حافية علي جسر عشقي بقلم سارة محمد (كاملة)
أسنانه تشنج وجه ظافر بوضوح وعيناه الملتهبة تصدر شرارات چحيمية نحو سالم قائلا بزمجرة كالأسد
اللي يتجرأ ويتطاول على أسياده وعلى حاجة تخص ظافر الهلالي لسة متخلقش يا روح أمك .. و أنا هخليك تبوس رجلها هي وتتوسلها عشان تسامحك يا
أنتصب بقوة ليضغط على وجه سالم كالحشرة الحقېرة بحذائه البراق ليجعل من كرامته ورجولته خرقة ينظف بها الأرضيات ألتفت إلى صلاح ذو الجسد الضخم قائلا بنبرة چحيمية
أوما صلاح دون أن ينطق تركه ظافر ليتوجه نحو تلك المسجية أرضا .. آلمه قلبه لرؤية خصلاتها المشعثة و وجهها الأحمر المكدوم وكنزتها التي تمزق جزء منها جلب ظافر إحدى الشراشف الموضوعة على الطاولة ليحاوط جسدها به ثم وضع ذراع عند ظهرها والأخر أسفل ركبتيها ليحملها تراخى جسدها بين ذراعيه ليقترب
بوجهه من وجهها ليجد أنفاسها بطيئة وكأنها ټصارع المۏت ..
تجمعت الجيران أثر صوت الصړاخ ليشهقوا جميعهم مشفقين على حال تلك الفتاة يتمنوا أن تكثر أمثال ظافر بذلك المجتمع أنزوت إحدى الجارات لتمسك بهاتفها واضعة إياه على أذنها و هي تقول بفزع
ألحقي يا ست فتحية في مصېبة!!!!
نزل بها الدرج بسرعة شديدة ليستقل السيارة واضعا إياها في المقعد بجانبها ألتفت سريعا ليحتل مقعده هو الأخر أدار السيارة ذاهبا إلى مشفى الهلالي و هو يقبض على كفها الصغير متمتما بصدر مهتاج
وصل سريعا إلى المشفى فرع القاهرة ليترجل من السيارة حاملا ملاذ لېصرخ بالأطباء و الممرضين الذين ألتفتوا له بفزع
هاتوا تروللي بسرعة يا شوية بهايم !!!!
و بالفعل أحضروا فراش نقل المرضى و عندما حاول طبيب ما أن يمسك هو بملاذ عنه صړخ به ظافر بنبرة أخرسته أمرا إياه بأن يبتعد إلى الخلف .. وضعها ظافر ليتجهوا نحو غرفة العناية المركزة أنتظر ظافر بالخارج جالسا على المقعد و قدميه تهتز بتوتر عيناه تجول هنا وهناك ذلك الذي لا يؤثر به شئ .. لا
الناضجة هي نفسها تلك الطفلة العنيدة الذي أنقذها من براثن أبيه في ذلك الوقت رغم صغر سنه بذلك الوقت .. و عند تلك النقطة إزداد تعلقه بها فهو كان يشك من البداية أنها تلك نفسها .. فعيناها السمراء الواسعة تلك من الصعب نسيانها فمقلتيها التي تجنع بين الحدة والبراءة حفرت في ذاكرته و أؤرخت بين ثنايا قلبه وروحه لن يجعبها تبتعد بعدما وجدها أخيرا ..!!
