رواية فردوس الشياطين بقلم مريم غريب (كاملة)
كده و رايح علي فين
نظر سفيان لها و قال مبتسما
رايح أخطب !
في منزل يارا ...
تلج ميرڤت إلي غرفة إبنتها راسمة تعابير البهجة علي وجهها كانت يارا تجلس أمام المرآة صوبت لأمها نظرات حانقة عندما شاهدت حالة الفرح التي تلفها
أشاحت عنها و هي تزفر بضيق لتمضي ميرڤت ناحيتها و هي تهتف
بنتي الحلوة كبرت و بقت عرووسة يا ناس . إيه حبيبة قلبي جهزتي نفسك .. و وضعت يدها علي كتفها
يارا و هي تنظر لإنعكاس أمها بالمرآة
إتزفت . يا رب تكونوا مرتاحين بس
ميرڤت مؤنبة و بعدين بقي يا يارا . إحنا مش إتفقنا هتبقي لطيفة مع الراجل
ميرڤت بجدية علي فكرة يابنتي الراجل ده لو ماكنش كويس ماكنش دخل البيت من بابه . أنا متمسكة بيه جدا و عشان مصلحتك بإذن الله الجوازة دي هتم يعني هتم
و هنا دق جرس الباب ...
هه . أكيد هو ! .. قالتها ميرڤت بحماسة و أكملت
عمك برا هيفتحله . أما أروح عشان أستقبله أنا كمان
خليكي إنتي هنا بقي لحد ما أجي أجيبك أنا
و ذهبت ..
لتتأفف يارا بكدر شديد و تقول
أستغفر الله .. مصېبة إيه دي يا رب راجل تنح و بآاااارد أووووي ..... !!!!!!!!
الفصل 16
حاوي
!
تخرج ميرڤت من غرفة إبنتها و تذهب لإستقبال الصهر المستقبلي راسمة علي وجهها تلك البسمة الواسعة
لكنها تجد شقيق زوجها سامي قد إهتم بأمر الضيف و أجلسه بالصالون ..
ولجت إليهما و هي تهتف بحفاوة شديدة
أهلا أهلا . أهلا و سهلا يا سفيان بيه نورتنا !
قام سفيان و هو يقول بصوته العميق
بنورك يا ميرڤت هانم .. و أمسك بيدها و إنحني ثم نظر لها و قال
أنا جاي في معادي بالظبط . أتمتي ماكنش أزعجتكم
ميرڤت بإبتسامة يا خبر إنت تزعجنا !
إستحالة طبعا يا باشا .. و نظرت إلي الهدايا و الأغراض التي أحضرها و قالت
سفيان ماتقوليش كده يا هانم ده من بعض ما عندكم . دي حاجات بسيطة جدا
ميرڤت بإمتنان عموما شكرا . كلك ذوق و الله .. طيب إتفضل أقعد بقى واقف ليه
جلس ثلاثتهم ليقول سامي بجدية
إنت شرفتنا و الله يا سفيان بيه . مجيتك غالية عندنا أوي
بس أنا كنت عايز أقولك حاجة قبل ما نجيب يارا تقعد معانا
مش وقته يا سامي ! .. قالتها ميرڤت بتوتر
سامي و هو ينظر لها
مش وقته إزاي يا ميرڤت لازم كل حاجة تبقي علي المكشوف ده جواز يا مرات أخويا
مافيش مشكلة يا أستاذ سامي .. قالها سفيان بثبات و أكمل بثقة
نظر سامي له و قال بلطف
إحنا يشرفنا نسبك طبعا يا سفيان بيه و كل الناس هيحسدونا علي العلاقة دي لو حصل نصيب . بس عشان يحصل نصيب و كلنا نبقي مبسوطين لازم العروسة تبقي مقتنعة و موافقة 100
سفيان بإبتسامة هي قالت إنها معترضة يعني !
مط سامي شفتاه و قال
مش بالظبط . هي قالت إنها هتقرر بعد المقابلة دي .. و أكمل بحرج
أصلها ماتأخذنيش يعني سمعت عنك إشاعات كده مخلياها قلقانة شوية
أومأ سفيان بتفهم و قال
تمام يا أستاذ سامي . أنا فهمت . ده كله حقها علي فكرة و أنا موافق علي كل إللي هي عايزاه . بس أوعدك إني مش هخرج من هنا إنهاردة إلا و أنا متفق علي كل حاجة
سامي بإبتسامة و الله ده شئ يسعدني جدا يا سفيان بيه .. ثم إلتفت إلي زوجة أخيه و أردف
من فضلك يا ميرڤت إدخلي نادي يارا !.
