رواية المطلقة والبواب بقلم حنان حسن (كاملة)
مبتكفيش العيش الحاف..
وكنت راضي وصابر
وبيشتغل عندة ورديتين عشان اعرف اكل انا و زوجتي وعيالي
وفي يوم وانا في وردية الليل..
الخزنة الي في المضرب اتسرقت
وعشان انا كنت انا واحد من الي موجودين في وردية الليل ساعة حاډثة السړقة..
الراجل صاحب المضرب اتهمني بالسړقة انا وزميلي الي كان معايا في وردية الليل..
وفضل يضرب فينا عشان نعترف بالسړقة
لكن قبل البوليس ما يوصل..
فضلت اقسملة اني بريئ لكن بردوا فضل يضربني علي وجهي بالاقلام ..
امام زميلي
فا غلي الډم في عروقي وخصوصا ..واني بريئ
وروحت رديتلة القلم
فشعر بالاهانه والتطاول مني ..
فا اخذ يضربني ضړب مۏت
ومن شدة الضړب الي كان بيضربهولي.. خلاني اخبطة علي دماغة واهرب..
علي ما يجي الليل عشان اقدر اتخفي واتسلل واروح اخد زوجتي والعيال ونهرب من البلد كلها
وفعلا فضلت متداري في الغيطان لغاية المغرب ة
ولما روحت اكتشفت المصېبة..
وهي ان الراجل الظالم عديم النخوة
لما جه البيت يدور عليا وملقنيش فضل يعذب في زوجتي
لغاية ما قټلها ادام عيالها ..
لا ده حطلي في البيت مخډرات
عشان يلفقلي تهمة اتجار في المخدرت
وطبعا انا اول ما عرفت كده اتسللت بليل واخدت العيال وهربت بيهم ع القاهرة
لاني لو كنت فضلت في البلد
كنت هتسجن ظلم... وهسيب البنات لوحدهم
وتركت زوجتي ومقدرتش حتة اډفنها وسيبتها لاهل البلد يدفونوها
ومن ساعتها
لما شافت الي حصل لامها ومن من يومها والكوابيس ملازماها زي ما سمعتيها كده
قلت..ياساتر معقول في ناس كده
طيب وجيبت معاك شهادات ميلاد البنات عشان تدخلهم مدرسة هنا ولا ايه
قال..انا لما خرجت من البلد كنت لابس لامؤخذة السروال فقط
لانهم لما جم يضربوني قلعوني هدومي كلها الي كان فيها محظتي وكل الورق
سكت صقر عن الكلام ثم نظر الي ثم بدء
قال..معلش انا اسف ان كنت صدعتك بحكاايتي
بس كان لازم احكيهالك عشان تبقي عارفة ايه سبب تصرفات عبير الغريبة
قلت..عموما خلي بالك منها وحاول تنسيها الي حصل واحدة واحدة
قال..هو ده الي انا بحاول اعمله من يوم الحاډثة
قال..اطمني يا فندم ونامي وغمضي عنيكي انا سهران تحت العمارة طول الليل
قلت..تمام يا صقر تصبح علي خير
نظر الي بادب شديد
وقال..وحضرتك من اهلة
خرجت من عند صقر وطبعا مطلبتش منه اي اوراق
لاني مقدرتش اقولة علي اي اوراق بعد كل الي سمعته ده
وحتي لو كنت طلبت فا اكيد الراجل هرب وساب كل حاجة ومفيش معاه ولا اي ورقة
بصراحة...مش عارفة ليه حسيت اني تعاطفت مع صقر وعيالة
يمكن عشان القصة الي حكهالي ..
ويمكن عشان منظر اليتم الي في عيالة
ويمكن عشان الظلم الي اتعرض ليه صقر
المهم عدي كام ولقيت شقيقي احمد الكبير بيتصل بيا وبيسالني علي موضوع الاوراق والبطاقة الخاصة بصقر
قلت..اه خلاص يا احمد انا شوفت الاوراق بنفسي واتاكدت منها
رد احمد قائلا..
طيب يا شيرين في موضوع عايز اكلمك فية بس مكنش ينفع اقولك عليه لغاية ما تتاكدي ان هيبقي في معاكي في البيت بواب دائم عشان كلام الناس
قلت..معلش وضح يا احمد مش فاهمه حاجة
قال..حاضر هفهمك
في واحد زميلي في البنك الي بشتغل فيه وصاحبي في نفس الوقت ..
من فترة كده حصلتلة ظروف اثرت علي نفسيتة
وعشان كده فكر انه يغير السكن بتاعة
ويشتري شقة جديدة يعيش فيها
ولكن بشرط تكون جنب شغلة في المنيل
فا انا اقترحت عليه بانه يشتري الشقة عندك في العمارة
بدل ما العمارة فاضية عليكي كده
بس كنت منتظر لما تجيبي بواب
عشان ميبقاش ساكن معاكي راجل وانتي لوحدك
وانتي طبعا عارفة كلام الناس
وخصوصا انه هو كمان عازب وهيعيش لوحده...
