رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق (كاملة)
قرر ان يحارب اشتياقه قليلا ..فألتف نحو نرمين معتذرا بعدما حركت رأسها بأماءة رقيقه مع ابتسامه صافيه ترحب بمهرة التي تجلس حانقه من رقتها
نكمل كلامنا بعدين يانرمين
صوته صدح بحزم ..فأنصرفت نرمين بتفهم ..ليغلق الباب خلفه مقتربا منها بهدوء
خير يامهرة هانم
هتف ببرود جعلها تغمض عيناها قليلا كي تكمل مهمتها دون تراجع ونهضت من فوق مقعده وحملت الهديه مقتربه منه
ومدت يدها بهديتها ..فنظر إليها ثم لما تعطيه له
فأبتسمت بتوتر وهي تتمني ان لا يرفض ما تهديه ..واتسعت ابتسامتها بعد أن ألتقط منها الهديه وزفرت انفاسها براحه ..فقد ذاب الجليد بينهم بعد تلك الفكره الرائعه وهتفت داخلها
أخيرا....
ولم تكاد تكمل باقي جملتها ..فوجدته يتخطاها ووضع الهديه على مكتبه ثم نظر نحوها
لم تفهم معنى عبارته الا عندما اكمل بقسۏة لا تعلم كيف يجيدها
ورايا شغل مهم ..لو مافيش حاجه تانيه اتفضلي
فحدقت به پصدمه اهذا هو ما كانت تنتظره منه
وفي صمت حملت حقيبة يدها وخطت ببطئ مطأطأة الرأس تقضم شفتيها بقوة حتي لا تبكي ويري ضعفها
ووقفت أمام الباب وهي تنتظر ان يجذبها إليه كما كان قلبها يخيل لها ولكن لم يتحرك ولم ينطق بشئ
أنا مش هصالحك تاني ... انت بتعاقبني كده ليه .. أه ما انتوا بتخلونا نحبكم وبعدين تقهرونا
وظلت تتحدث دون ان تعي ما تنطقه وهو يتركها تفعل ما تريد ويستمع إليها في صمت الي أن وجدها تبكي ...فضمھا إليه فهو أصبح يعلم نوبات چنونها
فصاحت پبكاء
خلاص انا اعترفت بغلطي .. عايز أعمل ايه تاني
وابتعدت عنه تدفعه بقبضتي يديها ..ليقبض علي يديها بحنق
اهدي يامهرة وبلاش جنون هنا .. وكمان ده غلط عليكي انتي ناسيه انك حامل
فأشارت نحو نفسها متسائله وقد نست كل ماقاله
انا مجنونه
فلم يجيب عليها ..ثم زفر أنفاسه بقوة
فحدقت به بقوة ثم نظرت لعلبة الحلوى فأخذتها
مدام انا مجنونه ومبكملش حاجه للآخر ..هاخد بقي هديتي
وانصرفت من أمامه...ليقف مذهولا مما فعلت واڼفجر ضاحكا
مهرة خدي هنا ..مهرة
وتابع وهو يحرك كفه على خصلات شعره
انا اكيد بكفر بجوازي منك علي حاجه عملتها
ووقف يفكر للحظات عن الشئ الذي فعله متذكرا النساء اللاتي وقعوا بحبه وفي النهايه كان نصيبه تلك الشرسه وتنهد بيأس
ثم اخذ يهندم سترته ويعدل رابطه عنقه من عاصفة چنونها التي اخرجتها عليه
......................
خرجت من الشركه تحمل علبة الحلوى كما دخلت بها تزفر أنفاسها پغضب حتي أن مني تعجبت من خروجها من مكتبه هكذا دون ان تحادثها
ورن هاتفها لتنظر إلى رقم ريم متذكرة موعدهم اليوم من أجل شراء فستان لها يناسب الحفل التي سيقيمها ريان بمناسبة احدي الصفقات التي حققها الفرع الجديد من الشركة الام والتي يديرها زوجها سيد بارد
أعجبها ذلك اللفظ عليه وابتسمت وقد نست أمر هاتفها الذي يصدح رنينه للمرة الثانيه ..ففتحت الخط سريعا
ايوه ياريم ... هتتأخري ساعه .. خلاص هستناكي ...تمام اتفقنا
وأغلقت معاها لتجد هاتفها يدق برقم رقيه التي هتفت على الفور
مهرة انا محتاجه اخرج ڠضبي وخنقتي مع حد ومافيش غيرك
فضحكت مهرة وهي تود ان تقول لها أنها هي الاخري ترغب بذلك وهتفت بصوت خاڤت
اتلم المتعوس على خايب الرجا
لتسألها رقية
بتقولي حاجه يامهرة
فتمتمت وهي تبتسم
لاء متاخديش في بالك
......................
