رواية غيوم ومطر بقلم داليا الكومي (كاملة)
من اول راجل بعتى نفسك ليه
الان اصبحت مخيفه فعلا ...نظراتها زائغه وصوتها يقطر المراره... تعرفي ايه انتى عن اول راجل في حياتى في حياتك الخياليه المثاليه لا يمكن تتخيلي ابدا انه كان دكتور عبد الستار استاذ التشريح ...طبعا مش مصدقه ان الراجل المحترم المهيب اللي كنا بنترعب من صوته شخص حقېر ...امشي يا فريده من ادامى ...مش عاوزه اشوفك في حياتى تانى ...انا باخد اقصى جرعه من مضادات الاكتئاب هاخد ايه بعد زيارتك
اكيد انها سړقت جوزها زى عادتها والمسكينه كانت جايه تواجهها بعملتها السودا ...
فاطمه ايضا جنت من زرعته بيديها ..ربما مواجهتها معها امس جعلتها تشعر بالقليل من الراحه وحققت جزء من انتقامها ..لا هى لا ترغب في الاڼتقام فما الفائده بعدما خسړت عمر ...فقط فاطمه تلقت عقابها العادل عن دنائتها..ربما لو اخبرته عن خطة فاطمه القذره التى فهمتها جيدا فلربما يسامحها ...لكن لتكون صادقه مع نفسها هما تطلقا من قبل السم الذي بخته في اذان عمر ...تطلقا لانها لم تحبه كما ينبغي ..كما يستحق..هى اعطت فاطمه السلاح الذي قټلتها به عندما اخبرتها عن ادق اسرار حياتها بحجة الفضفضه ...وفاطمه كانت استاذه في استخراج المعلومات منها وخصوصا تلك المتعلقه بعلاقتهما الزوجيه ..هى تعلم الان انها كانت مخطئه في ثقتها فيها ...هى كانت تظن طالما انها لاتحكى التفاصيل فذلك يجعلها
هو استمر بالتظاهر فقط حتى يمر فرح رشا بسلام ...انه يفكر في الجميع ما عداها فلو علموا ان الطلاق مسألة وقت فربما تتأثر رشا ووالدتها وهو لا يريد ذلك ..لاول مره منذ سنوات يجتمعون علي مائده واحده من بعد طلاقها وسفر عمر ثم سفر محمد
علي رجولها لذلك امرتها بلطف بدخول غرفتها .. ماما ارتاحى وانا هكمل خلاص ما فيش غير التسويه..انا هقوم باللازم..ثم جذبتها من يدها بلطف وارقدتها علي فراشها وشغلت لها مكيف الهواء واظلمت الغرفه كى ترتاح قليلا...
في طريق عودتها لا حظت ان رشا تهتم بالتنظيف اكثر من اي يوم وهى ترقص وتغنى ...ضحكت من قلبها وتمنت لها السعاده ...واكملت طريقها للاهتمام بطبيخها ...حالة النشاط ما زالت تنتاب رشا فبعد ان انهت التنظيف وعطرت المنزل اتجهت لتساعد فريده في المطبخ لكن فريده طردتها بلطف واخبرتها ان تذهب لغرفتها للاستعداد..انها تستمتع برؤية المحبين ومراقبتهم ... ان كانت لا تستطيع ان تكون سعيده اذن فلتحاول اسعاد من حولها ...عودة محمد اعادت البهجه الي المنزل واحمد كما هو دائما يحاول ان يرد الجميل للجميع ..يقدر جيدا النعمه التى هو فيها الان فكليته تعمل بكفاءة تامه
عمر اخيرا سقطت كل دفاعاته قال بنبره حانيه... اقولك حاجه ... انتى والعرق مغرق جسمك وشعرك من حرارة المطبخ وشكلك اشبه بالكتكوت الڠرقان احسن عندى مېت مره من شكلك وانتى خارجه من صالون تجميل ...في نظري كنتى دايما جميله ومش محتاجه اي تجميل وجمالك كان بيجننى كمان .. لكن دلوقتى انا حاسس انك حيه ..بنى ادم من لحم ودم بيساعد وبيتحر وبيتفاعل مع الناس.. بيجوع وبيعطش وبيهتم باللي بيحبهم مش لعبه بلاستك دايما الحركه عندها بحساب... فجأه امسك بيديها يتفحصهما... اكمل ... ايديكى الناعمه دى ممكن تسعد بمجرد لمسة طبطبه او مساج او حتى غدوه زى النهارده نظرة تقدير من عيونك لحد تعب عشانك كانت كافيه تعبر عن امتنانك.. في الوقت اللي انا جاي ومحتاج افتكر عيوبك عشان اقدر اكرهك الاقيكى بتحيرينى يا فريده
اجابته پألم ... عمر انا اتغيرت.. انسي فريده القديمه ادينى فرصه اثبتلك..
سألها وهو مازال.. حقيقي اتغيرتى يا فريده ..
اومئت برأسها
ولم تجر علي النطق...عمر الان يبدو اقرب الي الاستسلام لو فقط تخبره عن فاطمه ..في البدايه لم تكن تعلم التفاصيل لذلك اجلت مواجهته اما الان فهى تعلم ما حدث بقدر كافي لكشف الحقيقه ... عمر لو سمحت في موضوع حابه اتكلم معاك فيه ..او بمعنى اصح توضيح لازم ..كلامها قاطعته رشا بدخولها المتعجل ...وجهها اصبح بلون الطماطم الناضجه عندما شاهدت عمر يتمسك بيديها وهى تهمس له وهو منفصل عن الواقع ويحملق في عيونها بهيام...اقتحامها لخلوتهما جعل عمر يترك كفوفها مضطر و يقول بصوت هامس .. هنتكلم بعدين ...
