رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
والدته
_ خلينا متفقين يا أسمهان هانم إن فريدة هي الاختيار الغلط لكن جلنار هي أكتر واحدة مناسبة لابنك وأنا وإنتي عارفين كويس أوي سبب كرهك ليها وده بيأكد ليا حاجة واحدة إنك لسا
لم تدعه
يستكمل بقية عبارته حيث هوت بكفها على وجنته وصاحت پغضب
_ اخرس إنت بتقول وبتفكر كدا أخص يا آدم أخص
_ أيوة ياعدنان
عدنان بحزم
_ فريدة موجودة في البيت ياماما
_ أيوة مرزوعة فوق
_ طيب عايزك تخلي عينك عليها في كل حاجة بتعملها سواء جوا البيت أو برا طول ما أنا مش موجود وأنا عارف إن إنتي مش هتتوصي في حاجة زي كدا
توقفت عن السير ولمعت عيناها بشرارة شيطانية ثم هتفت بمكر
_ هو حصل حاجة ولا إيه
عدنان بخشونة
أسمهان بغل وهي تتلفت برأسها للخلف حتى تتأكد من عدم وجودها بالجوار
_ حتى أنا حاسة إن في وراها حاجة متقلقش ياحبيبي هتفضل تحت عيني
ودعها وانهى الاتصال بينما هي فانزلت الهاتف من على أذنها وأخذت ټضرب به على كفها بخفة وهي تبتسم بخبث وتتمتم
انتظم الجميع فور معرفتهم وصول رب عملهم من كان يمسك
بيده شيء توقف بأرضه احتراما له حتى يعبر
والباقية جلسوا جميعهم أمام مكاتبهم الصغيرة ويتابعونه بعيناهم وهو يمر من أمامهم بهيئته وخطواته المربكة للأعصاب وبمجرد عبوره تنهد الجميع براحة وصل إلى غرفة مكتبه وقبل أن يدخل تحدثت السكرتيرة الخاصة به ليلي قائلة
عدنان بلهجة قوية وهو يفتح الباب ويدخل
_ الغي أي مواعيد مش فاضي اقابل حد النهارده
_ حاضر
دخل وأغلق الباب خلفه ثم نزع سترته عنه ووضعها على ظهر مقعده ثم جلس على المقعد وانحنى بجسده قليلا على الدرج السفلي من المكتب وفتحه وأخذ يبحث فيه عن أحد الملفات المهمة فلم يجده ! ضيق عيناه بحدة ثم اندفع يبحث في بقية الأدراج بشيء من بشائر الڠضب التي بدأت ترتفع لوجهه ولكن فجأة توقف عن البحث وهو ينظر على الدرج وعصفت بذهنه لحظة الأمس حين جلس على المقعد وأخرج من نفس الدرج إحدى الملفات ولم ينتبه أنه كان مفتوحا بسبب تعجله
_ ليلى
انتفضت ليلى في مقعدها بالخارج ووثبت واقفة بفزع على أثر صرخته الجهورية وفتحت الباب فورا فقابلت منه صرخته وهو عبارة عن لهيب من النيران
_ مين اللي دخل مكتبي وأنا مش موجود
ليلى پخوف ملحوظ
_ محدش يافندم دخل
عدنان بصوت مرتفع وصل لجميع آذان الموظفين بالخارج
_ محدش دخل إزاي يا أنسة في ملفات ناقصة من المكتب المفروض إن دي مسؤوليتك
_ والله يافندم مفيش أي
حد دخل مكتب حضرتك في غيابك
_ شوفيلي تسجيلات الكاميرات فورا وهاتيها ليا
اماءت له عدة مرات متتالية في خوف واندفعت للخارج مسرعة ممتثلة لأوامره بينما هو فظل يجوب بالغرفة إيابا وذهابا وهو بركان ثائر تفوح حممه البركانية على سطحه اختفاء ملفات كهذه ستكون خسائرها فادحة على امبراطورية الشافعي
توقفت بالسيارة أمام إحدى المنازل الضخمة ثم ترجلت منها وقالت محدثة السائق الخاص بها
_ استناني هنا
_ حاضر يا هانم
قادت خطواتها إلى الداخل بخطوات كلها ثقة وشراسة وهي تتطلع من خلف نظارتها الشمسية إلى المنزل حتى وصلت إلى الباب فطرقت عدة طرقات قوية على الباب وبعد لحظات معدودة فتح الباب وظهرت من خلفه خادمة في مقتبل العشرون من عمرها انزلت جزء من نظارتها وحدقتها بنظرة متفحصة وهي تبتسم بسخرية ومكر فقالت الفتاة برسمية
_ أيوة حضرتك عايزة مين
ردت عليها وهي لا تزال تطالعها بنفس النظرة
_ نشأت موجود
تعجبت الفتاة من نطقها لاسم رب عملها دون أي القاب كأنها تعرفه منذ
زمن ولكنها ردت عليها بخفوت
_ أيوة موجود اقوله مين
انزلت النظارة من على عيناها وهتفت في شموخ
_ أسمهان الشافعي
_ الفصل الثاني عشر _
منتظرة بغرفة المكتب الخاصة به لما يقارب ثلاث دقائق بالضبط جالسة على مقعد وثير بجانب المكتب واضعة ساق فوق الأخرى وبنظرها تتجول بين أرجاء الغرفة تتأمل أثاثها الكلاسيكي والرث بالنسبة لها حتى الوانها باهتة وتبعث طاقة سلبية في نفس الناظر إليها يبدو أن الزمن ترك آثاره حتى على المنزل فجعله كالقصور المتهالكة أو ربما هو ليس كالقصور المتهالكة هو بالفعل كذلك خالي من الروح والحياة منزل كئيب ومظلم يعطي انطباع من الخارج أنه مهجور ولا يسكنه بشړ !
قطع جلسة تأملها في جدارن وأثاث الغرفة دخوله عليها وهو يقول بابتسامة تحمل