في ڤيلا آلداغر ...
ما زال سامح يجالس وفاء .. كان يستمع إلي حديثها بذهن شارد فكلمات سفيان عالقة بأذنيه حتي الآن
تري ماذا كان يقصد عندما سأله عن ماهية عمل والد يوسف
ذاك الولد الأرعن الذي قفز أمامه فجأة و ماذا يريد يريد ميرا .. ميرا التي هبطت علي أراضي الشرق لتربك توازن الجميع حتي سامح
الرجل الناضج ذو العقل الراجح و الذي يتقدم أبيها في العمر بعدة سنوات قليلة
ثمة أشياء كثيرة تمنعه عن الخوض في هذا الطريق الوعر أولهم علاقته بوفاء فهي لن تسمح له بالتخلي عنها هي مچنونة رغم كل شئ و بإمكانها قلب الموازيين بلحظة
لكنه لا يستطيع الإمساك بنفسه كلما حاول يفشل هناك شئ بداخله
يريدها و بقوة ... هذا شئ غير مقبول منطقيا و لكن هذا
حاله ..
سامح ! .. قالتها وفاء عندما لاحظت شروده الطويل
أفاق سامح ناظرا إليها
نعم يا وفاء !
وفاء و هي تنظر له بإستغراب
مالك يا حبيبي بتفكر في إيه
سامح أنا ! مش بفكر في حاجة .. بتسألي ليه
وفاء أصلي لاقيتك سرحت فجأة !!
إبتسم سامح بتظاهر و قال
مافيش حاجة يا حبيبتي . كنت بفكر في قضية كده . جاتلي من فترة مش عارف أقبلها و لا لأ
وفاء برقة طيب ما تقولي قضية إيه و أنا أساعدك يا حبيبي
سامح و هو يضحك
ده إللي ناقص يا وفاء . بالمرة تيجي تشتغلي معايا في المكتب
وفاء بحزن أخس عليك . يعني زهقان مني
ده إنتي الحب كله يا فيفي . قاعدة هنا بين ضلوعي و مربعة
توردت وفاء خجلا و قالت بحب
بمۏت فيك يا سمسم . ربنا يخليك ليا يا حياتي
في منزل يارا ...
تسير يارا مع أمها صوب الصالون و هي تحمل صينية المشروبات بين يديها كانت زينة وجهها الباذخة تزعجها للغاية
لولا إصرار أمها لما تبرجت بإصراف هكذا كل ما يحدث الآن رغما عنها .. فهي لا تطيق
هذا المچرم
يصيبها الړعب بمجرد النظر في عينيه و هو ببساطة أتيا ليطلب يدها !!!
مساء الخير ! .. قالتها يارا علي مضض حين شعرت بلكزة أمها في جنبها
ليرد كلا من سامي و سفيان معا
مساء النور
قام سفيان من مكانه عندما شاهدها تمشي صوبه بخطواتها الثابتة مدت الصينية نحوه و هي تقول بإبتسامة صفراء
إتفضل !
مد سفيان يده و أخذ كأس العصير المقدم له و قال بإبتسامة ملتوية
شكرا . تسلم إيدك
رمقته بنظرة إستخفاف و إنتقلت إلي عمها فقدمت له كأس أيضا ..
جلست في كرسي بجوار أمها ليتابع عمها الحديث فورا
يارا يابنتي .. سفيان بيه الداغر جاي إنهاردة عشان يطلب إيدك . أنا قولتله إن عندك شوية أسئلة له قبل ما تقولي قرارك النهائي و هو موافق و كان متفهم جدا . دلوقتي تقدري تتكلمي براحتك و هو هايجاوب علي أسئلتك
أنا عندي سؤال واحد بس . و مش هكرره . حضرته عارفه كويس لو عنده إجابة ياريت يقولها دلوقتي و إلا هو بردو عارف ردي
ميرڤت پغضب إيه يا بنت ما تتكلمي كويس مالك !
سبيها يا ميرڤت هانم .. قالها سفيان بلهجة فاترة و أردف مبتسما
سبيها علي راحتها .. أنا جاي أصلا عشان أجاوبك علي السؤال ده يا يارا .. بس ممكن تسيبونا علي إنفراد شوية من فضلكم !
