رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
للقيادة
بعد دقائق طويلة من القيادة بالسيارة لاحظت جلنار أنهم ليس بطريق المنزل فتساءلت بينها
وبين نفسها إلى أين يذهب بعد أن انتهوا من شراء جميع احتياجاتهم !!
سألته بتعجب
_ ده مش طريق البيت ياعدنان !
اردف باسما
_ عارف لسا هنروح على مكان الأول قبل ما نروح البيت
_ مكان إيه !
_ أول ما نوصل هتعرفي
توقفت السيارة أمام أحد متاجر الأزياء الفخمة والكبيرة نزل هو أولا من السيارة ونزلت هنا بعده أما جلنار فبقت مكانها تحدق بالمتجر من داخل السيارة في استغراب حتى وجدت باب مقعدها ينفتح ويقف هو أمامه يسير لها بعيناه أن تنزل فتنهدت وخرجت من السيارة لتقول له بصوت منخفض بعدما فهمت سبب مجيئهم لهنا
تمتم بدفء وعاطفة
_ عشان تعملي شوبينج يا رمانتي
اردفت بعناد
_ أنا عملت
عدنان بنظرة حازمة وصوت لا يقبل النقاش
_ يلا ياجلنار
تحركت وسارت معه مقتضبة بينما الصغيرة فقد أسرعت وتعلقت بيد أبيها تشبك كفها الصغير بكفه الضخم وتسير بجواره
جلب صاحب المتجر مقعد وثير لعدنان الذي جلس وجعل يتابعها وهي تقف مع العاملة بالمتجر وهي تعرض عليها أحدث صيحات الموضة من الملابس تارة تبدي أعجابها بشيء وتارة لا !
لفت نظره مجموعة متميزة من الأزياء العصرية فاقترب منهم وجعل يقلب بينهم بإعجاب وابتسامة واسعة خبيثة وحين ابعدت جلنار نظرها عن الفتاة التي تساعدها في عرض الأزياء المناسبة لها لمحته يقف أمام تلك مجموعة الأزياء فاعتذرت من الفتاة وابتعدت لتذهب له رمقها مبتسما وقال
كانوا جميعهم أزياء قصيرة ومتحررة بشكل فطالعته بذهول وقالت ساخرة
_ وهو إنت هتسمح إني البس حاجة زي
كدا
تمتم باسما بلؤم
_ اسمح بس في البيت طبعا عشان كدا هناخدهم
عقدت ذراعيها
أمام صدرها وقالت مبتسمة
_ بس أنا مش عاجبيني
أدرك أنها تعاند فقط حتى تزعجه فضحك وتابع بنظرات جريئة
مالت عليه قليلا وقالت بابتسامة عريضة ومشاكسة في عناد متصنع
_ مش هلبسهم
عدنان باسما بنظرات لعوب
_ نبقى نتكلم في الموضوع ده في البيت يارمانة
بعد وقت طويل قارب على الساعة من بقائهم وقد دخلت هي إلى غرفة خاصة بتبديل الملابس وكان هو يجلس بالخارج وتجلس فوق قدميه هنا التي تتحدث دون توقف مع أبيها وكان تارة يكتفي بالضحك وتارة أخرى يجيب عليها ليبادلها أطراف الحديث باهتمام وبين كل خمس دقائق والأخرى تخرج من غرفة تبديل الملابس مرتدية قطعة مختلفة لتأخذ رأيه بها وبإحدى المرات هيمن عليه الصمت وهو يتطلعها بتدقيق ثم قال برفض
_ تؤتؤ
عادت تلقي نظرة على نفسها بالمرآة بعدم اقتناع برفضه حتى سمعته يسأل هنا بملامح وجه منفرة ليتعمد إثارة غيظها بعدما رأى إعجابها بالثوب
_ مش حلو ياهنا صح ولا لا !
هزت رأسها مؤيدة لرأى أبيها وهتفت بطفولية
_ أيوة مش حلو يا مامي
فهمت محاولاته لإزعاجها فضمت شفتيها بسخط وقالت بعناد وغيظ حقيقي
_ بس أنا عاجبني وهاخده
وفور اختفائها بغرفة التبديل ضحك عليها بخفة
بعد انتهائهم خرجوا واتجهوا للسيارة لتصعد هنا بمقعدها الخلفي وجلنار بمقعدها المجاول له بينما هو فقد وضع الأكياس الجديدة بحقيبة السيارة وعاد لمقعده ليحرك محرك السيارة وينطلق بها عائدا للمنزل !!
بصباح اليوم التالي بشركة الشافعي تحديدا بمكتب عدنان
يجلس آدم فوق الأريكة الواسعة ويمسك بيده فنجان القهوة يرفعه لفمه ليرتشف منه ببطء ثم ينزله مجددا ثبت تركيزه بالأخير على أخيه الجالس بجواره وشارد الذهن فسأله بخنق
_ وبعدين في جميلة دي طالما إنت فاهم اللي فيها سايبها ليه !!!
استفاق من شروده على صوت أخيه وسؤاله ليبتسم ويقول بعدم اكتراث
_ مش في
دماغي أصلا أنا كنت سايبها بمزاجي بس
آدم متعجبا
_ بمزاجك !!
مال ثغره قليلا في ابتسامة مغرمة وقال
_ الصراحة بيني وبينك كانت عجباني غيرة جلنار عشان كدا كنت سايب جميلة
انطلقت ضحكة عالية من آدم ثم هتف من بين ضحكه بدهشة
_ للدرجادي
أجابه بابتسامة بدأت تتسع
_ أول مرة تغير عليا بالشكل ده مشوفتهاش في مرة بتغير عليا من وقت جوازنا وحتى لو حصل وحست بغيرة من أي واحدة عمرها ما كانت بتبين أبدا أو تقول عشان كدا كنت مستمتع بغيرتها من جميلة
تنهد آدم الصعداء بحزن على أخيه وغمغم برزانة
_ ياريتك كنت فوقت وأدركت الحب ده من زمان ياعدنان مكنش كل ده هيحصل
زفر بخنق وندم يحتاجه بقسۏة
_ للأسف اتأخرت أوي لغاية ما فوقت وحجات كتير ضيعتها
غمز له