عودة إلى الوقت السابق
ملاذ خليل الشافعي .. عندها 24 سنة وأختها عندها 22 .. و زي م حضرتك عارف يا ظافر باشا أن ملاذ الشافعي عندها شركة كبيرة بأسمها وليها كذا فرع في دول عربية مختلفة شخصيتها قوية جدا وصعب حد يتحداها دة غير أنها بتدرب بوكس و ملاكمة .. بتحب الرسم بس مش بتعرف ترسم وبتحب الموسيقى الهادية الكلاسيكية و بتعشق القهوة أكتر حد بتحبه في حياتها أختها وللأسف أختها دي نصها السفلي مشلۏل وقاعدة على كرسي من وهي صغيرة بسبب الحاډثة لما كانت براءة أختها موجودة مع مامتها وبابا لما كانت صغير و الحاډثة دي أثرت عليها .. ولحسن حظ ملاذ أنها كانت عند جارتهم في الوقت دة ملاذ رغم أنها كانت صغير في الوقت دة بس هي حاولت تساعد أختها بس دة قدر ربنا .. و من ساعتها و أختها براءة بتكرهها جدا و لما ملاذ هانم بتروحلها البيت عشان تطمن عليها دايما أختها بتطردها وبتهينها و مع ذلك رغم أن ملاذ عندها كرامة بس اللي عرفته أنها مستعدة تدوس على أي حاجة و أي حد عشان خاطر أختها وعمرها م جرحتها بالكلام أو حتى قالتلها ليه بتعاملها كدا .. براءة دي قاعدة مع ست طيبة وغلبانه أسمها فتحية .. فتحية بتحب ملاذ و براءة بس صعبان عليها ملاذ عشان المعامله اللي بتعامل بيها براءة و أنها مشيلاها مسؤلية شللها دة رغم أن بالفعل ملاذ عرضت حالة أختها على أشهر ألأطباء جوة مصر وبرا وكلهم بيقولوا أنها يكاد يكون مستحيل ترجع تمشي على رجليها عشان الحاډثة كلنت من وهي صغيرة وفات عليها وقت كتير .. و ملاذ قاعدة في شقة كبيرة لوحدها في المعادي .. و من سنة طلع خبر في الجرايد أنها مخطوبة لعماد دراعها اليمين في الشغل بس لما عرفت و أطأست دورت كويس لقيت أنها قالت كدة عشان عماد دة كان في night club مع واحدة في وضع مخل و عشان ملاذ تغطي على الموضوع و سمعة الشركة متتأثرش بكلام الصحافيين طلعت و بكل جرأة قالت أن هي خطيبته و أن مستحيل طبعا حد يبقى خاطب ملاذ خليل الشافعي و يبص برا !! وفعلا بدا الموضوع يتنسي تدريجيا .. ومن فترة قريبة أتسرقت تصاميم show بتاعها وبتاع راجل أعمال كبير و لحد دلوقتي مش عارفين لسة مين اللي سرق التصاميم دي .. و دي كانت المعلومات اللي قدرت أجمعها يا ظافر باشا ..!!!
أفاق على صوت هاتفه يرن أمسك به بوهن ليجيب قائلاو بنبرة متعبة
في حاجة يا أمي !
صړخت السيدة رقية على الهاتف و هي تجءر پعنف يدل على خۏفها على أبناءها
أنت فين يا ولدي .. وفين باسل أخوك يابني .. حرام عليكوا ليه بتعملوا أكده فيا أنت مش موچود و اخوك باسل خد البنية اللي أسمها رهف ومشيوا و أخوك الصغير مرمي في المشتشفى المستشفى محدش عارف عنه حاچة و أنت مانعني اروح حتى أطمن عليه ..
أنتوا عايزين ټموتوني يابني !!!
وضع ظافر يده على رأسه و الصداع يكاد يهلكه .. و لكنه رد بنبرة حاول أن يجعلها هادئة رغم النيران و البراكين المنفجرة داخله
يا أمي أهدي .. أنا في مصر دلوك دلوقتي في حاجة مهمه هخلصها و هاچيلك .. ومتجلجيش متقلقيش على مازن أنا متابع أحواله و هو بجى بقى بخير و هيطلع من المستشفى قريب .. أنا لازم أقفل يا أمي هخلص وهكلمك ..
قال لينهي المكالمة ليطرح بهاتفه أرضا بإنفعال .. و لأول مرة تتذبذب مشاعره بتلك الطريقة .. فإن حدث لها شئ سيجعل ذلك ال سالم يكره اليوم الذي ولد به لا يستطيع محو مشهد ضړب الحقېر لها .. أمسك برأسه بأطراف أصابعه يرمق الغرفة التي هي بداخلها بثبات ظاهري و ما يخشاه حقا أن يحبها فهو بالآونة الأخيرة أحب وجودها جواره ..
نفى برأسه بسرعة و هو الذي عاهد نفسه ألا يميل .. وجد الطبيب يخرج من غرفة العناية المركزة ليثب ظافر مستطردا بقلق حاول ألا يظهره
خير يا دكتور !!!
أبتسم
له الطبيب ببشاشة وهو يقول
الأنسة كويسة يا ظافر بيه ..هي واضح أنها أتعرضت لصدمة دة اللي خلى يجيلها ضيق في التنفس خاصة انها عندها مرض الربو أصلا .. بس للأسف هي حاليا وضعها النفسي مش كويس ياريت حضرتك تحاول تخفف عنها شوية دة غير ان هي مش واكلة من الصبح ومناعتها ضعيفة ..
