الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية وصمه ۏجع بقلم سهام العدل (كاملة)

انت في الصفحة 33 من 135 صفحات

موقع أيام نيوز


من نهاية الحاجبين وحتى منتصف الذقن أفسدت ذلك الجمال بتلك اللفة العجيبة وعلى الرغم من ذلك الجمال ولكن يعيبها شخصيتها المهزوزة كثيرة الفرك في كفيها وتنظر أرضا كثيرا تبتلع ريقها قبل الرد على كل كلمة تتفوه بها.
انتبهت على كلمات سدن حضرتك.. مش سمعاني
عادت من شرودها بتوتر وقالت آسفة ياحبيبتي مكنتش مركزة معاكي

قالت سدن بحرج ولا يهمك.. كنت بقولك سعيدة أنها عجبتك
ردت بإبتسامة عجبتني بس.. دي أبهرتني.. بس قوليلي تشربي إيه
هزت رأسها بالنفي وقالت لا متشكرة أنا هقوم.. ب بس
مدت تغريد يدها تلتقط حقيبة يدها.. فتحتها ثم أخرجت منها بعض النقود ومدت يدها لسدن قائلة بإبتسامة اتفضلي المبلغ اللي اتفقنا عليه.. بس بجد بتمنى تستنى تشربي حاجة وندردش شوية.. واتمنى متكسفنيش 
شعرت سدن بالحرج من تصميمها فأومأت لها بموافقة وقالت بخجل إذا كان كده اشرب ليمون
ابتسمت لها تغريد ثم نادت على النادل وطلبت منه المشروب لها ولسدن ثم حاولت أن تفتح معها مجالا للحديث وقالت لها أنا اسمي تغريد عندي ٢٩ سنة وبصراحة من الناس اللي بتحب تعمل علاقات إجتماعية واتعرف على ناس جديدة وبحب السفر عشان كده اتجوزت ملحق دبلوماسي في وزارة الخارجية وكل فترة في بلد وعندي بنوتة ٨ سنين اللي انتي رسمتيها واسمها تمارا
ابتسمت لها سدن بمجاملة وردت عليها أمورة ماشاء الله ربنا يخليها لك 
ردت عليها تغريد وقالت ميرسي وأنتي ياسدن كلميني عنك 
مجرد سؤال تغريد لها رفعت يدها تلقائيا تتحسس وجهها من فوق حجابها وكأن ذلك الطلب للتحدث عن نفسها يعريها أمام تلك الغريبة ويكشف وصمتها ولكنها اطمأنت أن الحجاب مازال يستر ذلك التشوه بوجهها ثم أنزلت يدها وفركتها بالأحرى بتوتر.
لاحظت تغريد توتر سدن وحركة يدها التي تحسست وجهها وأكد ذلك أن هناك ماتخفيه مما دفع الفضول لديها لاكتشاف ذلك السر ولكن انتبهت لحديث سدن الذي بدأته قائلة بخفوت أنا عندي ٢٣ سنة في آخرى سنة في كلية فنون جميلة ومليش هواية غير الرسم
فاجأتها بالسؤال مرتبطة ياسدن
ابتلعت سدن ريقها وقالت لا مش مرتبطة
ابتسمت لها بإرتياح وفي نفس اللحظة دخل النادل بالمشروب ووضعه أمام كل منهما كوبا وانصرف.
قالت تغريد لسدن اشربي ياسدن أنا قاطعها رنين هاتفها بإسم تميم.. وضعت الهاتف على أذنها وأمسكت بيدها الأخرى كوب الليمون وقالت بإبتسامة هاي تيمو
رد عليها تميم بتوتر ها.. يا تغريد طمنيني أنا مستني منك تليفون آجي آخدك وأشوفها
ردت بإبتسامة اصبر ياروحي شوية وأنا هبقي أرن عليك 
أجابها بلهفة طب كلميها كده في أي حاجة اسمع صوتها بس عشان خاطري ياتغريد
ابتسمت تغريد ووجهت حديثها لسدن قائلة اشربي ياسدن.. متتكسفيش ياحبيبتي 
ابتسمت سدن لها بمجاملة والتقطت الكوب دون أن ترد.
ضحكت تغريد وردت علي أخيها سلام انت ياتيمو وهبقي أرن عليك
وضعت هاتفها وهي تنظر لسدن بشرود عما تخفيه تلك الفتاة الصغيرة نظرات الخۏف في عينيها تتزايد والقلق باد عليها بالإضافة إلى تلك الحجاب الذي يخفى أكثر من نصف وجهها وتتمنى لو تنهض وتنزعه لاكتشاف مايخفيه يجعلها تتحسس وجهها كل حين وآخر.
راودتها حيلة ذكية من الممكن إن تهديء ذلك الفضول الذي تملكها فابتسمت بخبث والتقطت هاتفها ونهضت معتذرة لسدن سوري ياسدن هعمل مكالمة ورجالك والتقطت كوب الليمون في اليد الأخرى.
نهضت مغادرة المنضدة التي يجلس ان عليها وقبل أن تبعد قليلا اقتربت خلف سدن ساكبة عليها كوب الليمون شاهقة بإعتذار سوري مكنش قصديتعالي ياحبيبتي الحمام ننضف اللي عملته ده 
أسبوع مر عليها منذ آخر مشاداة بينها وبين ابنتها التي مازالت تتجاهلها وتحدثها بروتينية مقيتة وهاهو الموعد الأسبوعي لزيارة زوجها لأولاده وقضاء اليوم معهما مما جعلها تستيقظ مبكرا متخذة ذلك القرار الذي ظلت أسبوعا تدرسه جيدا على

الرغم من أن ذلك الأسبوع كان مكدسا عليها من رعاية غصون حتى تتعافي وأبنائها وولدي ياسر اللذان ترددا عليها كثيرا الأيام السابقة بسبب انشغال يمني بإفتتاح ذلك المتجر الذي نوت أن تبدأ به حياتها العملية وبناء ذاتها بعيدا عن الجميع كما أن والدتها بدأت تظهر التذمر من الولدين متحججة بحالتها الصحية وتقدمها العمريولأول مرة تشعر بثقل الحمل على كاهلها وأنها أصبحت غير قادرة على الإهتمام بالجميع معا وإرضائهم لذا كان عليها أن تفعل ذلك الشىء
 

32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 135 صفحات