رواية مرارة العشق بقلم دنيا دندن (كاملة)
رغم ذلك كانت تحاول مرارا وتكرار التقرب منه لعل قلبه يحين و يرأف بفؤاد طفلته التي ترغب فقط بعناق أبوي يشعرها بالدفيء والأمان زفرت الهواء بهدوء تخرج كل تلك الأفكار السلبية و اقتربت من حافة المسبح و نادته بصوت كله أمل أن يحسن إليها ولو مرة بابا
ما أن سمع ندائها حتى التف لها وحدق بها بضيق وقال عايزة إيه!
نضر لها بإستخفاف وقال بحدة لا روحي جنب أمك العوم للأولاد مش ليكي
عيونها المختلطة حدقت به بتحد وقالت بعناد عايدة أتعلم زي فارس
شعر بتمردها ورمقها بحدة مردفا أخوك راجل أنت بنت يالا أمشي من هنا
نضرة لأخيها پحقد وقالت بعد أن وجهت نظراتها الحادة إلى أبيها أي معنى بتحبه وأنا لا دا حتى خواف وأنا شجاعة عليه
كانت صابرة تقف بعيدا تستمع لحديتهم و فؤادها منكسرا من أجل ابنتها المحرومة من أبسط حقوقها وهي الأبوة التي رفض والدها إعطاءها ولو نضرة حنان تجبر بخاطر ابنته بل يجعلها فقط ترى نفوره و كرهه لها خرجت ونضرة بحزن لابنتها التي كانت تنظر إلى والدها بكره وڠضب ثم حملتها وربتت على ظهرها بحنان تواسيها حدق راسخ بضيق منها ومن ابنتها وأردف معنف اياها ربي بنتك
جلست منزعجة وقالت بتأفف بينما تلعب بقدميها راسخ بيكرهنا!
تألمت والدتها من حديثها إلا أنها أخفت مشاعرها وقالت لها بعتاب دا أبوكي
نضرة بحزن لابنتها و كادت أن تتكلم إلا أن صوت نداء باسمها جعلها تستقيم مغادرة للأسفل ابتسمت تلقائيا بعد أن لمحت يامن هو الذي يناديها نضر لها بحنان وقال أزيك يا صابرة
هزت رأسها وقالت الحمد لله وأنت
ابتسم وقال كويس طالما أنت كويسه
أتفضل ارتاح قالتها وأفسحت له الطريق للجلوس وجلست مقابله كاد أن يتكلم إلا أنه انتفض أثر صوت تلك المشاغبة
حدق بها منصدما وقال تعلمتي من فين الكلام دا!
من الشارع قالتها بتلقائية
ضحك بصوت عال على شقائها بينما فاجاه ابنه اللذي أخذها منه وقال لها بعد أن رفع حاجبه كبرتي يا غزال
قلبت عيونها بملل فأنزلها بحذر فقالت عايزاك تعلمني أعوم يا يوسف
تأففت بحنق من دالك الاسم الذي بات يناديها به كل ما رأها وقالت بضيق ليا اسم مش غزال
ضحك بخفة وأمسك بأنفها يجدبه مغيضا اياها وقال أعمل ايه عيونك شبه الغزال
مطت شفتيها واحتقن وجهها من سخريته رفعت قدمها ودهست قدمه اليمنى بقوة آلمته وقالت بضيق أنجز
حدق بها بعيون حادة من أفعالها المتهورة كاد أن يمسكها ليرفعها من قدمها إلا أن صوتها الحزين أوقفه راسخ ضړبني ثان عشان عايزة أتعلم أعوم زي ابنه
أغمضت والدتها عيونها پألم وكدلك نضر لها يامن بحزن الجميع بات يعلم أنه يعامل ابنته بنفور وكره
تغيرت ملامحه يوسف الحادة ونضر لها بحزن وحملها بهدوء للخارج أجلسها بجانب المسبح وجلس بجانبها عم الصمت للحظات قبل أن ينطق عمي هو أبوكي عيب تناديه باسمه
شعرت پاختناق تنفسها وتلألأت الدموع بعيونها وتحدثت بصوت حان حزين اسمه راسخ وهو يكرهني أنا وأمي وأنا بكرهه