جلسوا في احد المقاهي التي تطل علي مياة النيل وكل منهم تزفر أنفاسها ببطئ .. لتنظر رقية إلى العلبة التي فتحتها مهرة واصبحت الحلوى من نصيبهم
فأشارت لها مهرة برأسها ان تبدء بالھجوم عليها لعلهم يخرجوا حنقهم فيها
وألتهمت رقية واحده مستمتعه
شوفتي يامهرة يامراد بيتعامل معايا ازاي
فألتقطت مهرة واحده وتمضغ بفمها أخرى
عمل ايه تاني مراد ..مش أجلتي ميعاد الفرح
فحركت رأسها وهي تأكل الحلوى پشراسه
عايزنا نتجوز في الشقه اللي كان متجوز فيها قبل كده
فهتفت مهرة بأستمتاع
طعمها حلو الشيكولاته ديه
لتنظر لها رقية مؤكده
اه جميله
ثم تابعت بحنق
يامهرة ركزي معايا
لتمضغ مهرة ما بفمها مستمتعه أكثر بطعم الحلوى
ما انا مركزه اه
ورفعت أحدي حاجبيها بضيق
انتي اللي محتاجه تركزي ..مش ده مراد اللي كنتي نفسك تتجوزيه حتي لو في خيمه ..ايه اللي فرق شقه من شقه ..وكمان ماتتفهمي معاه بالعقل مش بالڠضب والصوت العالي
واسترخت بجسدها بزهو متذكرة مافعلته مع جاسم ..فمن يسمعها الآن يري كل النضج بها وهي من تحتاج النصح
انتي ليه ديما مع مراد مش معايا يامهرة
هتفت بها رقية بحرقه ..لتدفع مهرة اليها أحدي قطع الشوكولاته
اكدب عليكي وأقولك انك صح وتخسري حبك بالعند الطفولي اللي انتي عايشه فيه
وعندما شعرت بحزن رقية .. دفعت نحوها بعلبة الحلوى كلها ونظرت نحوها
هي ريم اتأخرت ليه ... انا جعانه محتاجه اطلع ڠضبي في الاكل
لتحدق بها رقية بأعين متسعة
انتي زعلانه انتي وجاسم ..لو متخانقه معاه ومن غير ما تحكيلي انتي أكيد اللي غلطانه
لتلوي مهرة شفتيها بأستياء
ياسلام ..ليه يعني
فأبتسمت رقية بأنبهار
لا انتي مش عارفه قيمة جوزك خالص ...ده انا كل صحابي بيحسدوكي عليه ..يامهرة انتي مش متجوزه اي حد
وضحكت وهي تنظر لمهرة التي كانت تطالعها بشړ
عندي احساس انك هتحدفيني بجذمتك
لتنظر لها مهرة بصمت..ثم جذبت علبة الحلوى من أمامها
صحابك بيحسدوني عليه ..اومال محدش بيحسده عليا ليه
فأنفجرت رقية ضاحكه وحركت كتفيها بمشاكسه
ما انتي عارفه كل سيدات المجتمع كانت اما عايزه تتجوزه او تجوزه بنتها ..لاء انتي فعلا مش عارفه قيمة جوزك ووضعه وانا لازم اوعيكي وافهمك
واتسعت ابتسامة رقية وهي تجدها تضغط علي أسنانها پغضب
انا بقول اخد بعضي وامشي
فصړخت بها مهرة بعدما وجدتها تنهض
اقعدي عندك ..يعني ټحرقي دمي وتمشي
لم تكن رقية تعلم بخلافهم فضغطت علي الجزء الذي تخشاه بأن يفيق جاسم ذات يوما فيكتشف انه لم يتزوج الزوجه التي تليق به .. تخاف من ذلك اليوم فهي عملت معه وتعلم مكانته ووضعه من يصدق ان الفتاه الشرسه التي كانت ترتدي ملابس غير مهندمه تشبه الصبيه ونظاره وتعقد شعرها كالناظرة تكون هي من نالته في النهاية
أفكار سوداء بدأت تقتحمها وخاصة كلما تذكرت جمله والدتها عن والدها بعد ان عاد لزوجته
كان بيعملني كويس اوى وانا حامل فيكي حتي قبل حملي ب ورد ..كان بيقولي انه عرف الحب معايا .. كان بيحبني يابنتي وفجأه كل حاجه ضاعت
مازال صوت والدتها المنكسر الحزين يقتحم عقلها ..تخاف من ماضي عاشته أقرب من كانت إليها.
فاقت مهره على يد رقية الحانية تربت علي يدها ونبرة صوتها الدافئة
مهرة انا كنت بهزر معاكي ..انا اسفه ..متزعليش مني انتي عارفه انا بحبك اد ايه
فأبتلعت مهرة غصتها ونظرت لها بشرود ثم ابتسمت وعادت إلى طبيعتها بعد ان تمالكت نفسها
لاء يارقية انا مش زعلانه ...متقلقيش
فأبتسمت رقية بمحبه ثم غمزت لها
تعالي اقولك علي شوية نصايح حلوين.. ديه نصايح خالتو خدي بالك
ومالت نحوها هامسه
اسمعي مني بقي وقربيلي كده وركزي
فوضعت مهرة كامل تركيزها
وعيناها متسعه
ديه نصايح خالتك
فأخذت رقية تحرك رأسها ..وتكمل ما بدأت
وبعد وقت لا بأس منه كانت ريم تتقدم نحوهم
...............................