تبادل سامي النظرات مع ميرڤت و في الأخير قال
ماشي . حقكوا بردو .. تعالي يا ميرڤت نقعد في البلكونة شوية لحد ما يخلصوا كلام
قامت ميرڤت مع سامي و أغلقت باب الصالون و هي تنظر لإبنتها بإبتسامة عريضة لترد يارا بتكشيرة غاضبة ..
إمتد الصمت للحظات ثم قطعه سفيان بصوته العذب
ها يا ست الكل .. إتكلمي و قولي كل إللي في نفسك . أنا سمعك !
نظرت له بإستنكار و قالت
إنت مصدق نفسك لأ بجد إيه البجاحة بتاعتك دي
إنت فاكر إن بمجيك هنا بتلوي دراعي مثلا !!
سفيان بهدوء تام
أنا عمري ما فكرت ألوي دراعك . و قولتهالك قبل كده . أنا بس حبيت أدخل البيوت من أبوابها
. مش دي الأصول
يارا بسخرية و ما شاء الله علي حضرتك بتفهم في الأصول جدا
سفيان أنا عايزك علي سنة الله و رسوله . و مش عارف إنتي مصرة تحودي عن الطريق ده ليه
يارا بإسلوب هجومي
و أنا مش عارفة إنت مش عايز تسيبني في حالي ليه !
سفيان بإبتسامة كل راجل مسيره يتجوز و يستقر مهما طالت بيه العذوبية . و كل راجل بردو بيفضل يدور علي شريكة حياته المناسبة . و أنا لاقيتك الأنسب ليا يا يارا
يارا بحدة بس ده ماكنش كلامك . إنت قولتلي إني هكون فترة في حياتك و بعدين غير ده كله .. أنا مش ناسية إنك مچرم و تاجر سلاح
حك سفيان ذقنه النامية قائلا
قطبت يارا و ردت
قصدك إيه عايز تقول إنك برئ
إزاي و إنت بنفسك إللي مأنكرتش ده !!
سفيان بتحد و كمان مأكدتش
يارا بعناد بس أنا مش متأكدة من كلامك . إيه إللي يجبرني أوافق علي حاجة مش مضمونة
إني بحبك و عايزك مثلا ! .. قالها سفيان بإبتسامته الجذابة لترتبك يارا و هي ترد
إنت بتحبني و ده حصل إمتي و إزاي إن شاء الله !!
سفيان بخبث لأ إمتي و إزاي دول مش هقولك عليهم إلا إما تبقي مراتي رسمي
كلماته ساحرة تصيب العقل بالدوار ..
هزت يارا رأسها و قالت بتوتر
إنت بتخدعني .. أنا مش قادرة أصدقك .
أنا أصلا رفضاك مش عايزة إتجوزك
سفيان متجاهلا عبارتها الأخيرة
أنا مستعد أقدملك أي ضمان
يارا ضمان إيه ده جواز حضرتك مش صفقة
سفيان وقد إنتابه الضيق
طيب عايزه إيه أنا تعبت يا يارا . إنتي تعبتيني جدا
يارا حلو . طالما تعبتك ريح نفسك و إبعد عني
مقدرش .. تمتم سفيان بإبتسامة جانبية و أكمل
إنتي عششتي جوايا . لدرجة إن قلبي مش مقتنع بوجود ستات في الدنيا غيرك .. يا إنتي يا بلاش يا يارا
نظرت له بعدم تصديق و قالت
إنت مش ممكن .. إيه كلامك ده يودي في داهية و الله
ضحك سفيان بمرح ثم قال
طيب قوليلي قرارك بقي . خلصيني من العڈاب ده بالله عليكي . و الله هتلاقيني شخص كويس بس إديني فرصة !
إنفرجت شفتاها و هي تحدجه بدهشة كبيرة .. و كأنه الحاوي الذي لا يخلو جرابه من المفاجآت و يجيد اللعب علي الحبال أيضا ...
غير معقول ...... !!!!!!!!!!!!
يتبع ...
17 18
إطلاق سراح !
كان سفيان أمامها ...
ينظر لها مبتسما
ينتظر منها أن تأتي إليه
هز رأسه يشجعها علي الإقتراب
لكنها أبت الذهاب ناحيته
نظرت خلفها لتجد نفسها علي حافة هاوية عميقة مظلمة
إزدادت حيرتها .. إنها لا تريده تخاف منه حد المۏت
بينما نفذ صبره و تلاشت إبتسامته
إزدادت دقات قلبها
تقدم صوبها بإصرار فصړخت و إلتفتت قافزة بقاع الهاوية الأسود ...
تصرخ يارا بقوة و هي تستيقظ من نومها