اه من لوعة الحب والفراق ..ان كان اشتياقى اليك يوصف لكتبت حتى يجف حبر كل قلم علي وجه الارض...وان كنت قد نسيت حبى فدموع عيونى ستصنع بحرا جديدا يضاف الي خارطة الكون وسيكون
بعدما رن صوته الحانى في اذنها لا يهمها الان لا المكان ولا الزمان ... عمر يقاوم وهى تعلم جيدا انه الان ضعيف ربما اضعف منها لكنها هى المذنبه الوحيده ..هى قټلت حبا لم يكن له شبيه علي وجه الارض ..قټلته بغباء عادات وتقاليد باليه ..مظاهر خادعه تفرق علي اساس سطحى جدا لا يعتد به الا كل تافه ..هى كانت بتلك السطحيه بحيث هدمت منزل اساسه الحب بسبب فارق بسيط في التعليم ..ربما لو لم تكن فاطمه تزن عليها ليل نهار لكانت تقبلت الامر لكنها كانت علي اكمل استعداد لتلقي سمها ..واليوم هى مستعده لدفع المتبقي من عمرها لتري فقط نظره واحده من التى كان يغمرها بها ...ادارت قصيدتها المفضله علي جوالها وبدأت في البكاء ...من لحظات كان تنعم بسعاده لا مثيل لها لمجرد انه خاطبها بلهجه تحمل بعض الود وتمسك بيديها بدون ان يحاول اهانتها ...لكن يداه لمست نوف منذ ايام وستلمسها مجددا ومجددا ..هى لن تتحمل ابدا ..كلمات القصيده تعذبها ... ټقتلها ببطء ... يقول الناس يا عمري بأنك سوف تنساني وتنسى أنني يوما وهبتك نبض وجداني وتعشق موجة أخرى وتهجر دفء شطآني ويسقط كالمنى إسمي وسوف يتوه عنواني
ترى ستقول ياعمري بأنك كنت تهواني حبيبي.. كيف تنساني
فاروق جويده لكن رشا لا ذنب لها هى تريد ان لها ان تفرح وان تهنىء بعريسها... تحاملت علي نفسها وجففت دموع وجهها لكن لا توجد قوة علي وجه الارض الان تستطيع ان تجفف من دموع قلبها الملتاع ... ارتدت ملابسها وخرجت لتقديم الطعام فرشا عروس وتستحق ان تخدم وتدلل ....
علي طاولة الطعام ساد جو من الالفه فحتى عمر ابتلع مرارته كما وعدها ومنح رشا ساعات السعاده التى تستحقها بعيدا عن حربهما الدائره وعمر العريس الفخور اعلن بسعاده انه يحتاج الي قسيمة الزواج لانهاء اجراءات سفر رشا معه وتلقائيا عمر الرأس المدبر لكل امور العائله اعلن انه قد اعد العده وبناء علي اتفاق مسبق مع العريس قررا اقامة عقد القران في مسجد الهادى الفخم يوم الخميس القادم مع جلسه عائليه بسيطه في القاعة الملحقة به..رشا قفزت من السعاده ولم تكتم فرحتها ومحمد ونور تبادلا نظرات مفضوحه اما هى فنكست رأسها فلم يتبق من عمر سعادتها سوى ايام ... كعادته يهب الجميع السعاده ...خشت ان يتكرر ما حدث يوم زفاف اسيل فيعلن عمر الحفل المزدوج ويعقد قرانه هو الاخر ... انه يبحث عن سعادته الان وهذا حقه ولا تستطيع لومه ...لكن سعادتها هى اين ستجدها بعدما يتركها ويرحل...
تلكعت عند الباب في توديعه وهو يغادر مع الجميع ..لماذا لا يبقي قليلا فقط لتشبع منه الم يعدها انه سوف يستمع اليها ... وعمر نفسه كان مهزوز وعلي غير عادته ..كان يقاوم وهو يعلم انه علي وشك خسارة الحړب ....الم يقرر ان يطلقها لماذا لم يفعل .. لن يسمح لها بالتسلل تحت جلده مجددا ...لن يسمح ان يجعلها الهواء الذى يتنفسه والماء الذى يحى جفاف عروقه كما كان يفعل .... كرر ذلك مرارا لنفسه طوال فترة وجوده بعد الغذاء حتى مل وحتى قرر الانصراف بدون ان يستمع اليها انه لن يتركها تبرر ولن يفي بوعده ويستمع اليها ... وعلي الرغم من تحذيراته التى ظل يرددها لنفسه .... لكنه تراجع عن فكرة رحيله وعاد الي الداخل وقبض علي ذراعها برفق....قال بجفاف ... كنتى عاوزه تقوليلي ايه ... اعترف لنفسه انه خسر معركه لكنه لن يخسر الحړب ابدا فهى لا تستحق....
انها الدموع مجددا هى كل ما تملك لتقدمه له ...حاولت اخباره عن فاطمه وخستها ...ربما يكون عفاها من ظنونه بالخيانه لكن كيف ستزيل الكلمات رأيها المتدنى فيه والذي كان مترسخ في عقلها وقلبها وهو يعلم ذلك جيدا..وعندما ادركت انها انتهت من توضيح الامور ولم يهتز عمر او يتحرك هربت الي خصوصية غرفتها لتبكى پقهر ...املها الاخير تهدم علي جدار صلب
الي منزله مجددا وكأن شيئا لم يكن لماذا لا تريد ان تقتنع ان ذنبها اكبر من الاعتذار ..هى هدمت كرامة رجل ولن يسلمها هذا الرجل كرامته