وقفت ريم تنظر إليهم متسائله عن نظرتهم للفستان الذي ارتدته...فنظرت رقية لمهرة تناقشها قليلا
وعادوا ينظرون إليها مشيرين لها بالنفي
فزفرت ريم أنفاسها بأرهاق ..فهذا هو الفستان العاشر الذي ترتديه .. اليوم كان طويلا ومرهق ولكن في النهايه اختاروا معها فستان أنيق ومحتشم حتي ان ريم كانت سعيده بالأمر بشده
وعادت مهرة من جولتها بتعب شديد ..لتجد جاسم ينتظرها في غرفتهم ... فألقت حقيبتها وخلعت حذائها بصمت ثم حجابها وتسطحت على الفراش دون ان تعيره اي اهتمام
لينظر لها جاسم بضيق
ممكن اعرف الهانم كل ده كانت فين
فأغمضت عيناها بآلم ب ظهرها واقدامها
كنت مع ريم ورقية .. وبعتلك رسالة علي تليفونك لتقول اني زوجه مش مسئوله
كان يعلم بوجهتها ولكن تأخيرها وهيئتها الآن زادت حنقه
واخرت التنطيط ده ايه ..انتي ناسيه انك حامل
ففتحت عيناها بعد ان استرخت قليلا
هي الحامل يعني مبتتحركش
كان يود لو ېهشم لها رأسها ... ولكن غادر الغرفة بحنق متمتما بوعيد
ماشي يامهرة ... الصبر ليه حدود
وكادت ان تغفو وفجأه رن بأذنيها نصائح رقية لها... لتتسع عيناها
ايه ده انا نسيت نصايح رقية
ولكن جفونها أرتخت ..فغفت دون شعور
....................................
نظرت فريدة الي ورد بشكر لكل ما فعلته معها ..كانت تظن انها ستشمت بها في مرضها ولكن ورد راعتها وكأنها لم تهينها يوما
هل يؤلمك شئ
فدمعت عين فريده وهي لا تشعر بساقيها
ساقي ورد لا اشعر بهم... هل سأظل الباقي من عمري هكذا .. نهايتي سأكون عاجزه
فدمعت عين ورد واقتربت منها تمسح دموعها برفق
ستشفي وستسيري مجددا وستعودي فريدة خانو التي نعرفها
فطالعتها فريدة بأمل حتي لو كان كڈبا وظلت برفقتها بالمشفي الي ان اتي كنان
كانت فريدة قد غفت ..فأنحني نحوها يقبل جبينها ثم نظر الي ورد التي اول ما رأته اشاحت عيناها بعيدا عنه .. تتمني داخلها ان تخرج فريده من المشفي لترحل حيث وطنها وجاء ما تمنت
ستخرج بعد يومين من المشفي
لتنظر اليه ورد ثم ابتسمت وغادرت وهي لا تفكر في أحد سيساعدها غير ليليان
.......................................
تمدت عائشة علي فراشها بشرود متذكرة حديث كنان معها اليوم... أخبرها أنه يعلم بالحقيقة ..كل شئ أصبح واضح تماما ..لو كانت الحقيقه ظهرت في وقت آخر لكانت ثارت عليه وعلى والدته تلك المرأة الماكرة ولكن الآن والدته عاجزه.. لأول مرة تشعر بالراحة منذ ان علمت بحقيقة نسبها سنون مضت وهي بكنية رجلا آخر
...............................
تسطحت علي الفراش بأرهاق ومدت يدها نحو بطنها تطمئن جنينها ان كل شئ سيكون بخير ..ستصبح قوية من اجله
لتنتبه لخروج كنان من المرحاض يجفف شعره ..فأزاحت يدها سريعا عن بطنها حتي لا يشك بالأمر ف الي الآن لا احد يعلم غير ليليان التي لم تعد تفهم سبب إخفائها
سيقتلني صمتك ورد ..ما بكي أخبريني
فأغمضت عيناها وهي تود ان تخرج كل ما بداخلها ولكن ستجعله يذوق مافعله بها ..كان يصمت وهي تتحدث تقترب تسأله عن ما يروقه... ولكن في النهايه ماذا حدث خاڼها وتركها في حيرة تبحث عن سبب بعده عنها.
لتترك له نفسها ..فلا بأس ان تمنحه نفسها الليله.
..........................
نظر ريان إلى ريم التي تعطيه أحد الملفات كي يوقعها... فطالعها ريان متسائلا
ستأتين الحفل ريم أليس كذلك
فرحكت ريم رأسها بأرتباك ..فلاول مره ستحضر حفل كهذه ف في البداية ظنت ان والديها سيرفضوا الأمر لخوفهم عليها من ذلك العالم ..ولكنهم