تنهد بيأس من حالتها للحق هي لا تكدب أي شخص لديه أب مثل راسخ سوف يحقد عليه لكنه مهما حدت هو والدها بكل الأحوال ويجب عليها احترامه مما جعله يعاتبها بحنان مهما حصل هو أبوكي
إبتسمت تنضر للماء لوهلة وقالت بكسرة رغم صغر سنها كان نفسي بس بيكرهنا وبحب مراته وإبنه بكرة او بعده مراته تولد ثان بعدها يرميني أنا وأمي برة
أتسعت حدقيتها فاحتضنها بلطف وقبل رأسها وقال بكره يتغير ويحبك
نضرة له مبتسمة ونفت برأسها هي باتت تعرف الوضع ولا أحد يستطيع تغير فكرتها عن أبيها بعد أن عاشرته وعلمت مدى كرهه لها هي و والدتها أنا بالنسبة ليه مش موجودة حتى النضرة مش بكملها فيا لا أنا ولا أمي عشان أنا بنت صابرة مش مياسين بشوفوني زي الۏحش هو أنا بشعة
حدق بها لبرهة غير مصدق أن هذا الكلام يخرج على لسان طفلة عمرها اثني عشر سنه قبل رأسها بحنان قائلا بمواساة إنتي ملاك قمر قليلة في حقك وبعدين يا غزال في حد بعيون شبه دي يتقابل عنه مش حلو
ابتسمت تدس نفسها بأحضانه أكثر وقالت بعفوية تعرف إني بحبك أنت بتهتم بيابدل أبويا
هي لا تعلم أن ذلك الشاب يعشقها حد النخاع يعلم أنه أكبر منها لكن تعلقه بها مثل تعلق الطفل بوالدته كلامها العفوي الطفولي أكثر شيء جعله يتأكد أنها له وحقه لكن فقط سينتضر قليلا حتى تبلغ سن الرشد عندها لن يمنعه أحدا عنها ابتسم ناضرا لها بعشق قائل بود وأنا بحبك يا غزال
ابتسمت بسعادة سريعا ما تغيرت ملامح وجهها وصړخت بصوت عال بعد أن دفع بها إلى المسبح و وقعت به شهقت بقوة وقالت پغضب أنت مچنون
القى بنفسه اليها وقال بعد أن أمسك بها حتى لا ټغرق من يومي يا غزال مچنون بيكي تعالى أعلمك تعومي دا أنا حتى أحلى من أبوكي
نضرت له بضيق ثم ضړبته بيدها الصغيرة بقوة على بطنه ضحك على ردة فعلها وقال بهدوء بعد أن أمسك يدها يابنتي أنت كلك اثناشر سنة إتهدي
اشتعلت عيونها بروح التحدي بعد أن سخر من سنها رشته بالماء الموجود بالمسبح ضحكت على منظره بعد أن انتفض حدق بها بتحد محاول الامساك بها لكنها كانت تهرب منه ضل يلاعبها لعله ينسيها قليلا من وحدتها وحزنها ويعوضها عن حرمان حنان أبيها كانت والدتها تنظر لها عبر الحائط الزجاجي تبتسم وتحمد الله على سعادة ابنتها الحالية حدق بها يامن وقال مبتسما أنت كويسه يا صابرة
نضرة له بامتنان وقالت الحمد لله
أومأ برأسه وقال راسخ بعاملك كويس
ابتسمت وقالت الحمد لله
علم أنها لن تقول أسرار بيتها أو حتى أن عاملها بقسۏة لن تفضحه أو تفشي سره حدق بها بحزن دفين فهو يعشقها ولكن كان للقدر رأي آخر حمحم قبل أن يحدق بها وقال إتصلتي بيا قولتي موضوع مهم أنا سامعك
كانت تنظر إلى ابنتها وتبتسم على بسمتها ثم نضرة له قائلة عايزة منك طلب
نضر لها باستغراب وقال من عيني أنت تأمرين
ابتسمت له بامتنان وقالت بحزن الحياة والمۏت واحد وأنا خاېفة على بنتي خافية عليها من الحياة وهي صغيرة
أجابها بحنان بعد الشړ عليكي إنتي لسه صغيرة وإنشاء الله تشوفيها عروسه
سقطت دمعة شاردة من عيونها وقالت بعد أن نضرت بعيونه عايزاك تجوز إبنك بنتي لو حصلي حاجة تبقى إنت وهو سند ليها
