رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
اعتقد إن دلوقتي تقدر نتكلم بهدوء وإنتي كمان أكيد هديتي
جلنار بصوت خاڤت دون أن تتطلع إليه
_ أنا بلغتك بقراري إمبارح
استقام واقفا ليقول بلهجة ساخطة
_ وأنا قولتلك لما تهدي نتكلم
وضعت عيناها بخاصته أخيرا لتقول بقوة وثبات متصنع
_ هنتكلم في إيه ياعدنان كل حاجة منتهية من زمان أوي أنا بس اللي قررت أخوض حرب أنا مش عارفة إذا كنت هطلع منها خسرانة زي كل مرة ولا لا
_ وطلعتي إيه خسرانة !!!
ردت بعينان دامعة
_ علاقتنا اللي خسړت صدقني احنا مش هينفع نكمل مع بعض ياعدنان أنا مش قادرة انسى وإنت مش هتقدر
هاجت عواصفه من فرط الغيظ فصاح بها منفعلا
_ مش هينفع ليه !! معقول عايزة تنهي كل حاجة بينا عشان مجرد كلام ملوش أي أساس من الصحة ومش صحيح
_ إنت لسا بتحبها ياعدنان ومش هتقدر تنساها ولو الزمن رجع بينا وخيروك بيني وبينها كنت هتختارها وأنا مش هقدر اكمل وأنا عارف إن لسا في مشاعر بقلبك ليها صدقني أنا تعبت ياعدنان من القلق والخۏف وعدم الاطمئنان عايزة اعيش حياتي في راحة بدون مشاكل توجع قلبي وترهقني نفسيا
حياتي وفي قلبي أنا بحبك إنتي والمشاكل دي كلها بسبب عدم ثقتك فيا إنك معندكيش استعداد تحاولي تثقي لذرة واحدة حتى
جلنار بصوت باكي وهي تجفل نظرها أرضا
_ الثقة صعب إنها ترجع بسهولة والثقة اللي بينا مهدومة من زمان
_ نبدأ من أول وجديد وكل اللي اتهد نبنيه من تاني ياجلنار ارجوكي بلاش تعاقبيني العقاپ القاسې ده
_ أنا مش بعاقبك ياعدنان ده القرار الصح اللي المفروض كان يتاخد ويتنفذ من زمان
تطلع بها بتدقيق لبرهة من الوقت قبل أن يسألها بحدة وضيق
سكتت ولم تجد ما تجيبه به إن أكدت سؤاله بنعم فحينها لن تتمكن من تحقيق رغبتها في الانفصال هي فاقدة الثقة به تقسم له أنها جاهدت ومازالت
تجاهد في الوثوق به ولكن بكل مرة تأتي الظروف والمواقف وتعود بها لنقطة الصفر من جديد حتى أدركت أن لا فائدة من الاستمرار بتلك العلاقة حتى لو كان يغلفها الحب فانعدام الثقة سيؤدي بالنهاية إلى فقدان الحب !!
_ مش عارفة جايز كانت مشاعر زائفة سببها تغيرك معايا في الفترة الأخيرة جايز تكون مكنتش حب على قد ماكانت سعادة بلحظات
بعيشها لأول مرة معاك
تنكر حقيقة حبها له لم تكن تعلم أن تلك الكلمات ستنطلق من فمها كالسهوم المسمۏمة لتستقر في يساره فتقتل ما تبقى منه حيا حيث بقى ساكنا دون حراك أو كلمة يطالعها مبتسما بعتاب وخزي قلبه ېنزف الډماء ألما يقسم لها أنه لم يعد يحتمل نفورها ورفضها الدائم له باتت تجرحه دون هوادة وبيوم وليلة تبدلت الأدوار ليصبح الظالم مظلوم والمظلوم ظالم ترفض عشقه وحبه المخلص والأبدي لأسباب تافهة ليست حقيقية تريد إرضاء غرورها على حساب عشقهم فقط لأن الماضي سيظل يلاحقهم !!
أخذ نفسا عميقا وأخرجه زفيرا حارا من صميمه ليجيبها بصوت مبحوح وعينان لامعة بالألم يجاهد في البقاء ثابتا لآخر لحظة
_ عايزك تعرفي حاجة واحدة بس قبل ما امشي مهما حصل ومهما هيحصل هفضل احبك هتفضلي
رمانتي وحبيبتي وأم بنتي وهفضل عايش في عڈاب الندم إني كنت السبب من البداية في اللي وصلنا ليه بالنهاية
انهي عبارته مع ابتسامة مريرة وموجوعة ثم مال عليها ولثم جبهتها بقبلة سريعة وعاشقة قبل أن يستقيم ويتجه إلى الباب ليرحل تماما ويتركها متسمرة بإرضها لا تفهم ولا تستوعب ما سمعته للتو منه هل هذا يعني استسلامه وموافقته على الفراق أم أن تلك الكلمات يضمر خلفها هدف آخر
لا إرديا انهمرت دموعها فوق وجنتيها غزيرة ومن بعدها بدأ صوت شهيقها يرتفع مصاحبا پبكاء حار لماذا تبكي وتحزن أنه نفذت مطلبها بالنهاية لا تدري
تشعر أن هناك قوتين كل واحدة تسحبها من جهة وباتت لا تعلم أين جهة تتبع تسمع لصوت قلبها أم عقلها الذي لا يتوقف عن تذكيرها بكل شيء بداية من زواجهم وحتى رؤيتها له وهو يدخل تلك الشقة مع زوجته كلمات جميلة مازالت تتردد بذهنها حتى الآن وحتى بذلك اليوم التي رأته فيه يأخذها معه بالسيارة وغادر بها واخبرها أن لديه عمل مهم مازالت تتذكره ! كل شيء من حولها يدفعها لطريق واحد وهو النهاية المحتومة بالانفصال ! لكن قلبها المسكين والعاجز لديه رأى آخر وماذا يفعل القلب حين يقف