رواية انا لها شمس بقلم روز امين (كاملة)
حبيبيأكيد هنلاقي حل خلي أملك كبير في قدرة ربنا سبحانه وتعالى
سحبت يدها سريعا لترفعها تجفف بها دموعها المنهمرة وهى تقول بتهرب عينيها
إن شاءالله
أتفضل حضرتك متعطلش نفسك أكتر من كدهبابا نايم واخويا قاعد جنبه واسترسلت بإيضاح
وطبعا مش هينفع أقدمك ليهأنا وإخواتي فيه بينا مشاكل بسبب رفضي لرجوعي لطليقي
عرفت كل حاجة يا إيثار ومقدر ظروفكنطمن بس على بابا ولينا كلام بعدين
نطقها بذات مغزى ليتابع بعينين يسألان بكثيرا من الترجي
أنا بس طالب منك حاجة واحدة
وأرجوك تعمليها
كانت تتطلع عليه بتعجب لتسأله بعينيها ليقول مسترسلا بإيضاح
تفكي البلوك علشان اطمن عليك وعلى باباأرجوك
ده طبعا لو مش عوزاني اجي لك هنا كل يوم
ابتسمت بخفوت ليستكمل دعابته
لما أروح هرن عليك ولو لقيتك لسه عملالي حظر هتأكد ساعتها إن طلتي عجبتك وعاوزة تشوفيني كل يوم يعني هعتبرها دعوة صريحة منك بحضوري هنا كل يوم
بابتسامة واهنة لظروفها أجابته باستسلام كي لا ينفذ
هفكه والله هفكه
حالا نطقها بأمر بعدما رفع قامته متقمصا الغرور لترفع هي حاجبها الأيسر وهي ترمقه باستنكار قائلة
لا والله ده الباشا بيديني أوامر كمان
حقي على فكرة نطقها بثقة لا يعلم أين مصدرها لتتنهد بهدوء فالان هي ليست بحالة تسمح لها بالشعور بالسعادة او الإنبهارتفهم حالتها ليخرج تنهيدة حارة من صدرها تألما لحالتها ليقول بانسحاب
متشكرة بجد نطقتها بعينين ممتنتين ليقطع تواصل اعينهم صوت ذاك ال عمرو الذي وصل للتو وهو يقول لتنتبه
إيثار
الټفت برأسها تتطلع إليه بعبوس لرؤية وجهه البغيضلاحظ فؤاد استنكارها لينظر على ذاك الشخص بتمعن وعلى الفور تذكره نعم لقد رأه بمقر مبنى النيابة حين التقى إيثار اثناء تنازلها
مين ده يا إيثار
بنبرة صارمة غاضبة هتفت ك قطة بمخالب حادة
وأنت مالك
ابتسامة ساخرة اعتلت ثغر فؤاد الذي تأكد من أن أنثاه نمرة شرسة تهجم بشراهة على من يشاكسهاأما عمرو فقد اعتراه الخجل من هجومها الحاد عليه وخاصتا أمام ذاك الغريب الذي تحدث بهدوء متجاهلا لهذا الإمعة
رفع قامته ليرد نيابة عنها بنبرة حادة
متشكرين لافضالك إيثار مش محتاجة حاجة من حد طالما أنا موجود
زفرة قوية خرجت منها عبرت عن مدى عدم تقبلها لحديثه أو وجوده من الأساس لتنظر إلى فؤاد وهي تنطق بابتسامة شكر وامتنان
متشكرة يا سيادة المستشارنورت
اومي لها بابتسامة وتحرك منسحبا لتتجه هي الأخرى بطريقها إلى غرفة أبيها ليقطع طريقها ذاك الغاضب الذي سألها وجنون الغيرة تطل من عينيه
مين الراجل دهوليه يجيب لك ورد وازاي تقبليه منه
بكلمات متقطعة نطقت متهكمة
وإنت ماااالك
بعينين حادتين أجابها بتحدي
إنت حبيبتي وأم إبني وتخصيني وقريب قوي هترجعي لي
ده في أحلامك مفيش قوة على ظهر الأرض تقدر تجبرني أرجع لواحد خاېن زيك قالتها بتحدي لتمضي بطريقها إلى أن وصلت لغرفة والدها وولجت غالقة الباب بوجه ذاك الحانق ليهتف من بين اسنانه
ماشي يا إيثار لما ترجعيلي هحاسبك على كل ده
لتتحول نبرته من غاضبة لحنون بلحظة وكأنه ملبوس وهو يتابع بعينين هائمتين
بس ترجعي لحضني الأول
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
الفصل العشرون
أنا لها شمسبقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
يا قمر ليلي المنير يا من أزالت عتمتي وبطلتها تبدلت حياتي
لو ترضي عني وتغفري لاصبحت لك شمسا وغمرتك بظلي وحناني ودفنتك بين ثنايا روحي وبأعماق وجداني
شوقي إليك تخطى الحنين و وصل لحد الجنون بل والهيامفرحماك أميرتي يا من ملكتي الروح وتملكتيرحماك
فؤاد علام زين الدين
بقلمي روز أمين
تركها بصحبة ذاك الإمعة بعدما إطمأن أن أنثاه قادرة على ردعه وعدم السماح لتخطيه الحدودوصل إلى الإستعلامات ليسأل الموظفة المسؤلة قائلا برصانة
لو سمحتيمحتاج أقابل دكتور أحمد الأباصيري
تطلعت إلى هيأته الجذابة لتسأله بصوت أنثوي بعدما أعجبتها طلته
فيه ميعاد يا افندم!
