك أنا كنت خاېفة عليك كنت عاملة عشان مصلحتك 
بادلها هو الآخر نظرات أشد حدة وقال مصلحتي إنك تكسري قلبي مصعبتش عليكي للحظة وأنتي عارفة اد إيه أنا بحبها ومتعلق بيها للأسف أنتي وماما اتصرفتوا بمنتهى الأنانية ونسيتوا أن مش من حق حد فيكم يدخل في اختياري لشريكة حياتي 
لانت ملامحها قليلا وقالت ياحبيبي والله احنا بنحبك وقلبنا عليك
الټفت ليحجب عينيه التي امتلأت بالدموع عنها وقالت بصوت مخټنق متشكر ليكم ولحبكم اللي حرمني منها 
مسحت على ظهره بحنان وقالت انساها ياتميم انساها وربنا يعوضك باللي احسن منها وهي كمان ربنا يعوضها باللي يسعدها
التفتت لها وكانت دموعه قد تحررت من قيدها في عينيه وفتح قميصه كاشفا صدره وقال پقهر رجل ټحطم قلبه شيليها ياتغريد من قلبي وأنا انساها طلعيها لو تعرفي ثم رفع إصبعه لجانب جبهته وقال بنفس النبرة امحيها من عقلي خلي دماغى تبطل تفكير ليها لو تعرفي تعملي اكون ممنون لك بجد
أدمعت عيناها لما عليه أخيها وأخفضت بصرها بخجل وقلة حيلة فاستأنف قائلا تبقى متقوليش كلام سهل نطقه لكن مستحيل فعله 
تركته أخته وخرجت وتركته في حالة يرثي لها قابلتها أمها تسألها بفضول عملتي ايه يابنتي 
ردت عليها بحزن معملتش ياأمي أنا مكنتش اتخيل انه بيحبها بالشكل ده
قالت امها بخيبة يعني إيه يعني هيفضل قاعد كده مقهور من غير أكل ولا شرب ولا شغل ده كده ابني هيضيع مني
ردت عليها تغريد بشرود لا ياأمي مش هسيبه يضيع وأنا هرجعه لحياته من تاني
تجلس حاملة يزن وممسكة بيده تستمد منه الطمأنينة بعد كل تلك المشاعر المتضاربة التي تشعر بها لقد انتهى عقد قرانها على ياسر الذي أمتلك قلبها بهدوءه وحكمته ووقاره ودعمه الدائم لها لا تعلم هل تشعر
 

87  88  89 

انت في الصفحة 88 من 135 صفحات