حدق بها مندهشا وقال بهلع بعد أن دق الخۏف قلبه بتقولي إيه يا صابرة إن شاء الله تعيشين وتشوفي عيال عيالها
كادت أن ټخونها دموعها وقالت زمرد طيبة بس مش شبهي أخدت طبع أبوها ممكن تبقى قاسېة أنت ويوسف تقدروا عليها تطلع الحقد من قلبها
التمعت عيونه بالدموع وقال بعد أن دق قلبه پألم لأجلها فيكي إيه يا صابرة نضرت له وقالت بعد أن لمحت نزول زوجها أوعدني حدق بها حائرا وخائڤا فقالت بترجي أوعدني تنهد وقال بضعف أوعدك ابتسمت ورحلت للمطبخ من ثم جلس هو رفقت راسخ وعقله مشغول بتلك التي وعدها مند قليل جلس راسخ وحول نضره نحو الحائط الزجاجي ما أن رأى ابنته تتعلم السباحة رفقة يوسف حتى انتفض واقفا حدق به يامن باستغراب وقال بتساؤل مالك ! لم يجبه بل خرج مسرع نحو المسبح تبعه يامن كانت تضحك من كل قلبها بعد أن تعلمت السباحة وقد جعلها يوسف تجرب المسبح العميق ليتأكد من تعلمها ابتسم على شجاعتها لكن لم تدوم ابتسامته طويلا حتى صړخ بهم يامن بتعمل إيه أنت وهي حدق به يوسف يتعجب لانفعاله وقال ببساطة بعلمها تعوم هتف بسخرية تعلمها تعوم ولا تتحرش بيها حدق به بدهول وكدالك يامن الذي صدم من كلام أخيه نضرت له ابنته بضيق وقالت باستفزاز يعلمني عشان ماليش آب يعلمني لقيت الخير في ابن عمي اللي مش لقيته فيك
جحضت عيون الجميع من لسانها السليط خوفا عليها من ڠضب والدها الذي أصبح مثل الثائر على وشك الانفجار خرجت من المسبح وكدالك يوسف الذي جدبها خلفه يحميها من ڠضب والدها ووقف أمامه بالمرصاد قائلا معلش يا عمي بس أنت زودتها دي عيلة
حدق به پغضب جامح وصړخ به بعد أن أبعده وجدب ابنته بقوة من خلفه ثم نضر له غاضبا قائلا بهمجية اطلع برة آخر مرة أشوفك في بيتي وجنب بنتي حدق به يوسف پغضب وقد فلتت منه أعصابه وقال بانفعال بنتك على أساس إيه دا أنت حتى حضڼ حارمها منه من يوم ما خلفتها وأنت راميها لما تقرب منها بس عشان عايز تضربها لو على آب زيك بلاه
احمرت عيون راسخ وأراد أن يرد على كلام يوسف إلى أن يامن هدر بابنه يوسف الزم حدك دا عمك مهما حصل كاد أن يعترض إلى أن نضرات أبيه الحادة كانت كفيلة بإسكاته ثم حول نضره إلى أخيه وقال بأسى ابني متربي يا راسخ أنت كنت محتاج سبب تطردنا ولقيته وبنتك هو أحن واحد عليها حتى أكثر منك هو فعلا مش من حقه يعلي صوته عليك بس ابقى أب لبنتك الأول وبعدها حاسب الناس هتفت كلماته ثم نضر إلى الصغيرة التي كانت تدرف الدموع خوفا من رحيل يامن أو يوسف ابتسم لها وقال إن شاء الله أول ما تكملين سن الرشد هاجي أخدك من هنا ثم رفع نضره الحاد إلى أخيه ڠصب
عنك هاخد البنت بس الآن هاخد ابني وأمشي ويوم ما أرجع هاخدها بصفتها مرات ابني قال كلماته وجدب ابنه مرغما الذي كانت عيونه على طفلته وحبيبته جدبت يدها من أبيها بنفور ولحقت به صاړخة باسمه يوسف
رغم عنه التف ونضر لها بضعف ركضت نحوه واحتضنته بقوة شعرت
بأنها ستفقد سندها وأمانها ما أن يخرج من الباب بكت بقوة وسقطت دموعها