لكن طالما بتقولي انك اتاكدت من البواب الي عندك وهيستمر في العمارة خلاص
قلت..تمام انا معنديش مانع طالما انت عارفة خلاص
وبعد انتهاء المكالمة كنت متدايقة جدا
لان احمد اخويا فرض عليا شخص يعيش عندي في العمارة بدون رغبة مني
لاني كنت بتمني اني انا الي اختار الناس والجيران الي هيعيشوا معايا
المهم بعدها باسبوع لقيت ..احمد اخويا جاي ومعاه راجل في الاربعين من عمره
ولما احمد اخويا عرفني عليه قالي انه اسمة هشام
..وكان راجل غريب شوية..
لانه كان قليل الكلام جدا ..بيرد علي اد السؤال..
والابتسامة مش بتعرف طريق لوجهه
وتحس كده انه مغرور ومتعالي ومتكبر معرفش علي ايه
المهم كتب معايا عقد الشقة وبعدها بيومين
صحيت الصبح علي جلبة وصوت عالي من شوية رجالة في الشارع ..
فا قمت فتحت الشباك لقيت عربية نقل كبيرة من الي بتنقل الاثاث بتطلع العفش بتاع هشام
وعرفت ان خلاص انا شربت الي اسمة هشام ده فعلا
وبعد مرور كام يوم ...لاحظت ان هشام ده تقريبا مش بيخرج من شقتة خالص
وديما قاعد في البلكونه كانه بيراقب حد
..ويادوب بس كل الي بيعملة انه يتصل بالبواب يشتري له كل احتياجاتة من السوبر ماركت وخلافة وبعدها يفتح الباب وياخد الحاجة من البواب وعلي كده وخلاص..
بصراحة انا استغربت من موضوع عدم خروجة ده
لان احمد اخويا قالي انه موظف معاه في البنك
يعني لازم يخرج كل يوم لشغلة ..
بس قولت وانا مالي يخرج ولا عنة ما خرج
ده انسان كئيب ومغرور والاختصار عنه
لكن اختصاري عنة وتجنبي له لم يدم طويلا..
لاني صحيت في يوم من النوم لقيت هشام ده ماسك في خناق صقر وبيضربة ادام بنتة
نزلت بسرعة عشان انقذ صقر من ايدة..
وعندما اقتربت منهم
قلت بصوت عالي ..
ايه يا استاذ هشام في ايه
رد هشام عليا بكل وقاحة وغطرسة وقلة زوق
قائلا..ياريت يا مدام قبل ما تجيبوا حد تشغلوة تبقوا تستنضفوا ..
مش تجيبوا الاشكال الۏسخة دي وتخليهم معانا هنا في البيت
بصراحة اسلوب هشام والفاظة وغطرستة وتعالية علي الناس استفذني..
فا لقتني برد عليه بعصبية
قلت..اولا لو سمحت لما تتكلم معايا توطي صوتك وتنتقي الفاظك
وبعدين صقر ده البواب بالعمارة بتاعتي انا ومسمحش لاي حد يضربة او يهينة
نظر الي هشام من فوق لتحت باحتقار ثم
قال..طيب خلي بالك يامدام لان البواب بتاعك مش مظبوط ....
وبيضرب عيالة بۏحشية
ده غير انه بيتجول بليل في العمارة
بحجة انه بينضف السلم وبيتصنت عليا انا وانتي وبيراقبنا
وواضح كده انه وراه مصايب سودة ..
انا بعرفك بس للعلم
ده لو مكنتيش عارفة عنة كل حاجة اصلا
بصراحة رد هشام حړق دمي اكثر
واردت ان احجمة ووقفة عند حده
قلت.. ياريت يا استاذ بلاش تتنطط علي خلق الله وتهينهم لمجرد انك اغني منهم
و كوونك انك عندك شوية فلوس ميديلكش الحق ټضرب انسان وتهينة وتطردة ادام ولادة بالمنظر ده..
وخلي بالك انا كمان مش هسمحلك بكده
اقترب مني هشام محذرا بكل غرور وغطرسة
قال .. ماشي يا ملاك الرحمة
انا هعديها المره دي عشان ولاده
لكن لو عمل حاجة تاني انا هرمية برة العمارة دي
سواء وافقتي او رفضتي لاني بمتلك شقة هنا ومن حقي يبقي ليا راي في اي حاجة هنا..
انتي سامعه
وامسك هشام بصقر البواب مره اخري
وهو يلكمة ويقول..انا هسيبك دلوقتي بس عشان عيالك
لكن وحياة امك
لو اتكررت ولاحظت عليك حاجة تاني لا حبسك ..
ثم دفعة بعيدا عنة..
وتركنا هشام ومشي
طبعا انا الموقف ده خلاني اتاكد ان وجودي انا والبني ادم الي اسمة هشام ده