أجابها بغرور لا يليق إلا به
بلغيه إن سعادة المستشار فؤاد علام موجود وطالب يقابله ضروري
ابتسمت له برقة قبل أن ترفع سماعة الهاتف الأرضي وتطلب مكتب أحمد الذي طالبها بمرافقة أحد الموظفين معه لاصطحابه لمكتبه على الفورأغلقت وأشارت لأحد زملائها باتخاذ مكانها لحين الذهاب معه شخصيا بعد أن أثارتها شخصيتهأشارت له ليتبعها قائلة
إتفضل معايا يا افندمالدكتور مستني حضرتك
جاورها الخطى لتقول وهي تحاول لفت نظره
هو حضرتك مستشار في إيه
إشمعنا نطقها قاصدا إحراجها ليسترسل بعدما وجدها تنظر له بذهول غير مستوعبة حديثه الغير لائق
ركزي في شغلك أحسن
سبته بسريرتها ولو بيدها الأمر لقامت بتوبيخهوصلا لمكتب أحمد واختفى بداخله لتنطق بصوت مسموع لأذنيها
واحد بارد وسخيف
بالداخل
وقف أحمد ليستقبل فؤاد الذي جلس ليقول باقتضاب
هدخل في الموضوع على طول علشان ما اضيعش كتير من وقتك
نطق الأخر برصانة واحترام
وقتي كله تحت أمرك ياسيادة المستشار
بعينين ممتنتين نطق
متشكر ل لطفك يا دكتور
واسترسل بإيجاز
أنا جاي اكلمك بخصوص والد الأستاذة إيثارعاوز أعرف حالته بالظبط ولو ليها علاج برة مصر أنا هتكفل بنقله وعلاجه في أي مستشفى حضرتك هتحددها وميهمكش التكاليفمهما كانت التكلفة انا هتحملها بالكامل
أخذ نفسا عميقا ليجيبه متأثرا
للأسف يا سيادة المستشارحالة عمي غانم متأخرة جداوحتى العلاج الكيماوي مش هينفع معاهلأننا هنكون بنعذبه على
الفاضينقدر نقول إنه بيقضي أخر أيامه
واسترسل بعملية
الدكتور اللي متابع حالته قال إن في خلال أيام هيدخل في غيبوبة وللأسف
قال كلمته الأخيرة بكثيرا من الاسى ليسأله فؤاد متأثرا
يعني مفيش أمل ولو حتى ضعيف يا دكتور
هزة بسيطة من رأسه مع علامات الأسى التي ظهرت بعينيه كانت كفيلة بالإجابة ليتنهد الاخر بقلب حزين لاجل حبيبتهنطق بعدما وعى على حاله
بعد إذنك أنا عاوز أدفع حساب المستشفى
الحساب مدفوع يا سيادة المستشار نطقها ليتابع بزيف كي لا يقلل من شأنها أمامه و غيره
إيثار أصرت تدفع الحساب وأنا عملت لها تخفيض كويسف متقلقش
تنفس عاليا باستسلام لينهض ناصبا ظهره وأمسك زر البدلة ليغلقه وهو يقول
متشكر لسعة صدرك يا دكتور وأسف إني اخدت من وقتك وبدون ميعاد
ولا يهمك يا افندم جنابك تشرف في أي وقت نطقها ليتطلع عليه الاخر بامتنان وهو يقول برجاء
لو لا قدر الله حصل أي حاجة للحاج غانم ياريت تبلغني
أومي له بإيجاب ليشكره الاخر قبل المغادرة
ليلا كانت بغرفة والدها مع شقيقاها وجدي وأيهم
ابتسم ليجيبها بنبرة متفائلة
الحمدلله يا بنتي أنا فعلا حاسس نفسي أحسن من ساعة ما جيت هنا
لم يكن ينطق إلا بما يشعر به فقد اعتمد الأطباء على المسكنات القوية كي يخففوا من حدة
الألم المصاحب لذاك المړض الممېت لذا فقد شعر بالتحسن بعدما خدرت جميع ألامه لتسكن وتستكينكانت على دراية بكل هذا فقد اطلعها الطبيب المعالج على البرنامج وبرغم تمزق قلبها على ما أصاب ذاك الحنون إلا أنها شعرت ببعض الطمأنينة عند علمها بعدم شعور والدها بالألم ليفارق الحياة بصمت دون ألام فيكفيه ما عاناه طيلة حياته تارة من الفقر وتارة أخرى من زوجته إبتلائه من رب العالمين في الدنيا لتكفير ذنوبه
ابتسامة تخبئ خلفها الكثير من الشعور بالمرارة خرجت لتقول وهي تمرر أناملها الرقيقة فوق وجنته الذابلة
إن شاء الله هتخف وهترجع أحسن من الاول كمان
