الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق

انت في الصفحة 193 من 324 صفحات

موقع أيام نيوز


كمان قومي يا جلنار قومي هي مش هترتاح غير لما تجلطني البنت دي
انطلقت من بين شفتيها ضحكة عالية وأجابت على صغيرتها من بين ضحكها 
أيوة ياهنون ياحبيبتي 
نهضت من الفراش واتجهت نحو الباب لتفتح لابنتها التي استقبلت والدتها بوجه مشرقة وضحكة عريضة وبعدما عانقت أمها ركضت للداخل إلى أبيها تقفز إلى الفراش ثم عليه وهي تضحك بمرح فاستطاعت بعفويتها وروحها التي يعشقها أن تدخل السرور والبهجة لصدره وجعلته يضحك ويداعبها بحنو ! 

استقامت نادين من فراشها واقفة بعدما سمعت صوت
طرق الباب وسارت تجاهه بخطواتها الرقيقة حتى وصلت وامسكت بالمقبض تديره ثم تجذب الباب إليها فتقابل حاتم الذي كان يقف مستندا بكتفه على جانب الباب ويحدقها مبتسما باتساع توردت وجنتيها فور رؤيتها
له وهمست 
حاتم !! 
تلفت برأسه في الأرجاء حوله يتأكد من عدم وجود خالته ثم دفعها للداخل ودخل معها ليغلق الباب بقدمه ويهتف 
وحشتيني
!
انزوت نظرها عنه وقالت بخجل وتوتر حقيقي 
حاتم بليز أمشي هلأ إذا عرفت الخالة إنك هون راح تتعصب كتير 
حاتم بخنق ونفاذ صبر 
يانادين دي خالتي عاملة حظر تجوال علينا أنا من يوم كتب الكتاب مش عارف أتلم عليكي ولا اقعد معاكي دقيقتين على بعض امال لو مكنتيش مراتي !! 
نادين بتوسل وهي تضحك 
مشاني امشي وبوعدك إننا نضل مع بعض بس مش هلأ ما بيصير تضل باوضتي هيك امشي يلا بلا ولدنة 
ضيق عيناه بدهشة وهتف ببعض الغيظ 
ولدنة !! عشان عايز اقعد مع مراتي بقيت مولدن بقولك إيه متجننيش أنا على أخرى أساسا و 
كتمت بيدها على فمه فجأة في فزع عندما سمعت صوت فاطمة وهي تطرق على الباب هاتفة 
نادين ياحبيبتي إنتي لسا نايمة يابنتي !!
تطلعت لحاتم بعينان متسعة ومرتعدة بينما هو فابعد يدها عن فمها وهتف بصوت منخفض 
في إيه مالك اټفزعتي كدا !! 
وجدها تجذبه من ذراعه بسرعة وتركض به تجاه الخزانة تجره خلفها في ملامح مڤزوعة فقال هو بذهول 
بتعملي إيه !! 
فتحت باب الخزانة ودفعته للداخل هاتفة بتحذير 
اياك تطلع ياحاتم عم تسمعني وإلا والله ما بطلع فيك تاني وما بكلمك
حاتم بعصبية بسيطة 
إنتي عبيطة يابت !! ابعدي بلاش 
لم يكمل الكلمة ووجدها تغلق عليه باب الخزانة فضړب بقبضة يده على الباب وكان على وشك أن يفتحه ويخرج لكنه سمع صوت خالته بعد أن فتحت لها الباب فاضطر للبقاء مكانه وهو يلعن ويسب بكل شيء ويتأفف پغضب وغيظ يتوعد لنادين على فعلتها تلك وماهي إلا لحظات حتى سمع خطواتهم تبتعد عن الغرفة وقد غادرت مع فاطمة وتركته بمفرده وهو حبيس الخزانة !! 
داخل مقر شركة الشافعي 
انفتح الباب دون أي استآذان وظهرت من خلفه امرأة يافعة بجسد ممشوق وملابس جريئة تترك العنان لشعرها الكستنائي وتطلي وجهها بمساحيق الجمال المبالغ فيها وكانت خلفها تماما ليلى التي قالت باعتذار وخوف 
أنا آسفة يا عدنان بيه بس مقدرتش امنعها !! 
تطلع عدنان لتلك المرأة وابتسم ثم قال بهدوء 
خلاص ياليلى روحي إنتي 
هزت رأسها بالموافقة ثم استدارت وغادرت بينما الأخرى فاقتربت من عدنان وهي تضحك وتهتف بمداعبة 
كويس أنا كنت متوقعة إنك نسيتني 
عدنان ببساطة وابتسامة عذبة 
لا طبعا ودي تيجي شهر بحاله يابشمهندسة 
ضحكت وقالت بدلال وخبث دفين 
وحشتك مش كدا 
ابتسم بسخرية يتطلعها رافعا حاجبه ثم هتف 
اقعدي يا جميلة وقوليلي اخبار اجازتك إيه 
جميلة ضاحكة بمشاكسة 
طيب أجبر بخاطري حتى وقولي أيوة عموما كانت perfect مش هتتخيل انا كنت مبسوطة إزاي 
الحمدلله نرجع بقى للشغل من تاني وننسى فترة اللعب اللي فاتت 
إجابته برقة وابتسامة واسعة 
sure !!
ده أنا الشركة
ومكتبي وحشوني أوي هي البنت الي اسمها ليلى دي جديدة ولا إيه ! 
هز رأسه بالإيجاب فتابعت هي بتفهم 
امممم عشان كدا معرفتنيش 
ثم تابعت بحماس 
طنط أسمهان عاملة إيه 
حك عدنان ذقنه وقال بشيء من نفاذ الصبر 
جميلة إنتي
شهر واحد اللي غبتيه مش شايفة إنك مزوداها !
جميلة بضيق وعبوس 
الله في إيه ياعدنان وحشتوني وبطمن عليكم إنت دايما كدا بتقتل حماسي 
ضحك رغما عنه لكن هتف بحزم مزيف 
على مكتبك ياجميلة في شغل كتير قدامك يلا لأن حتى أنا مش فاضي 
استقامت واقفة وهي تزم شفتيها بغيظ وتجيبه بخنق 
اوامرك ياعدنان بيه معاملتك ليا زي الزفت ومش بزعل منك للأسف برضوا
أشار بعينيه تجاه الباب وهو يبتسم يحثها على الاختصار والمغادرة لتصدر هي تأففا مرتفعا پغضب وتستدير وتغادر بينما هو ففور خروجها تنهد مبتسما بعدم حيلة فلن تتغير أبدا ستظل جميلة كما هي في محاولاتها السخيفة التي تستفزه ! 
استر الليل ستائره وارتفع ضوء القمر في السماء لتظهر النجوم الساهرة بشكل جميل في لوحة من ابداع الخالق عز وجل 
كانت جلنار تقف بالمطبخ وتجلس على الرخام أمامها هنا التي تتابع أمها وتضحك معها ويمزحون بينما جلنار تقوم بتحضير كعكة شوكولاتة صغيرة 
رأت هنا أبيها الذي عاد للتو من الخارج وهو يدخل المطبخ فكادت أن تصيح بفرحة كعادتها لكنه رفع سبابته يكتم
على شفتيه كإشارة
لها حتى لا تتكلم فتسكت هي فورا وترفع كفيها لفمها تكتم ضحكتها الطفولية بصعوبة بينما هو فتسلل من خلف زوجته بخطوات حذرة حتى
 

192  193  194 

انت في الصفحة 193 من 324 صفحات