الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن (كاملة)

انت في الصفحة 2 من 140 صفحات

موقع أيام نيوز

يستطيع استغلالها هكذا زفر بضيق وهو يحدث نفسه مرة أخرى غير الأخرى والأخرى السابقة
يا الله أنها أبشع الطرق لاسترداد الحق أليس هناك طريقة أخرى ما هذه التراهات التي أفكر بها ثانية فكل ذلك مر على تفكيري ولم أرى له حل قد ما ذنب تلك الفتاة في مخططهم ما ذنبها لماذا عليها أن تنقذ ابن عمها البرئ أيضا..
عاد بذاكرته لحديثه مع عمه سابت وشقيقه فاروق ووالدته نجية منذ أسبوع مضى 
وقف أمامهم والصدمة تعلو ملامحه من حديثهم الذي جعله يشعر بالدهشة
انتوا بتقولوا ايه دا جنان وأنا مستحيل اتجوز بالطريقة الهبله دي
صاح عمه سابت بحدة معتقدا أنه يستطيع السيطرة عليه هكذا برفع صوته وجعله يرى أنه الكبير
مفيش غيرك هيعملها يا يزيد ودي مش صعبة عليك يعني
نظر إلى عمه بحدة هو الآخر ثم تحدث صارخا به وهو يرى تلك النظرة بعينه
صعب ايه وسهل ايه اللي بتتكلم بيه دي أرواح ناس آه شايف النظرة اللي في عنيك بتقول وأنت يعني يا يزيد يهمك ايه ما أنت طول عمرك مش بيهمك حد.. بس دول ناس ملهاش ذنب في أي حاجه لا الشاب اللي بتهددوا بقټله ولا البنت اللي عايزين تجوزوهالي
وقف شقيقه الأكبر صارخا به لعله يرضخ للأمر ويفعل ما يريدون ليتحقق العدل بالنسبة لهم فقط
أنت هتعمل اللي بنقول عليه وأنت ساكت ومش هنسمعلك صوت دا حقنا.. حق أبوك وأبويا وحق مرات عمي وزاهر الله يرحمهم اللي ماتوا مقهورين بسبب اللي حصل
تقدم منه يزيد بعد أن فقد آخر ذرة هدوء داخله ليمسك به من تلابيب جلبابه الصعيدي
لو مش عاجبك اللي بقوله روح اتجوزها أنت
وهنا وقفت والدتهم نجية التي ترتسم على ملامح وجهها القسۏة كما عمهم بالضبط لتتحدث هي أيضا بحدة وهي تجذب يزيد ليبتعد عن شقيقه الذي لم يعتبره الأكبر منذ أن تزوج
مش عايز تتجوزها وترجع حق أبوك يا يزيد مش عايز تجيب حق ابن عمك اللي ماټ غدر ولا مرات عمك اللي ماټت من القهرة فين يزيد الراجحي ابني الراجل اللي قال إنه هيرجع كل حاجه راحت حتى لو بالمۏت كنك مكنتش راجل في كلمتك يا ابن نجية والطار اللي قولت هتاخده كان لعبة من ألاعيبك
أبتعد عنها وهو يتذكر تلك الأيام الذي مرت على عائلته قهرا ثم قهرا تلك الأيام الذي توعد بها أنه سوف يعود بحقهم مهما كلف الأمر هل كما تقول والدته أنه لم يكن رجلا بحديثه!
سيطرت القسۏة على ملامحه وهو يتذكر فراق والده وابن عمه قست ملامحه وهو يتذكر كل شيء مر عليهم بسبب عائلة طوبار وذلك الٹأر الذي بينهم والآن الخيار بين يديه إما أن ينهي الٹأر وقتل نفس بريئة بزواجه منها وهنا يعود حق الجميع إما أن يرفض ليفعلوا ما قالوا عليه وتضيع العائلة بأكملها..
استدار إليهم مرة أخرى ولكن وجهه لم يكن يحمل ملامحه السابقة وهو يدافع عنهم بل يحمل ملامح الاڼتقام والحقد والقسۏة ليقول بهدوء مخيف
موافق.. خليهم يشوفوا مين هو يزيد الراجحي اللي عاش نص عمره في قهر على أهله
سيطرت ملامح الفرحة على ثلاثتهم وبالأخص عمه سابت تهللت اساريره وكادت أن تخرج الفرحة لتتجسد أمامه من عينيه
ما هذه التراهات جميعا كيف لي أن أفكر هكذا عاد مرة أخرى للقسۏة عاد لحدته وعنفوانه وهو يحدث نفسه
هل قلت ما ذنبها وما ذنبي أنا وما ذنب أمي أن تعيش أرملة وما ذنب عمي أيضا ما ذنب الجميع عليها أن تتحمل كل ما سيحدث فلم يكن هناك سبب غير عائلتها فيما حدث لنا إذا لتتذوق براثن اليزيد وترى كيف تكن.
استمعت إلى طرقات على باب الغرفة لتستفيق من حالة اللاوعي التي وقعت بها بعد أن استيقظت من نومها منذ ساعات وهي تفكر بمستقبلها المجهول وقفت على قدميها متجهة إلى باب الغرفة لتفتحه بهدوء وجدت شقيقتها الكبرى تقف أمامها ويبدو أنها علمت ما حدث من والدها لتدلف إلى الداخل مغلقة الباب خلفها بهدوء بينما جلست مروة على الفراش مرة أخرى ناظرة للفراغ محتضنه الوسادة الخاصة بها
نظرت إليها شقيقتها ميار لترى أثر البكاء ظاهر بوجهها بوضوح عينيها المنتفخة بشدة وجنتيها الحمراء أنفها الأحمر من شدة البكاء جلست أمامها على الفراش القرفصاء تنظر إليها باهتمام ثم صاحت سائلة إياها باستغراب
ليه عملتي كده يا مروة!
نظرت إلى شقيقتها بذهول ولم تكن متوقعة منها هي بالأخص أن تسألها مثل هذا السؤال لتقف على قدميها بعد أن ألقت الوسادة بعيدا هاتفه بحدة
حتى أنت يا ميار بتقولي كده طب ما أنت عارفه كل حاجه عايزاني اسيب الطار اللي بيقولوا عليه ده ېموت تامر ويخلص على العيلتين.. ولا عايزاني أعمل إيه أنا مش فاهمه
وقفت ميار على قدميها لتواجهها وهي أيضا لا تدري حقا ماذا عليها أن تقول
أنا

عارفه شعورك والله بس لو كنت استنيتي شويه وحاولنا نلاقي حل كان ممكن يحصل
ابتسمت بمرارة وهي تجيب

انت في الصفحة 2 من 140 صفحات