ابتسم وجدي ليكمل على حديثها بدعابة بعدما رأى ابتسامة والده والأمل يملؤ مقلتيه
يلا بقى شد حيلك يا عم غانم علشان نجوزك واحدة ترجع لك شبابك تاني
ضحك بشدة حتى ظهرت أسنانه لينطق أيهم بمشاكسة لشقيقه
لو أمك سمعتك رجلك مش هتخطي خطوة واحدة جوة البيت تاني
كانت تتابع دعابات شقيقيها وضحكات والدها بقلب يعتصر ألما تعلم أنها الضحكات الأخيرة بحياة والدها كما تعلم أن ايامه بالحياة أصبحت معدودة تود لو بإمكانها المكوث معه والتمدد بجواره كي تنكمش وتغفى بأحضانه تود استنشاق أكبر قدر من رائحته العطرة بالنسبة لها لتحتفظ بها داخل رئيتيها كي تسترجع استنشاقها بعد الرحيل
يا له من شعور مرير بل الأبشع على الإطلاق بحياة الفتاةكلنا منذ أن نأتي للحياة نرى بأعيننا الأب في الصورة القوية المثالية فهو بالنسبة للفتاة مثال للبطل الخارق والصورة الكاملة فارس الاحلام كما يجب أن يكون لذا جميعنا نتمنى زوجا شبيه أبانا قرة أعيننافيا لها من طامة كبرى عندما نرى ذاك الجبل الشامخ وهو ينهار أمام أعيننا بمنتهى القسۏة
شعر بها ليتعجب لدموعها الساكنة مقلتيها فهو إلى الأن لم يدري بحقيقة مرضه وكان هذا ما جال بخاطرها واخطرت به الأطباء وأشقائها الثلاث ووالدتها كي يرحل والدها بسلام دون هلعه من ذاك الخبر المفجعوقد وافقها الجميع واستحسنوا فكرتهاسألها مستغربا حالتها
مالك يا بنتي فيه حاجة مزعلاكي
فاقت على سؤاله لتجيبه سريعا قبل أن يتطرق بمخيلته ويبحث عن سبب حزنها
سلامتك يا حبيبي
لتستطرد بزيف كي تزيل الشك
بالعكس انا مبسوطة جدا بلمتنا وضحكنا بس كان نفسي نتلم ونضحك في ظروف أحسن من كده
باغتها وجدي عندما رأى هبوط دمعاتها وخشي أن يتسلل الإرتياب إلى صدر والدهم
وهي مالها بس الظروف يا إيثارما احنا زي الفل أهووأبوك عنده شوية مضاعفات ونقص فيتامينات والدكاترة هيظبتوا له الدنيا وهيبقى زي الفل ويرجع بيته ينوره من جديد
قال كلماته الأخيره وهو يميل على يد والده ليضع قبلة حنون نال بها استحسان ذاك الطيب لتبتسم وهي تنظر لأبيها بنظرات تفيض حناناتنفس غانم ليقول لها بعقلانية
قومي روحي مع أيهم علشان ترتاحيومتجيش بكرة بالنهار روحي شغلك ومتوقفيش حياتكأنا بقيت كويس خلاص
ردت برفض تام
لا طبعا مش هرجع شغلي غير لما أطمن عليك
تنفس ليجيبها بصوت واهن
أنا بقيت كويس وأهم إخواتك معايا طول الوقت وإنت روحي شغلك وابقي تعالي بعد ما تخلصي
بابا عنده حق يا إيثار نطقها أيهم ليسترسل موضحا
كلنا بنتابع أشغالنا وبنبدل مع بعض مفيش حد حياته واقفة غيرك
متشغلوش بالكم بياالباشمهندس أيمن مقدر ظروفي كويس نطقتها بهدوء ليعترض والدها قائلا
المثل بيقول إذا كان حبيبك عسلالراجل كويس معاك فبلاش تستغلي طيبته ليزهق منك
ابتسمت له ووافقته الرأيبعد قليل كانت تقف بوسط مطبخ مسكنها تقوم بتجهيز طعام العشاء لها وشقيقهاولجت عزة وهي تفرك عينيها من أثر النوم حيث كانت تغط في سبات عميق بجوار الصغير قبل أن تستمع لجلبة أتية
من المطبخ لتجد إيثار تقف أمام موقد الڼار لتقوم بتسخين الطعامنطقت بصوت متحشرج من أثر نعاسها
إنت جيتي يا بنتي
استدارت لتتطلع عليها لتقول مشفقة على
حالتها
إيه اللي صحاك!
سمعت صوتك قولت أكيد بتجهزي أكل قالتها بهدوء لتسترسل وهي تحثها على التحرك استعدادا للوقوف بمحلها
إقعدي وأنا هسخن الاكل فيه حد من إخواتك