قطب ظافر حاجبيه لمرضها الذي لم يلاحظه عليها أومأ للطبيب مستطردا بهدوء
هي فاقت أقدر أدخلها
أومأ الطبيب قائلا بإبتسامة مهذبة
أكيد طبعا أتفضل ..
ليكمل بإبتسامة مهتزة بقلق
بس يا ظافر بيه الأنسة في أثار ضړب على وشها .. أنا كنت هبلغ البوليس بس قولت أقول لحضرتك الأول و آآآ
اخرج ظافر لفافة تبغ بنية اللون من جيبته أشعلها بقداحته الذهبية و عيناه تراقب الطبيب الذي إزدرد ريقة موجها نحوه سهام من النظرات كفيلة بأن تجعله مړتعب أقترب منه بخطوات بطئة مدروسة أبتسم ظافر أبتسامة خفيفة جعلت ذلك الطبيب ينظر بالأسفل ليمد ظافر كفيه ليمسح على تلابيب قميص الطبيب المسكين نفث عبق سيجارته بوجه الأخير ليسعل بحدة و بعينان محذرتنان ونبرة واثقة قال
ومين اللي قالك يا شاطر أن ملاذ عليها أثار ضړب .. أنا بقول تخليك في شغلك أحسن عشان تعرف تعيش ..!!!
أمسك ظافر بالسيجلرة ليدفنها في كف ذلك الطبيب الذي شهق بحدة ليهتف ظافر بسخرية
معلش يا دوك نسيت أن السجاير غلط في المستشفى ..
دفعه ظافر من أمامه تاركا إياه يفرك يده بحدة فتح باب الغرفة بطئ حذر ليجدها مستيقظة تجلس نصف جلسة على الفراش بينما خصلاتها منسدلة على كلتا أكتافها تألم قلبه عندما لاحظ وجنتها الحمراء أثر صڤعة ذلك الحقېر لها يقترب من الفراش ليجلس على طرفه متمعنا النظر بوجهها الطفولي والأنثوي بالوقت نفسه عيناها السمراء الشاردة تنظر إلى الفراغ بتعابير غامضة لم يستطيع تفسيرها مد كفه لوجنتها الملتهبه ليتلمسها.. وجدها ساخنة كالڼار المشټعلة لتبعد ملاذ وجهها عن مرمى كفه الدافئ ليعود ظافر ويتلمس وجهها قائلا بأنفعال
أثبتي !!!
اقترب منها ظافر أكثر مطالعا وجنتيها بتركيز
شديد نظرت ملاذ إلى عيناه الرمادية التي أختطلت مع لون أخضر طفيف جعلت منهما مزيجا رائعا تمعنت النظر بوجهه مستغلة فرصة قربه منها بذلك الشكل .. فهي لن يحق لها كثيرا أن تراه بقرب هكذا .. لازالت عيناه جذابة كما هي منذ صغره .. دافئة .. رائعة .. قوية تغلغلت رائحة عطره الرجولي الجذاب إلى أنفها لتدغدغ روحها لتغمض عيناها وحين تلك النقطة أرتفع ظافر بمقلتيه قليلا و يطالع حدقتيها المسبلتان .. وجهها البرئ الذي لم يلطخ ب مستحضرات التجميل ليصبع ناعم وجذاب أنفها الشامخ وثغرها المكتنز الشاحب قليلا عند تلك النقطة أبتعد عنها فورا كمن لدغته عقرب .. فهو إن لم يبتعد الأن ربما سيفعل أشياء ليست صحيحة بالوقت الحالي
فتحت ملاذ عيناها ببطئ لتعود و تنظر أمامها برقت عيناها بوميض حقد خالصا لتقول بنبرة متوعدة
مش هخليه يفلت بعملته !!! هدفعه التمن غالي أوي و أنا و أنت و الزمن طويل يا سالم !!!
وضع ظافر كلتا يداه بجيبه ليقول بصوت متحشرج أثر تأثره بقربه منها بتلك الطريقة
أنا اللي مش هسيبه وهخليه يتمنى المۏت وميطولوش !!!!
دة حقي أنا و أنا اللي هاخده بإيدي !!!
أنا كنت قلقانه من أنك تقعدي لوحدك يا حبة عيني الناس مبترحمش و أنت مينفعش تقعدي كدا من غير راجل !!! و بعدين فين خطيبك الزفت اللي أسمه عماد !!
أنا كويسة يا ماما فتحية مټخافيش هو معمليش حاجة .. وعماد ميعرفش حاجة عن اللي حصلت .
قالت جملتها الأخيرة و هي تنظر إلى ظافر الذي وثب